أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

معارض سوري يدعو أعضاء الائتلاف ووزراءه للمبيت ليلة في مخيم "السلامة"

مخيم السلامة

يعيش النازحون السوريون في مخيم السلامة (على الحدود السورية التركية) الذين يقدر عددهم بنحو 4 آلاف نازح تقريباً معظمهم من الأطفال والنساء أوضاعاً غير إنسانية، وأدت ظروف الشتاء القاسية هناك إلى وفاة طفل وغرق أكثر من 500 خيمة تضم عائلات كاملة، وعلى خلفية هذه الكارثة الإنسانية وجّه رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين"محمد النعيمي" دعوة مباشرة لأعضاء الائتلاف الوطني ووزرائه للمبيت ليلة واحدة في مخيم "باب السلامة" لليلة واحدة مع عائلاتهم، متعهداً بأن يكون أولهم مع عائلته وكامل أطفاله، وأضاف النعيمي في منشور على صفحته الشخصية في"فيسبوك": "في حال عدم تلبية الدعوة من حق الشعب أن يحاكمنا وسأكون أول من يقف أمام قوس تلك المحكمة لأنني أتحمل جزءاً من المسؤولية. 

حول جدية هذه الدعوة ومغزاها قال رئيس رابطة حقوق اللاجئين السوريين "محمد النعيمي"لـ"زمان الوصل": 
هذه الدعوة جدية وصحيحة، ووصلت إلى رئيس وأعضاء الائتلاف، ورئيس الائتلاف وحده من ردّ عليها قائلاً إنه في جنيف، وأردف النعيمي: "لم أكن أقصد من وراء هذه الدعوة إلا الجدية، عسى أن يكون قضاء ليلة بين النازحين المظلومين محرّكاً للضمائر "الخاملة".

وتابع: "من ناحية أخرى أردت لفت الانتباه إلى إعلان إدارة المخيم حالة الطوارئ بعد وفاة طفل برداً وغرق ما يزيد عن 500 خيمة في هذا المخيم الذي يضم قرابة 4 آلاف نازح هربوا من "إرهاب الموت" ليقعوا في "إرهاب البرد والجوع"، وحالتهم المأساوية هذه تُعتبر وصمة عار على جبين العالم أجمع، وفي مقدمته نحن من ندعي مسؤوليتنا عنهم".

ولدى سؤاله عما قدمت رابطة حقوق اللاجئين السوريين لهم قال النعيمي: 
دائما يتكرر علينا طرح هذا السؤال من قبل اللاجئين ووسائل الإعلام، أريد أن أوضح هنا أننا لسنا منظمة إغاثية، بل نحن منظمة حقوقية تدافع عن حقوق اللاجئين في كل أنحاء العالم، وتعمل على وضع العالم والرأي العام في الواقع الحقيقي لمأساة أهلنا، وأضاف النعيمي: "رغم ذلك ناشدنا ونناشد منظمات الإغاثة العالمية والمحلية للتحرك والبعض بدأ بالتحرك فعلاً".

وعن سبب التأخير في معالجة المشكلة وانتظار حلول الشتاء والكارثة أكد النعيمي أن "رابطة حقوق اللاجئين قرعت وعبر العديد من وسائل الإعلام ناقوس الخطر قبل أن يحل فصل الشتاء".

واستدرك:"كان لنا عدة لقاءات مع مسؤولي المعارضة، ومنها مع رئيس الائتلاف شخصياً، ولنا تجربة سابقة مع الحكومة، إلا أن الاتفاق معهم لم يخرج عن دائرة الوعود غير المنفذة، وكأن الائتلاف حتى الآن يرفض تحمّل مسؤولياته تجاه النازحين واللاجئين.

وأوضح رئيس رابطة حقوق اللاجئين: "لدى الحكومة المؤقتة مديريتان الأولى "مديرية شؤون اللاجئين الفلسطينين في سوريا" والثانية "مديرية إدارة المخيمات" وكلاهما غير مؤهل لهذه المهمة، لا من حيث الكادر ولا من حيث المعلوماتية الواقعية على الأرض.

وأضاف محدثنا: "رغم هذا كان لي أكثر من لقاء مع وزير الإدارة المحلية، إلا أنني لم ألمس أي جدية لهذا الأمر".

وتابع قائلاً: "لا أقصد بهذا الكلام تبرئة نفسي فأنا لا أبرئ نفسي، وأتحمل جزءاً من المسؤولية ومن حق الشعب أن يحاكمنا وليس أن يشتمنا فقط". 

ومن جانب آخر نبّه النعيمي إلى أن مخيم "باب السلامة" يعيش كارثة حقيقية، مضيفاً: "لدينا في ريفي إدلب وحلب ما يزيد عن مليون بين نازح ولاجئ، وعليك أن تتصور كيف يعيش البعض من هؤلاء".

ونقل النعيمي لـ"زمان الوصل" صورة مأساوية لمخيم السلامة الذي لم يأخذ من اسمه نصيبا قائلاً: "أكثر العائلات هناك والكثير منها يتعدى أفرادها الستة أشخاص، لا تملك سوى أربعة حرامات في خيم ممزقة تحت "السماء والطارق" وهناك نساء يلدن في درجة حرارة دون الصفر.

وهذه التجمعات تفتقر –كما قال- لأبسط مقومات الحياة، فهي تعيش دون الحد الأدنى للصراع من أجل البقاء".

وحول وجهة نظره في الحل الآني أو الطارىء على الأقل أكد النعيمي أن "الحل يبدأ عندما تباشر مؤسسات المعارضة في تحمل مسؤولياتها والعمل بشكل أكاديمي ومهني مدروس بعيداً عن حسابات التوظيف والمناصب، وأضاف: "عليهم أن يضعوا أيديهم بأيدينا لنقوم جميعاً بمسؤولياتنا وأبسط هذه المسؤوليات أن نضع العالم أمام المأساة الحقيقية لأهلنا في مخيمات اللجوء والنزوح".

ويضيف: "عندها يمكننا أن نطلب من المنظمات الدولية التعامل بجدية، فمن المعيب أن نطلب المساعدة ونحن من ندعي المسؤولية مقصرين لأبعد حدود في هذا الجانب".

فارس الرفاعي- زمان الوصل
(86)    هل أعجبتك المقالة (90)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي