أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مازوت الجبل للاحتكار والتهريب وأجور النقل تقفز إلى الضعف

تبقى الأزمة الاقتصادية المعاشيّة في محافظة السويداء هي حديث الشارع الأبرز والأكثر تداولاً فيها، سيما فيما يتعلق بمخصصاتها من المحروقات ومن مادة المازوت بشكل خاص.

وتعاني المحافظة من نقص حاد في هذه المادة، وبينما تخفّض مخصصات تلك المحافظة الجبلية الباردة وهي على أبواب شتائها المعروف بقسوته، يصدر الأسد مرسوماً يلغي فيه القرار الذي أصدره رئيس وزرائه وائل لحلقي، الذي يقضي بتخفيض مخصصات محافظة اللاذقية من الغاز والمازوت والبنزين والكهرباء. 

وأفادت مصادر أخرى "زمان الوصل" بأن مخصصات محافظة السويداء من المازوت تصل بشكل نظامي إليها، إلا أن التلاعب بها مبيعاً وتهريباً واحتكاراً يتم داخل المحافظة، وعلى مرأى من الناس وذلك بالتواطؤ بين بعض مسؤولي الدولة وقوى الأمن و"الدفاع الوطني". 

وأكد عدد من شهود العيان رؤيتهم لصهاريج نقل المازوت تقف منتظرة دورها وبشكل يومي ومنتظم أمام مستودعات "سادكوب" في مدينة (عريقة) في الريف الغربي للمحافظة.

وكشفوا أن تعبئتها تتم في مستودعات "سادكوب" ونقلها إلى جهات مجهولة.
وأفاد مصدر من داخل "جيش الدفاع الوطني" عن توقيف أهالي قرية (مَلح) في أقصى الريف الشرقي للمحافظة لأحد هذه الصهاريج أثناء عبوره القرية باتجاه البادية الجنوبية الشرقية (طريق الأردن الصحراوي) ترافقه دورية أمن، حيث تم إيقافه وإجباره على تفريغ حمولته من مادة المازوت بقوة السلاح.

* مازوت "داعشي"
ولا يخفى على قاطني محافظة السويداء وزوّارها الظاهرة الغريبة المنتشرة على طول طريق دمشق -السويداء، حيث تجد "كالونات" المازوت "الداعشي" الأسود المهرّب متوفرة على جانبي الطريق بشكل علني وفي وضح النهار وبأسعار خيالية رغم سوء تكريره وما ينتج عن احتراقه من مشاكل صحية ذلك لاحتوائه غازات ومواد قاتلة كارصاص، ليطرق السؤال واضح الإجابة أبواب هذه الظاهرة ..كيف تصل هذه المادة علنا إلى داخل المحافظة وعن طريق من؟ ولماذا لا تتم مكافحتها وملاحقة المسؤولين عن هذه الظاهرة؟
وتفاقمت الأزمة مؤخراً بعد قرار وسائل النقل العامة رفع تعرفة أجور نقل المواطنين داخل المحافظة وخارجها،حيث قامت شركتا النقل الوحيدتان في المحافظة (الشهباء/التوفيق) برفع سعر تذكرة ركوب (دمشق-السويداء) من 350 ليرة سورية إلى 650 ليرة، ما طال شريحة الطلاب والموظفين بشكل مباشر، الأمر الذي شكل حالة احتقان حادة وصل حدود الدعوة إلى مقاطعة الشركتين، وذهب بعضها إلى وصف صاحبي الشركتين بأوصاف نابية أقلها كان وصفهما بـ"دواعش" السويداء.

الجدير بالذكر أن شركتي النقل تعود ملكيتهما إلى شخصييتين نافذتين ومعروفتين بثرائهما الكبير أحدهما "مزيد نصر" عضو مجلس الشعب، ما أثار سخطاً كبيراً عليهما داخل المحافظة، كما اعتبر البعض الآخر أن حرق مقري الشركتين و"بولماناتهما" هو الرد المناسب على هذا الجشع غير المحدود. 

بينما برر بعض العاملين في الشركتين الأمر مسندا حجته إلى ارتفاع أسعار المازوت وصعوبة تأمينه وغلاء أجور الصيانة والمواد المستهلكة في الحافلات من زيوت وإطارات وقطع تبديل.

ومازالت ردود الفعل تتوالى على هذا القرار، فهل ستصل إلى حدود تنفيذ الدعوة لمقاطعة شركتي النقل أم ستتعداها إلى ما هو أخطر من ذلك، إذ يأتي هذا الحدث كتفصيل في سياق ضغط اقتصادي ومعاشي واسع النطاق وسوء في الأوضاع الخدماتية للمحافظة من شح في الماء وانقطاع للكهرباء وغلاء غير مسبوق في الأسعار؟.

راما أبو رمحين -السويداء -زمان الوصل
(106)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي