كشف الناشط والمعارض السوري "عمر المرادي" عن تجاوزات كبيرة في آلية صرف الأموال داخل أروقة مؤتمرات واجتماعات الائتلاف الوطني خُصص أغلب جدول أعمالها لتعيين رئيس للحكومة المؤقتة ثم سحب الثقة، ثم إعادة تكليفه ثم إعادة الثقة للحكومة، وتم تهميش باقي البنود التي تمس أهداف الثورة السورية بالصميم.
ونشر المرادي على صفحته الشخصية في"فيسبوك" أرقاماً حول ما أنفقه الائتلاف في الفترة الماضية من أجل تكليف وإقالة رئيس الحكومة "أحمد طعمة" بقيمة 350 ألف، دولار واجتماع لإعادة تكليفه بقيمة 250 ألف دولار ومن ثم اجتماع لمنح الثقة لحكومته بقيمة 200 ألف دولار.
ولدى سؤاله عن حقيقة الأرقام التي ذكرها عن مصروفات الاجتماعات التي عقدها الائتلاف وما مصدرها، أكد المعارض عمر المرادي أن "الأرقام أكبر مما نُشر في الحقيقة".
وأضاف: "تعمدت أن لا أذكر الأرقام الحقيقية للتمويه، فقمت بجمع اجتماعين في اجتماع واحد بتكلفة 350 ألف دولار، من أجل لا يتم كشف المصدر الخاص بي، ولذلك وضعت أرقاماً ثابتة (مكتملة العدد) وأدخلت الأرقام ببعضها لأن ذكر الأرقام والمصروفات الحقيقية قد يكشف لهم من سرّب المعلومات.
والنقطة الثانية –كما يقول المرادي- هي مسألة تقدير تكلفة الاجتماعات حيث "يقدر عدد المدعوين إلى هذه الاجتماعات بشكل وسطي 100 عضو بالإضافة إلى نحو 25 من المرافقين والموظفين بالمكتب الإعلامي وغيره، ممن يتواجدون داخل المؤتمر، وكذلك إلى حضور بعض المستشارين والوزراء ومرشحي رئاسة الحكومة الذين يتراوح عددهم بين 10-15 شخصا.
وكشف المرادي أن "عدد المرشحين أثناء تعيين "أحمد طعمة" في المرة الأخيرة كان نحو 12 شخصا تمت استضافتهم في الفندق من قبل الائتلاف، ولدى بعضهم مرافقون ومستشارون، "عدا مرشحي كل وزارة وهم بمعدل 3 أشخاص.
وفيما إذا كانت هذه الاجتماعات مخصصة لانتخاب رؤساء حكومات الائتلاف فحسب، أم أن هناك قضايا ومواضيع أخرى على جداول الاجتماعات، أوضح المعارض المرادي أن "هناك بالتأكيد موضوعات أخرى على جدول الأعمال، ولكنها موضوعات تحظى باهتمام ثانوي، لأن الأصل في العمل السياسي كما تفهمه المعارضة السورية هو "المماحكات والتجاذبات"، ومحاولة تسديد أهداف في مرمى الآخرين".
ويردف المرادي قائلاً: هناك مبدأ سمعته شخصياً من عدة أعضاء في الائتلاف، أن أمور الائتلاف تسير على مبدأ المنفعة المتبادلة (مرقلي لمرقلك).
ويضيف المرادي: "رغم وجود قضايا هامة على بنود هذه الاجتماعات غالباً ومنها النظام الداخلي، الذي مضى أربعة اجتماعات للهيئة العامة، ولم يتم إقراره وكذلك عدم وجود مكتب مالي للائتلاف، ولا إعادة لهيكلة المكتب الإعلامي، وعدم حسم مسألة من يمثل كتلة هيئة الأركان بالائتلاف"، فإن هذه الأمور– حسب المرادي– متوقفة بسبب سياسة "تمرير المنافع"، مرر لي حكومة طعمة، أو تعيين المستشار أو الموظف الفلاني وهكذا حتى أمرر لك أولويات في الثورة السورية كالخدمات العامة للثورة السورية".
ومن جانب آخر أشار المعارض المرادي إلى أن "أعضاء الائتلاف في الاجتماع الأخير أمضوا 72 ساعة في غرفهم بالفندق ولم يدخلوا قاعة الاجتماع بسبب خلاف مستعصٍ يتعلق بممثلي هيئة الأركان.
وهذه التجاذبات والاجتماعات -كما يؤكد المرادي- يصرف فيها أموال طائلة دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو بالوقت، وألمح المرادي إلى أن "من يدخل إلى فنادق اجتماعات المعارضة يشعر بأي شيء عدا أن هؤلاء يمثلون أرقى ثورة في العالم، "فلا إحساس ولا أخلاق".
ويتابع المرادي: "هؤلاء لا يتعاملون مع بعضهم أو مع العالم كرجال دولة ولا ممثلي ثورة، ولا كمسؤولين عن إدارة أزمة".
وحاولت"زمان الوصل" الاتصال بشخصيات في "الائتلاف" للرد على الاتهامات الواردة في هذا التقرير دون جدوى ولذلك نترك الباب مفتوحاً للرد أو تصويب المعلومات الواردة فيه.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية