حملت الجدران منذ بدايات الثورة السورية صدى صوت الشارع المختلف والمتخالف وكرّست نوعاً من أنواع التواصل الاجتماعي للناس حمل أحلامهم وأفكارهم في ظل التحولات التي عاشتها الثورة.
وما جدران سراقب في ريف إدلب إلا تجسيد حي لهذه الفكرة، وفي هذا الإطار بدأ ناشطو "تجمع أنصار الثورة" بإطلاق المرحلة الأولى من حملة "ثورتنا بالألوان" لتزيين جدران مدينة "الأتارب" في حلب للتذكير بأهداف ثورة الكرامة، واستحضار القيم والمثل العليا التي قامت لأجلها، بألوان زاهية تحاول أن تغطي على لون الدم الذي طغى على المشهد طوال السنوات الثلاث الأخيرة من عمر الثورة.
حول فكرة المبادرة والهدف منها يقول المتحدث الإعلامي باسم "تجمع أنصار الثورة" لـ"زمان الوصل":
نفذت هذه المبادرة مجموعة من شباب التجمع بمدينة الأتارب، حيث قاموا بطلاء جدران المدارس لتجهيزها من أجل كتابة شعارات الثورة، وللتذكير بالأهداف الأساسية لثورة الكرامة السورية، بعد ما أدخلت التجاذبات الدولية الشعبَ السوري في مسارات لم يخترها.
ويضيف المتحدث الإعلامي للتجمع: "هذه الخطوة هي محاولة لإعادة النبض المدني، ورفع روح المبادرة عند المجتمع السوري كي يسترد ثورته وأهدافها، ونسعى لأن تعم هذه المبادرة التي هي جزء من حركة الشباب المدني الثوري كل المدن السورية الثائرة".
وعن جانب التميّز في هذه المبادرة فنياً وثورياً أوضح:"ليس الهدف من هذه المبادرة البحث عن التميز بقدر ما كانت الغاية البحث عن ضرورة ترسيخ المبادئ والأهداف التي قامت عليها الثورة".
وأردف:"كان علينا أن نعيد الألوان لحياة الشعب السوري، إننا مصرون على مقاومة الخراب، سنعيد للحياة بهاءها رغم كل هذا العذاب".
وعن أهمية الجدران ودورها في الفعل الثوري قال المتحدث الإعلامي:"كانت الجدران ولا تزال حاملاً أساسياً لصراخنا ضد الظلم، وفضاءً رحباً نرسم عليه أحلامنا بوطن كريم وحياة كريمة".
وتابع:"لقد وقفت معنا الجدران ونحن نقارع الطغيان، ولذلك سنبقى أوفياء لها، لأنها جزء من تاريخ ثورتنا".
وحول فكرة توظيف الخط والرسم في لوحات الأتارب الجدارية أوضح محدثنا إن "هذه اللوحات تعتمد في غالبها على الخط العربي، ونحن نعمل ضمن الإمكانات المتاحة"، مضيفاً: "نأمل بتطوير العمل لنعمم نموذج الغرافيتي ولنمح ماخلفته آلة الحرب".
ومن جانب آخر أوضح المتحدث، وهو فنان تشكيلي، أن "أعمال الغرافيتي ظهرت من داخل الفن الشعبي "البوب آرت" ضمن رغبة إيصال الخطاب البصري للشارع ليكون عضوياً في تأسيس الرأي والموقف".
وأردف أن "الجدران السورية تنمو وتتجه لأن تكون جزءاً من الخطاب وجزءاً من أدوات التعبير، وستشكل يوماً ما فارقاً مهما فمن يمتلك الجدار باللون والعبارة يمتلك الرصيف ويحوز على قلوب عابريه".
وعن تفسيره لتأخر"تجارب الغرافيتي" في مواكبة الثورة والتعبير عنها، أكد المتحدث الإعلامي باسم التجمع أن "القوة المفرطة التي وُجهت ضد الشباب المدني الحديث لم تترك فرصة لهذه الأعمال الوليدة لكي تتطور".
وأضاف: "لم تقتصر مواجهة الجدران بالأسود فقط، إنما وجهت البنادق لراسمي معالم المستقبل على هذه الجدران أيضاً".
وختم المتحدث الإعلامي: "هناك قبول ورغبة في وجدان الشارع السوري لأي مبادرة حية تعيد له ما أخذته الحرب، وتعيد تقديم ثورته للعالم كما يليق بها وبتضحياتها وإننا كقوى شبابية مدنية حية نؤمن بالحياة ونرغب بأن نكون جزءاً من ماكينة إنتاج السعادة للشعب السوري".
فارس الرفاعي- زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية