كشف مصدر في الجيش الحرّ عن حقيقة المعارك التي تصاعدت في منطقة الريف الغربي لحوران، مشيرة إلى أن قراراً تم اتخاذه بشبه إجماع لتصفية وجود تنظيم "الدولة الإسلامية"، على خلفية إعلان فصيلٍ كبير داخل لواء شهداء اليرموك يضم نحو 200 مسلح مبايعته للتنظيم، الأمر الذي اعتبره الجيش الحر و"جبهة النصرة" استجلاباً للمشهد الدموي الحاصل في شمال وشرق سوريا.
وذكر أن قناعة تشكلت لدى "الحرّ" و"النصرة" تفيد بأن تأجيل المواجهة لاجتثاث فكر "الدولة" وإنهاء نواته ولو لشهرٍ واحد تعني سقوط حوران بيد هذا التنظيم.
المصدر أكد أن "لواء شهداء اليرموك" بقيادة محمد سعد الدين البريدي ولقبه "الخال" بات يستعين بمنظرين يحملون فكر "الدولة" قدموا من مناطق تحت سيطرتها في شمال البلاد تمهيداً لدخول التنظيم إلى المنطقة الجنوبية وهو ما تم الإعلان عنه سابقاً.
وقال المصدر إن الصراع أخذ شكلاً غير مباشر بعد عمليات اختطاف مزدوجة بين الطرفين، إلا أن الأسباب الحقيقة تعود لرفض "اليرموك" الاعتراف بمحكمة مشتركة (دار العدل) تم إنشاؤها بتوافق جميع التشكيلات على الأرض، ومن ثم قيامه بتكديس كميات كبيرة من السلاح والذخيرة بينها ما لايقلّ عن 50 آلية ثقيلة بينها 27 دبابة وعربات ومدافع ومضادات طيران، إضافة لمعلومات تفيد باحتكاره أسلحة تمت السيطرة عليها من داخل (اللواء 112)، وكذلك صواريخ "إيغلا" روسية الصنع لم يجرِ استخدامها، وهي قادرة على إسقاط الطائرات.
وأشار إلى أن "البريدي" وهو من أبناء بلدة جملة في الريف الغربي لحوران حيث تشتد المعارك حالياً، هو مجرّد واجهة فيما يعتبر المدعو أبو عبيدة قحطان (فلسطيني -أردني) الرأس المدبّر والقائد الفعلي والمنظّر لـ"لواء شهداء اليرموك".
وذكر شهود عيان لـ"زمان الوصل" أن معارك طاحنة تجري بين "لواء شهداء اليرموك" و "جبهة النصرة" في قرى سحم ونافعة والشجرة وجملة تصاعدت اليومين الماضيين، وسقط خلالها عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين بينهم شرعي "النصرة" الملقب بـ "الجزراوي".
وتشير المعلومات إلى معركة يراد لها أن تكون حاسمة في وضع نهاية لتنظيم "الدولة" قبل تغلغله في المنطقة الجنوبية.
وقال مصدر على اطلاع بالتفاصيل -فضّل عدم ذكر اسمه- أن "النصرة" تتصدّر واجهة المعارك ضدّ "اليرموك" إلا أن مختلف فصائل الجيش الحرّ تشارك فعليّاً فيها.
يذكر أنّ محاولات لوقف القتال جرت مؤخراً تم الاتفاق بموجبها أن يقوم "اليرموك" بتسليم عدد من قياداته للمحكمة المشتركة (دار العدل) على أن تسلّم "النصرة" عدداً من مسؤوليها ليتم البتّ في النزاع، إلا أنّ "اليرموك" رفع السقف مطالباً "النصرة" بتسليم قيادييّها "أبو ماريا القحطاني" و"أبو جليبيب" وشرعيّها "سامي العريدي" للمحكمة، مقابل تسليم البريدي وقحطان نفسيهما مع آخرين للمحكمة.
علي عيد - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية