هل تعلم أيها المهاجر أنك خدمت نظام الأسد أضعاف ما خدمته إيران وحزب الله وروسيا. أعلم تماما أنك ما وصلت إلى هذا السطر من المقال إلا واعتبرتني "مرتد" يحل بالطبع -وهو العادي- قطع رأسي.. هل تعلم أنك خدمت الأسد أكثر منهم جميعا، بتسويدك علم الاستقلال الذي نفخر به، وتهديدك بفتح "روما" واسترداد الأندلس، وأنت قابع في ريف إدلب..!، خدمته عندما قتلت وطاردت خيرة رجال "السلفية الشامية".. واعتبرتهم كفارا وهم من خدموا الدين رغم سياط المخابرات في الزمن الذي كنت فيه تنعم بالمدارس الأمريكية والأوروبية وجوازات سفرهم، أو تقود سيارة فاخرة على طرقات الخليج السريعة… ولنا بهم أسوة حسنة في الثمانينات والتسعينات.
هل نحن مرتدون.. أيها المهاجرون؟!.. رئيس التحرير
تونسيا كنت أو مغربيا.. "جزراويا" كنت أو يمنيا.. أمريكيا أو أوربيا… كنت، و"هاجرت" إلى سوريا لأجل القتال ودولة تحلم بها، تقطع الرؤوس وتقتل السوريين، وتعتبر نفسها مخلصهم من "الضلال" فاذهب إلى الجحيم…
هذا ما ستسمعه من كل سوري وطني يبحث عن بلاده الجميلة، التي يسود فيها القانون والحق، ولا يستخدم بها الإسلام لإدراك السلطة والتسلط كما فعل حكام دولة الأسد بفلسطين و"البعث" النظري.
أن تقطع رأس جندي نظامي "شُحط" من حاجز للمخابرات الجوية وسيق إلى حتفه في مطارات الأسد، فهذه لم تخدمنا ولم تداوِ جراح السوريين، أن تقطع رأس قناص الدبابات وعشرات رجال "السفلية الشامية" بحجة أنهم مرتدون، فذلك والله خير دليل أنك ما جئت لنصرتنا أو نصرة الإسلام، بل لنصرة نفسك ثم "أميرك".
هل تعلم أيها المهاجر أنك خدمت نظام الأسد أضعاف ما خدمته إيران وحزب الله وروسيا. أعلم تماما أنك ما وصلت إلى هذا السطر من المقال إلا واعتبرتني "مرتد" يحل بالطبع -وهو العادي- قطع رأسي.. هل تعلم أنك خدمت الأسد أكثر منهم جميعا، بتسويدك علم الاستقلال الذي نفخر به، وتهديدك بفتح "روما" واسترداد الأندلس، وأنت قابع في ريف إدلب..!، خدمته عندما قتلت وطاردت خيرة رجال "السلفية الشامية".. واعتبرتهم كفارا وهم من خدموا الدين رغم سياط المخابرات في الزمن الذي كنت فيه تنعم بالمدارس الأمريكية والأوروبية وجوازات سفرهم، أو تقود سيارة فاخرة على طرقات الخليج السريعة… ولنا بهم أسوة حسنة في الثمانينات والتسعينات.
كيف أفهم الإسلام
افهم أن الإسلام لكل زمان ومكان… دين يجدد نفسه بالاجتهاد والتآخي بين الناس..، لا بالسيف والمقصلة والتكفير بالجملة، عملت "السلفية الشامية" على تنقية ممارسات الناس العبادية والاجتماعية بما يكون متلازما مع مبادئ الإسلام وروحه… فكان الشيخ السلفي في سوريا.. جميل اللسان واللحية.. حسن المعشر، يغض الطرف ولا يفكر بطريقة ما، بمعجزة ما، تجعله يسبي النساء.. ويخدم الأسد من حيث يدري ولا يدري.
دعني أبسطها أكثر… أنا وأصدقائي نعلم أن الله جميل يحب الجمال.. فلن أكون طليق اللحية حتى الفظاظة ولن أكون حد اللسان واليد حتى القتل"… هو مثال يختزل الكثير مما نفهم نحن.
في بحث نشرته "الجزيرة" للمعارض عبد الرحمن الحاج عام 2013… جاء فيه ما نفهمه نحن السوريين من "السلفية" وتعاملها السياسي والاجتماعي…لا ما تود أن ترسيه في بلاد الشام بالدم والصلب.
يقول الحاج: "لم تتوقف السلفية السورية عن التغيير منذ بروزها في نهاية القرن التاسع عشر في أهم مركزين تاريخيين: دمشق وحلب.
تفرعت عن السلفية الإصلاحية الشامية عدة جمعيات، سرعان ما لعبت دورا مهما في الحياة السياسية، أهمها "الجمعية الغرّاء" (1924) التي أسسها الشيخ عبد الغني الدقر، وحاولت الـتأقلم مع التغييرات الاجتماعية التي أحدثها اقتحام الحياة الغربية الحديثة، وأدى نشاطها إلى إحداث تأثير اجتماعي واسع فباتت هدفا مغريا للسياسيين ورجال الحكم، طمعا في الأصوات الانتخابية التي بحوزتها، بحيث إن شكري القوتلي الذي حصل على تأييد الجمعية نجح في الانتخابات البرلمانية في 1943، وجعل أمين سرّ الجمعية، الشيخ عبد الحميد الطباع، على قائمة مرشحي "الكتلة"، ففاز بالوصول إلى "البرلمان السوري" سنة 1943.
وبالرغم من حل الأحزاب السياسية وإلغاء الحياة الديمقراطية في سوريا لأجل الوحدة الناصرية مع مصر، إلا أن الإصلاحيين السلفيين الشاميين ظلوا أوفياء لمعتقداتهم ومبادئهم، لكن بعد انقلاب البعث عام 1963 وحلِّ الأحزاب والتعددية السياسية، بدأت السلفية الإصلاحية بالتفكك، وتحولت جمعياتها إلى مجرد جمعيات خيرية ومجلاتها إلى مجلات ثقافية، وانصرف أتباعها إلى الجدل العقدي مع خصومهم، حيث بلغ ذروته في نهاية السبعينيات، وتحولوا إلى السلفية العلمية. ويمكن اعتبار مناظرة الشيخين سعيد البوطي وناصر الألباني مثالا نموذجيا على ذلك."
أخيرا أيها المهاجر.. كن مع السوريين قلبا وقالبا لتكون في قلب بلادهم… بطريقة أو بأخرى دافع عنهم لا تقتلهم، فربما تجد في ذلك حقيقة غابت عن ممارسات "المهاجرين" طيلة عامي 2013 و2014، إلا من رحم ربي.
"زمان الوصل" لكل السوريين..
فتحي ابراهيم بيوض التميمي
رئيس التحرير
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية