أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأسد يوعز للإسكان العسكري بترميم مسجد "خالد بن الوليد"

من أعمال "الترميم" - صورتان أدناه للجامع بعد قصف قوات الأسد

أعطى بشار الأسد ممثلا بوزارة الأوقاف تعليماته مؤخرا لفرع الإسكان العسكري بحماة لترميم جامع ومرقد الصحابي خالد بن الوليد بحمص الذي دمرت آلة النظام العسكرية أجزاء واسعة منه على مدى أكثر من عامين.

واعتبر ناشطون ذلك محاولة مكشوفة من النظام لطمس معالم الدمار والخراب الكبير الذي فعله جيشه بواحد من أهم مساجد العالم. 

وكان تقرير أممي قد صدر في شهر آذار من العام الجاري تضمن ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺃﻋﺪﺗﻬﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷ‌ﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ "ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ" –ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ "اﻹ‌ﺭﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ"، وشملت القائمة 6 ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺩﻣﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻣﻨﺬ 15 ﺁﺫﺍﺭ/ﻣﺎﺭﺱ 2011، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﺴﺠﺪ.

وأشار التقرير، الذي نقلت وكالة "الأناضول" في حينه بعضا من محتواه، إلى أن أضرارا بالغة ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻤﺌﺬﻧﺔ ﻭﻗﺒﺔ ﻣﺴﺠﺪ "ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ"، ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺺ، ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺍﻟﻗﺬﺍﺋﻒ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﺿﺮﻳﺢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺗﺪﻣﻴﺮﺍً ﻛﺎﻣﻼ‌ً.


وشبّه ناشطون المسجد الخالدي الشهير بجسد صاحبه خالد بن الوليد في دلالة على الأضرار البالغة التي أصابته، لم يبقَ فيه مكان إلا وأصيب بقذائف الحقد الأسدي كما يقول أبو قصي أحد الباحثبن والمهتمين في شؤون الآثار والعمارة، وكل ما يخص التاريخ العربي والإسلامي والذي آثر البقاء في حمص يتفقد أوابدها وبيوتها الأثرية المدمرة.

أما الأماكن الأكثر تضررا في المسجد الحمصي الشهير بحسب الباحث "أبو قصي"، فهي مئذنته الغربية التي تهدمت أجزاء من شرفتها وجدرانها.

وشمل الدمار مدخل المسجد الشمالي الغربي وبعضا من الأقواس التي تحيط بصحن المسجد واللوحة التأسيسية ومقر المتحف الإسلامي الذي نهب المرتزقة الشبيحة معروضاته الأثرية النفيسة والنادرة كالمصاحف والسيوف والمنبر الخشبي القديم للمسجد.

ولم تترك نيران الآلة الحربية، كما يقول أبو قصي، أيا من القباب التسع التي تزين سقف المسجد خالية من الفجوات والثقوب الكبيرة التي كادت بفعل قذائف الهاون أن تهدمها.


أما الجزء الأهم من المسجد الذي دمره الجيش الأسدي عن بكرة أبيه فهو الضريح المقبب الذي يعلو قبر خالد بن الوليد، وحتى التابوتين الخشبيين اللذين يعلوان قبر خالد وابنه عبد الرحمن.

وحسب الكثير من الباحثين المعماريين، فهذا الضريح يعتبر بحد ذاته آية معمارية فريدة من نوعها ليس لها مثيلا سوى ضريح النبي يحيى في المسجد الأموي بدمشق.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، على حد تعبير "أبو قصى"، كيف يمكن لكوادر الإسكان العسكري التي عرف عنها قلة الخبرة أن ترمم آبدة أثرية كهذه؟.

وأشار أبو قصي إلى أن ترميم الأماكن الأثرية يحتاج إلى خبرات دولية مرموقة متخصصة في هذا المجال، مشيرا في هذا الصدد إلى عمليات الترميم الفاشلة التي جرت في كنيسة أم الزنار في حمص القديمة والتي شوهت هذا المعلم الأثري بدلا من إبراز جمالياته وإعادته إلى شكله الأصلي.

وخير دليل على ذلك برج ناقوس الكنيسة الذي بني على شكل مغاير لشكله الأصلي..!!

وكانت قوات الأسد مدعومة بميليشيات حزب الله قد سيطرت بتاريخ 27/ 7/ 2013 على مسجد خالد بن الوليد الذي كان تحت سيطرة كتائب الثوار في حمص منذ بداية العام 2012.

ويمثل هذا المسجد الجميل رمزية دينية كبيرة للمسلمين، حتى درج أهل حمص على تسميته بـ"سيدي خالد".
وتساءلت العديد من المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي في حينه عن المصادفة التي جعلت سقوط المسجد في 18 رمضان وهو نفس اليوم الذي توفي فيه سيف الله المسلول من سنة 21 هجرية.
يذكر بأن مسجد خالد بن الوليد بني على مرحلتين فشيده في القرن 12 السلطان المملوكي الظاهر بيبيرس وفقا للعمارة المملوكية السائدة زمنئئذ.

ثم أعاد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني تشييده على غرار الجوامع العثمانية، ويشبه -إلى حد ما- مسجدي السلطان أحمد في اسطنبول ومحمد علي "القلعة" في القاهرة. ولا تخلوا عمارته من الصبغة العمرانية المحلية التي تتميز بها العمارة الحمصية كالحجارة المتناوبة بين اللونين الأسود والأبيض وشكل النوافذ وغيرها.

مأمون أبو محمد -زمان الوصل -حمص
(371)    هل أعجبتك المقالة (266)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي