تتوسع المساحة الجغرافية التي يتمدد فيها تنظيم "الدولة الإسلامية"، خاصة في المناطق النائية التي يغلب عليها الطابع الصحراوي، وليس آخرها تمدد التنظيم وسيطرته على مناطق واقعة بين ريف دمشق وريف السويداء مقتربا من محافظة درعا، الأمر الذي دق ناقوس الخطر لدى تشكيلات المعارضة في هذه المناطق وعلى رأسها "جبهة النصرة".
فبعد أشهر من طرد بقايا التنظيم من الغوطة الشرقية إثر حملة عسكرية شنها "جيش الإسلام" وعدد من فصائل المعارضة، يطل التنظيم برأسه مجددا في ميدان يعتبر نفسه فيه الأقوى.
وفيما يقتصر الوجود العلني للتنظيم في العاصمة على جنوبها فقط، مدينة "الحجر الأسود"، أعلن تنظيم "الدولة"، مؤخرا سيطرته على منطقة "بيرقصب" في الشرق الأقصى للغوطة الشرقية بعد ما ورد من مبايعة قائد لواء "المغاوير" الملازم أول "أبو عدي" للتنظيم، والذي تتمركز عناصره في هذه المنطقة، ليزحف من خلالها إلى مناطق جديدة في بادية السويداء مثل "شنوان" و"القصر" و"الأصفر" و"الساقية" و"رجم الدولة" ومنطقة "الصريخي" التي لا تبعد سوى 25 كم عن مناطق الكثافة السكانية "الدرزية" في السويداء.
وتفيد التقارير الواردة من قرية "الشقرانية" القريبة من منطقة "اللجاة" في محافظة درعا بأن عشائر البدو ومسلحيها أعلنوا مبايعتهم "للبغدادي"، بعد وصول طلائع التنظيم إليهم، الأمر الذي دفع "جبهة النصرة"، لإرسال تعزيزات إلى تلك المنطقة لمواجهة تقدم التنظيم حسب ما ورد في بيان صادر عنها.

وفي وقت سابق تداولت مواقع تابعة للجيش الحر ولـ"جبهة النصرة" عن تمكن الأخيرة من القضاء على رتل تابع لتنظيم "الدولة" كان في طريقه من محافظة الرقة إلى درعا بقيادة أحد أمراء التنظيم المدعو "عامر ضمور"، حيث قال البيان بأن "جبهة النصرة" دمرت رتلا قادما من محافظة الرقة باتجاه حوران مكونا من 80 عنصرا مدججين بالسلاح وبحوزتهم مبلغ 50 مليون دولار تمكنت الجبهة من اغتنامه، الأمر الذي اعتبره ناشطون عبارة عن شائعة أطلقتها الجبهة بهدف الدعاية.
تحركات تنظيم "الدولة الإسلامية" في جنوب البلاد، التي لطالما كانت خالية من أي وجود علني له، قابلتها مؤخرا استعدادات من أطراف المعارضة المسلحة التي رأت في هذه التحركات تهديدا صريحا لوجودها، الأمر الذي ترجم في أشكال عدة، بداية في تشكيل غرفة عمليات موحدة في منطقة القلمون كان على رأس الموقعين عليها "جبهة النصرة" التي عرفت على مر السنوات الماضية بإحجامها عن الدخول بأي غرفة عمليات مع الجيش الحر، تضع هذه "الغرفة" في أولوياتها محاربة تمدد التنظيم، إضافة إلى إرسال "جيش الإسلام" تعزيزات إلى منطقة "بير قصب"، لمواجهة خطر التنظيم، الذي ترافق وجوده في هذه المنطقة بتصعيد القصف الجوي عليها في الآونة الأخيرة.
يبقى الخطر الأكبر من وجهة نظر مراقبين في دخول تنظيم "الدولة" إلى محافظة درعا، التي تعتبرها "جبهة النصرة" مجالا واسعا لنشاطها وهيمنتها، بعد انسحاب مقاتليها من محافظات في الشمال نحو حوران لحساب التنظيم، وعلى رأسهم "أبو ماريا القحطاني" صاحب النبرة الأعلى، والمعروف بعدائه الشديد لتنظيم "الدولة"، الأمر الذي قد يعقد الأمور بشكل كبير في حال فكر التنظيم بدخول حوران، التي تعتبر أيضا معقلا كبيرا للجيش الحر ولفصائل "المعارضة المعتدلة".
درعا - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية