فيما يبدو إعادة إنتاج لتراجيديا الحصار في جنوب دمشق، والذي انتهت معظم فصوله مطلع هذا العام، يتخوف الأهالي من تكرار تلك المأساة؛ التي سقط على إثرها عشرات الشهداء جوعا.
فبعد ساعات من سريان نبأ إغلاق معبر "ببيلا" (المعبر الإنساني الوحيد في جنوب دمشق)، خلت أسواق جنوب العاصمة من جميع المواد الغذائية الأساسية.
ليعود إلى مخيلة من عاش الحصار الماضي؛ فصوله المؤلمة بكافة تجلياتها، حتى غدت متلازمة (المعبر والجوع) حديث الساعة لقاطني المنطقة.
يعزو ناشطون إغلاق هذا المعبر إلى عوامل عدة، فمنهم من يعتبر هذه الخطوة بمثابة ضغط من النظام لإعادة الشيخ "صالح الخطيب" إلى منصبه، بعدما عزلته الهيئة الشرعية عن مهامه كمفاوض للنظام عن بلدات "المصالحة".
فيما يذهب آخرون لاعتبارها خطوة انتفاعية بين ضباط النظام المشرفين على معبر "ببيلا" مع تجار جنوب العاصمة، هدفها إخلاء الأسواق من المواد الأساسية تمهيدا لرفع أسعارها، فأسواق جنوب العاصمة بالنسبة لهم مصدر للثراء، من خلال التحكم في حركة "الترانزيت" وأسعار المواد الغذائية، إضافة إلى كونها سوقا لتصريف المنتجات الرديئة بأسعار مرتفعة.
وسط هذا الزحام من التحليلات والتوقعات، يغيب عن المشهد أي دور فعلي لـ"الهيئة الشرعية في جنوب دمشق"، و"مكتب الحسبة" التابع لها على صعيد مكافحة الاحتكار، والذي بدأت أولى صوره تتجلى بإخفاء المواد الغذائية المكدسة لدى بعض التجار، وفي أحيان أخرى، بيعها –بشكل سري- بأسعار مضاعفة، حتى أضحى رغيف خبز أو كوب من الشاي، حلما صعب المنال بالنسبة للكثيرين.
أبو عبدالله الحوراني - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية