وسقطت أسطورة الشمال

شكل معسكر وادي الضيف، الذي هو عبارة عن حامية متخمة بالسلاح والجنود، ما يشبه الأسطورة، بالنسبة للنظام والثوار معا!، حتى بات سقوطه مجرد خيال، في أذهان المؤيدين، وفئة غير قليلة من المعارضين.

أما في جانب النظام، فلطالما تغنى المؤيدون بصمود المعسكر، وأطلقوا عبارات وشعارات تدل على ذلك ومنها "راح الشتا وإجا الصيف، وباقي بإدلب وادي الضيف"، وقد عمق من قناعتهم تلك الهجمات المتكررة على المعسكر، والتي كان معظمها يتوقف بعد أيام، أو يفشل لسبب أو لآخر، رغم أن المعسكر محاصر منذ أشهر طوال.

وفي جانب الثوار والمعارضين، كانت قصة وادي الضيف أشبه بمسسل "وادي الذئاب".. حلقات طويلة جدا حتى يكاد المتابع يشك بأنه سينتهي، وقد زاد هذه النظرة التشاؤمية سوداوية تلك المعارك التي كانت تشن تباعا على المعسكر، وقيل اكثر من مرة إنها كانت بهدف "التصوير"لاستدرار الدعم المادي والتسليحي، مقابل عمليات "خلبية".

ولكن المعركة التي انطلقت قبل أيام، بدت شيئا مختلفا، نظرا لحجم الحشد التسليحي فيها، والذي فاق في باب المدرعات وحده 20 دبابة، فضلا عن مضادات الدروع ومدافع الهاون والرشاشات بأنواعها.

ويعد معسكر وادي الضيف حامية عسكرية متكاملة بكل ما تعني الكلمة، ففيه ما يعادل 12 حاجزا، موزعة على بضعة كيلومترات، ويضم المعسكر مئات الجنود والضباط، مزودين بـ"بحر" من الذخيرة والعتاد، كان يصلهم عبر طيران النظام بشكل منتظم طوال فترة الحصار، حفاظا على هذا المعسكر من الانهيار.

اليوم، ومع ساعات الصباح الأولى تم الإعلان عن تحرير كامل معسكر وادي الضيف، فسقطت الأسطورة، وسقطت معها كل الكوابيس التي كانت تؤرق أهالي الريف الإدلبي المحيط، وسقط رهان النظام ومؤيديه وشعاراتهم، وسقط أيضا تشاؤم المتشائمين من المعارضين و"الثوار".

وتفيد الأنباء الأولية أن "ما تبقى" من جنود "وادي الضيف" انسحبوا إلى معسكر الحامدية المجاور، الذي يبدو أنه يترنح، وقد يلاقي مصير "وادي الضيف" في القريب العاجل، ومعهم انسحب أو توارى معظم المؤيدين عن شبكات التواصل الاجتماعي، إذ لم يعد لديهم ما يقولونه عن أسطورة الشمال.