غدا.. التونسيون يترقبون أول رئيس منتخب والسبسي الأوفر حظاً

يترقب الشعب التونسي عشية يوم الأحد المقبل، الليلة التي سيعلن فيها ولو بشكل غير رسمي عن أول رئيس منتخب في بلد الربيع العربي بعد نحو أربع سنوات من الإطاحة بحكم زين العابدين بن علي.
وتشير نتائج سبر الآراء الأولية، وفقاً لمؤسسات تونسية مستقلة، إلى تفوق "الباجي قائد السبسي"، رئيس حزب "نداء تونس، على منافسه الرئيس المنتهي ولايته "محمد المنصف المرزوقي" بعشر نقاط. (56% سبسي، 44% المرزوقي).
وكانت نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في 23 تشرين ثاني-نوفمبر الماضي قد أعطت السبسي تفوقاً على غريمه المرزوقي بست نقاط (39.46% سبسي، 33.43% المرزوقي)، لم يستطع من خلالها حسم الجولة الأولى لتحدد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات موعداً لجولة الاعادة في 21 كانون اول –ديسمبر الجاري.
وعكّر صفو الشارع التونسي حالة التشنج والاستقطاب التي رافقت أنشطة الحملة الانتخابية، والتي أثارها كِلا المرشحين وأنصارهما من خلال التهجم المباشر وغير المباشر واستحضار مخاوف عودة الحكم السابق وسيطرة الحرس القديم من قبل أنصار المرزوقي من خلال تقسيم تونس إلى شمال وجنوب، والحديث عن الثورة المضادة والفلول؛ كما لعبت شبكات التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في تفاقم هذا الاحتقان.
وفي موقف دل على التهدئة، أعلن "المرزوقي" أنه سيقبل بنتائج الانتخابات مهما تكن، داحضاً مخاوف التزوير التي عبّر عنها منذ أيام في حال عدم الفوز.
ويرى الدكتور رضوان المصمودي، مدير مركز دراسة الإسلام والديمقراطيّة، مقره في تونس، بأن النتائج التي تبدو محسومة للسبسي ستقود إلى هيمنة الحزب الواحد في حالة شبيهة لحكم "بن علي" من خلال سيطرة "نداء تونس" على كل السلطات (التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة)، ما يشكل خطراً على المسار الديمقراطي، ويجعل من إمكانية التطوير والإصلاح السلمي والتدريجي غير واردة في المستقبل.
ويقول المحلل، المحسوب على حزب "حركة النهضة" الإسلامي، بأنه ما يزال هناك وقت لتقرير مصير ومستقبل الثورة والانتقال الديمقراطي في تونس. متسائلاً: "من سينتصر؟ إعلام وماكينة بن علي التي قامت بحملة كبيرة ومنظمة لتشويه المرزوقي؟ أم العقل والمنطق والحكمة الذي يقول ألاّ نضع كل مقاليد الدولة والسلطة في يد شخص واحد أو حزب واحد."
وسيلتزم اليوم السبت المرشحان بالصمت الانتخابي وفقاً لتعليمات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، لينطلق غدا الأحد الناخب التونسي إلى مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس المقبل للسنوات الخمس القادمة.
وبدوره طالب حمّة الهمامي، المرشح الرئاسي السابق والمتحدث باسم الجبهة الشعبية، أنصاره يوم الجمعة بعدم التصويت للمرزوقي في حين ترك لهم الخيار للتصويت للسبسي أو لا.
وينضم الهمامي في تأييده غير المباشر لـ"السبسي" إلى طيف واسع من الأحزاب التونسية التي أعلنت ولائها وتأييدها لـ "نداء تونس" الأسبوع الماضي.
ويرى المراقبون أن "حركة النهضة" أيضاَ ومن خلال تصريحات زعيمها الشيخ "راشد الغنوشي" حملت توافقاً غير معلن مع "النداء" على الرغم من تصريحات الأخير بأن "النهضة" لن تكون ضمن التشكيلة الحكومية المزمع الإعلان عنها فور انتخاب رئيس للبلاد.
وتزامناً مع نشر الجيش التونسي لـ 36 ألف جندي لحماية سير الانتخابات، حذر "شفيق صرصار"، رئيس الهيئة العليا للانتخابات من أعمال عنف قد تستهدف العملية الانتخابية، قائلاً بأن السلطات اتخذت الإجراءات الاحتياطية لمواجهتها.
وفي سياق متصل، تداول النشطاء التونسيون ووسائل الإعلام تسجيل فيديو نشر يوم الخميس عبر الإنترنت يظهر فيه مسلحون تابعون لتنظيم "الدولة الإسلامية"، يدّعون تبني عمليات اغتيال المعارضين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013، مهددين الشعب التونسي بأنهم لن يعيشوا مطمئنين "مادامت تونس لم يحكمها الإسلام"، قائلين :"أيها التوانسة لا تغرنّكم الانتخابات".
محمد حمدان - تونس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية