قالت مصادر محلية وعشائرية، أمس الأربعاء، إنه تم اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات أكثر من 230 فردا من عشيرة "الشعيطات" كان أعدمهم تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل نحو 5 أشهر في بادية محافظة دير الزور، شرقي سوريا.
وفي حديث مع وكالة الأناضول، قال أبو محمد الشعيطي، أحد وجهاء عشيرة الشعيطات، إن بعض أهالي منطقة "أبو حمام" بريف دير الزور عادوا، اليوم، من نزوحهم القسري بعد سيطرة "الدولة الإسلامية" على مناطقهم قبل أشهر ليكتشفوا مقبرة جماعية تضم أكثر من 230 جثة لأبناء الشعيطات كان "الدولة الإسلامية" أعدمهم بعد سيطرته على الريف الشرقي لمحافظة دير الزور في يونيو / حزيران الماضي.
وأضاف الشعيطي أن الجثث التي تم اكتشافها كانت غير مدفونة بشكل كامل، وبدت متحللة حيث لم يتبق منها سوى العظام والملابس.
من جهته، قال محمد الفراتي، وهو من سكان ريف محافظة دير الزور، إن الجثث التي تم اكتشافها، اليوم، لم يتسنّ التأكد من هويات أصحابها كونهم على ما يبدو تم تجريدهم من إثباتات الشخصية قبل إعدامهم، لافتاً إلى أن أهالي المنطقة بدؤوا يتهافتون على المقبرة على أمل التعرف على رفاة أقارب مفقودين لهم منذ أشهر.
وأشار الفراتي في حديثه لـ"الأناضول"، إلى أن "الدولة الإسلامية" أسر المئات وهجر الآلاف من سكان المناطق التي يعيش فيها سكان عشيرة الشعيطات، والتي تضم بلدات "أبو حمام" و"الكشكية" و"غرانيج"؛ وذلك عقاباً على مقاومتهم وقتالهم ضده مع بدء سيطرته على الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، الذي تقع فيه تلك البلدات.
ونشر ناشطون إعلاميون على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو، قالوا إنها للمقبرة الجماعية التي تم اكتشافها، اليوم، اطلع عليها مراسل "الأناضول" دون أن يتأكد من صحتها من مصدر مستقل.
ويظهر في الصور والمقاطع العشرات من الجثث المتحللة التي كان يرتدي أصحابها ومعظمهم بدو من الرجال زياً مدنياً، وبعضها كان بلا رؤوس.
ولم يتسنّ التأكد من صحة ما قاله المصدران اللذان تم إعطاؤهما اسمين وهميين بناء على طلبهما خوفاً من عقاب "الدولة الإسلامية"، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من التنظيم بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.
وحسب رصد مراسل "الأناضول"، فإن "الشعيطات" عشيرة عربية تنتمي لعشيرة أكبر، وهي العقيدات المعروفة شرقي سوريا، والتي تملك امتدادا في كل من العراق والجزيرة العربية، ويتراوح عدد أفراد الشعيطات في سوريا ما بين 150 إلى 200 ألف شخص يتوزعون على ثلاث مناطق هي الكشكية وغرانيج وأبو حمام بريف دير الزور، وهي من الطائفة السنية.
انخرطت الشعيطات بالثورة ضد النظام السوري بعد أشهر قليلة من اندلاعها في مارس/ آذار 2011، وخرج أبناؤها في المظاهرات الأسبوعية التي خرجت ضد نظام بشار الأسد.
وبعد عسكرة الثورة مع بداية عام 2012 كان لمسلحي الشعيطات دور كبير في طرد مقاتلي قوات النظام من ريف دير الزور والحدود السورية العراقية والسيطرة على تلك المناطق، وسقط في تلك المعارك عشرات القتلى بينهم.
وقاتل أبناء الشعيطات تنظيم "الدولة الإسلامية" مع دخوله إلى شرقي سوريا ومحاولته السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة مطلع عام 2013، ونجحوا في طرد مقاتلي التنظيم وتشكيل ما يسمى "مجلس شورى المجاهدين" الذي ضم إلى جانبهم كلاً من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وعدد من الفصائل الأخرى بغية قتال التنظيم.
إلا أنه بعد سيطرة التنظيم على مناطق واسعة شمال وغرب العراق المحاذية لمحافظة دير الزور السورية واغتنامه كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد التي خلفها الجيش العراقي، جعلته يتفوق تسليحياً على خضومه في المحافظة وقاد حملة شرسة ضدهم في يونيو/ حزيران ويوليو/تموز الماضيين أفضت إلى سيطرته على معظم مساحة دير الزور وطرد مقاتلي المعارضة منها.
وقام "الدولة الإسلامية" بقتل المئات من أبناء العشيرة انتقاماً من قتالهم له ووصفهم بـ"المرتدين"، حسب تقارير مصورة أصدرها، حيث قدر وجهاء في العشيرة عدد الأشخاص الذي أعدمهم "الدولة الإسلامية" ميدانياً بالرصاص أو ذبحاً بالسكاكين ما بين 250 إلى 400 شخصاً في حين ذهب آخرون إلى أن العدد تجاوز 800، وذلك قبل اكتشاف مقبرة اليوم.
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية