أصدر المركز السوري لدعم القرار تقريره السادس الذي جاء تحت عنوان "الأزمة السورية بين إرهاصات التسوية السياسية والمناورات الدبلوماسية".
وأشار إلى أن أربع سنوات من الحرب التي زهقت فيها مئات آلاف الأرواح البريئة وأحرقت مدن وبلدات وقرى، شهدت تغيرات في محور النزاع وأهدافه والكثير من مواقف الأطراف، بل وقسم من الفاعلين الرئيسيين فيها.
وفي وقت اختلطت فيها الرهانات السياسية المرتبطة بتغيير النظم الحاكمة وقاعدة عمل الدولة والحكم، مع الرهانات الاستراتيجية الاقليمية والدولية، والتي تحمل الشعب السوري عبأها الاكبر، خرجت جميع الأطراف بمحصلة واحدة، أي لا شيء.
فلم يحقق فيها أي فاعل انخرط فيها حسما لصالحه، حسب التقرير، بل ربما كانت الخسارة المعممة هي القاسم المشترك لجميع من شارك فيها حتى الآن. فالشعب السوري الذي رمى بكل ثقله فيها للدفاع عن كرامته ونيل حريته، يكاد يخرج منها مهشما، ومزعزعا بين قتيل وجريح ولاجئ ومشرد ومحاصر ومنكوب. ونظام الأسد الذي لم يشك لحظة في مقدرته على الحسم العسكري والانتصار تحول إلى واجهة هزيلة للسيطرة الأجنبية وصار أمله الوحيد قبول تجنيده من قبل قوات التحالف في الحرب الدولية على الإرهاب الذي كان أول من أشعل فتيله، واتهم دول التحالف نفسها بتغذيته ضده. أما طهران التي أملت بأن يمكنها بناء ما سمته بالهلال الشيعي، الممتد من قم إلى جنوب لبنان على المتوسط، من أن تفرض على الغرب التنازل في الملف النووي مقابل تهديدها مصالحه في المشرق، فقد دخلت في مقامرة خاسرة تقودها كل يوم إلى الغرق بشكل أعمق في بحر الدماء والكراهية والأحقاد، وتدفعها إلى المزيد من الهرب إلى الأمام والدخول في المجهول. أما الجامعة العربية والنواة المشرقية منها التي حاولت الحد من مخاطر تفجر الثورات العربية أولا ثم محاولات طهران استغلالها لبث الفوضى والانقسام داخل البلاد العربية بهدف اختراقها والتحكم بقرارات بعضها، فتجد نفسها اليوم أبعد من أي فترة سابقة عن تأمين حدودها وصيانة مصالحها القومية في الأمن والاستقرار في مواجهة مشاريع التوسع الإقليمية ونمو قوى التطرف والإرهاب في الوقت نفسه.
وأوضح التقرير أن الأمر نفسه ينطبق على ذراع إيران العسكري الضارب في لبنان، في إشارة إلى حزب الله، بعد أن فقد أوهامه حول الميليشيا والمقاومة التي لا تقهر والانتصار الإلهي وتوكيل نفسه كفيلا لحماية المراقد الإسلامية المقدسة في سورية، فهو بالكاد يحمي نفسه من هدر دماء الحزبيين اليومي ومن الغضب المتزايد في لبنان نتيجة توريط شعبه في حرب إقليمية لم يكن له أي مصلحة في التورط فيها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية