أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اتفاق روسي تركي على إزاحة الأسد .. لكن المعضلة في البديل

اردوغان وبوتين

رغم التباعد في الموقفين الروسي والتركي حول طريقة إنهاء الأزمة السورية، إلا أن الأبواب لم تغلق بعد. لقد أخفت المواقف الصريحة للرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين خلال الموقف الصحفي العديد من النقاشات المخفية حول المرحلة المقبلة لسوريا.

وإذا اتفقنا على أن الاقتصاد، هو محرك المواقف السياسية للدول الكبرى، فإننا سنصل إلى نتيجة مفادها "لا شيء مستحيل في إنهاء الأزمة السورية".

إن جحم الوفد الروسي الضخم والرفيع الذي زار تركيا منذ يومين يشير إلى أهمية كبرى وروح جديدة بين القيادتين التركية والروسية، حيث حضر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أحد أبرز صناع القرار في الإدارة الروسية، كما أن حضور ميخائيل بوغدانوف مسؤول الملف السوري، كان إشارة واضحة إلى أهمية هذا الملف في المباحثات الثنائية.. بل إن مقولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي بوتين بأنه صديقي، كانت مؤشرا واضحا على رغبة الطرفين في إرساء قاعدة واسعة للتفاهم.

وتشير معلومات "زمان الوصل"، من مصادر تركية مطلعة إلى أن تركيا، مؤمنة إلى حد ما بما يقوله الروس إنهم غير متمسكين ببشار الأسد في الحكم، لكنهم يتوقفون كثيرا حين الحديث عن البديل المناسب.

إن الثابت في الموقف الروسي ليس البقاء على الحال كما هو، واستمرار الصراع، وإنما التأكيد على أن أي حل في الأزمة السورية يجب أن يمر عبر موسكو مهما كانت الظروف.

والبعض ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ حصلت "زمان الوصل" على معلومات تفيد بأن الرئيس بوتين، قال للرئيس التركي إذا تمت إزاحة بشار الأسد فمن هو البديل، وهذا هو "مربط الفرس".

*بدائل الأسد ضحلة ومحدودة
يكشف أحد المعارضين البارزين لـ"زمان الوصل"، عن تواصل مستمر في الآونة الأخيرة بين القنصل الروسي في اسطنبول وقيادة الائتلاف، ويضيف بأنه في أكثر من مرة تحدث القنصل الروسي أن بلاده فعلا غير متمسكة ببشار، لكنها لا تقبل أن يأتي البديل بعيدا عنها.. وهذا الموقف ذاته كرره مسؤول الملف السوري ميخائيل بوغدانوف، إلا أن المعارض يقر أن الثقة مفقودة تماما من الجانب الروسي.. وربما الآن بدأت تتغير.

ويشير المعارض لـ"زمان الوصل"، إلى أن هناك فعلا أزمة حقيقية في مسألة البديل، إذ يمكن للمعارضة أن تقدم اسمين أو ثلاثة كشخصيات بديلة عن الأسد.. وربما يكون علي حبيب أبرزهم، إلا أنه ما من أكثر من ثلاثة أسماء.. في الوقت الذي تقتضي المرحلة الانتقالية خروج الأسد وأكثر من ثلاثين شخصية من دائرة الحكم.. وهذا ما يعقد مسألة البديل.

*الأزمة السورية في أنابيب الغاز
في ظل الحصار الغربي والضغط الاقتصادي المستمر على روسيا، على خلفية الأزمة الأوكرانية، فإن الاتحاد الطبيعي الروسي سيكون باتجاه تركيا، باعتبارها الدولة الأكثر قدرة على نهج خط سياسي واقتصادي مغاير للموقف الأوروبي.

إن توقيع 8 اتفاقيات اقتصادية (تركية -روسية)، من شأنه أن يقرب البلدين كذلك في الميدان السياسي، وخصوصا حول سوريا.

وتدرك روسيا، أن تركيا تكاد تكون الدولة الأكثر تأثيرا على الصراع في سوريا، لاعتبارات الجغرافيا والتاريخ، وكذلك باعتبار مقر الائتلاف في اسطنبول، إضافة إلى وجود ما يقارب مليون لاجئ على أراضيها.

لقد أنقذ أردوغان بوتين بتوقيع مذكرة تفاهم بين شركتي الطاقة الروسية "غازبروم" والتركية "Botash" لزيادة القدرة التمريرية لخط أنابيب الغاز "السيل الأزرق" الذي يمر عبر قاع البحر الأسود، متجنبا المرور في أراضي دولة ثالثة (ترانزيت).

ويعد مصدرا للغاز الروسي المورد إلى تركيا إضافة إلى خط أنابيب البلقان البري الذي يمر عبر أراضي أوكرانيا ومولدوفا ورومانيا وبلغاريا وصولا إلى تركيا، وتكمن أهمية "السيل الأزرق" في نقله لأكثر من 50% من إجمالي صادرات روسيا من الغاز الطبيعي إلى تركيا.

أما رد الجميل الروسي، فكان بخفض بيع الغاز إلى تركيا بنسبة 6 % عن السعر الأوروبي.. وبهذا فإن البلدين ينتهجان نهجا طويل الأمد على المستوى الاقتصادي. في حين تبقى الأزمة السورية عالقة في أنابيب الغاز.

وتشير معلومات "زمان الوصل" أن الرئيس بوتين، خاطب أردوغان قائلا: "نحن غير متمسكين بالأسد، لكن الأزمة في البديل.. فهل لديكم بديل مناسب".

لذا خرج الطرفان من الاجتماع، بدون الاتفاق حول الأزمة السورية، وهذا بدا واضحا من خلال سياق المؤتمر الصحفي بين الرجلين.. فهل مشكلة روسيا في البديل فعلا.

عبد الله رجا - زمان الوصل
(100)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي