أعلنت الناشطة والمحامية "مجدولين حسن" عضو التحالف المدني السوري (تَماس) إضراباً مفتوحاً عن الطعام دخل يومه السابع، احتجاجاً على اعتقال زوجها الناشط والإعلامي "عمر الشعار" مع كل من الحقوقي "جديع نوفل" والناشطة "ماريا شعبو" على الحدود السورية اللبنانية بتاريخ 31/ 10/ 2014.
وصرحت على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" إنها ستستمر في الإضراب حتى إطلاق سراح زوجها دون قيد أو شرط، داعية ذوي المعتقلين والمغيبين قسراً والمخطوفين إلى عدم توفير أي وسيلة تحرك سلمية لمعرفة مصير ذويهم والإفراج عنهم.
كما دعت المنظمات الحقوقية محلياً ودولياً للعب دور فاعل في قضية المعتقلين والعمل على إغلاق ملف الاعتقال السياسي، خصوصاً مع توارد أنباء عن ظروف الاعتقال السيئة والمهينة والمحطّة بالكرامة الإنسانية.

وقالت الناشطة الحقوقية مجدولين حسن لـ "زمان الوصل" إن زوجها الناشط عمر اعتقل بتاريخ 31/10 على الحدود السورية اللبنانية أثناء عودته بعد المشاركة بورشة عمل مع مفوضية حقوق الإنسان".
وأضافت: "هذا هو الاعتقال الثاني له حيث اعتقل للمرة الأولى في 11/11/2013 وأطلق سراحه في 1/7 /2014 بعد تقديمه لمحكمة الإرهاب وهو ما درج عليه النظام السوري بحق الناشطين السلميين المدنيين".
وأشارت "ماجدولين حسن" إلى أن اعتقال زوجها "يأتي ضمن سلسلة من الاعتقالات التي تطول الناشطين السلميين، وهي حركة مقصودة لإفراغ الساحة بتغييبهم حتى يؤكد ما اعتاد على تكراره أن هذه الثورة هي ثورة الإرهابيين التكفيريين"، مضيفة "حتى الآن لا يوجد تهمة واضحة ولم نستطع التواصل معه".
واختارت المحامية "ماجدولين حسن" الإضراب عن الطعام وسيلة للاحتجاج مع قناعتها أن هذه الوسيلة غير مجدية في عالم أصم وأعمى لا يرى من وراء غربال.
وحول قرارها هذا قالت: "الإضراب وسيلة احتجاج سلمية نصت عليها المواثيق الدولية".
وأضافت:"سأستمر في الإضراب عن الطعام حتى إطلاق سراحه دون قيد أو شرط".
وأردفت المحامية المضربة عن الطعام:"ربما لا تكون هذه الوسيلة مجدية وربما لن يقوم نظام القهر بإطلاق سراح زوجي، ولكن نكون قد ألقينا الضوء على قضية المعتقلين ومعاناتهم، وإلى ضرورة تفعيل دور المنظمات الحقوقية المحلية والدولية".
وتابعت قائلة:"بكل الأحوال الإضراب أداة وسأستخدمها بعد أن استنفدت جميع الطرق"، مضيفة: "أريد من خلال إضرابي عن الطعام أن أذكّر بالطرق السلمية للاحتجاج، وإعطاء دور فاعل ووازن لهذه المنظمات فلابد من إعادة الاعتبار للحراك المدني السلمي وإعادته إلى المشهد السياسي السوري".
ولم يكتف "نظام الأسد" باعتقال زوج المحامية حسن بل مارس ضدها شخصياً القمع والتضييق، وحول ذلك تقول:"شطبت من النقابة بعد أول اعتقال فيما يسمى "مظاهرة المثقفين"، ومُنعت من السفر إلى جانب استدعائي أمنياً لأكثر من مرة واعتقالي لمرتين، واعتقل زوجي لمرتين أيضاً، وتضيف الناشطة الحقوقية ماجدولين حسن بثقة: "كل ذلك لن ينال من إرادتي ولن يجعلني استسلم أو أُعلن انهزامي.
ولدى تذكيرها بما نشرته -على سبيل الدعابة- بأن زوجها الإعلامي عمر الشعار هو "بطل التشرينين" نظراً إلى أنه اعتقل مرتين في شهر تشرين الثاني، وماذا يعني لها هذا الأمر علقت المحامية "ماجدولين حسن": "من الأب إلى الابن الاستبداد باق ويتمدد، ولكن الأبطال الحقيقيين هم من يعملون من أجل الحرية والكرامة، وليسوا أولئك الذين أوصلونا إلى ما نحن فيه لذلك استحق عمر وكل من هم مثله لقب البطل".
وشكرت المحامية حسن في ختام اللقاء جميع المتضامنين معها منظمات وأفراداً وإعلاميين"، مؤكدة: "لن أوقف إضرابي حتى عودة زوجي إلى المنزل حراً كما هو دائماً".
وأضافت: "لن أتردد في فعل كل ما من شأنه أن يساهم في إطلاق سراحه، ولن أتراجع عن طريقي الذي اخترته، ولا عن حلمي في سوريا، دولة علمانية ديمقراطية، ومستعدة لأي ثمن من أجل ذلك الحرية لسوريا ولجميع المعتقلين في سجون الاستبداد".
وشاركت المحامية "ماجدولين حسن" قبل الثورة بالعديد من النشاطات التي تندرج في الإطار الحقوقي والقانوني، ومنها الدفاع عن معتقلي الرأي عندما كانت محامية -أي منذ إعلان دمشق- ومن ثم إعلان دمشق -بيروت، وعملت في المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، كما ساهمت في تشكيل ملتقى طرطوس للحوار الوطني الديمقراطي عام 2005، وشاركت في لقاء دير الزور للمعارضة في نفس العام".
وعملت كذلك مع "راهبات الراعي الصالح" في مناهضة العنف ضد النساء وتطوعت للعمل كمستشار قانوني في مركز الثقة لضحايا العنف الأسري، ثم أسست بالمشاركة مع بعض الزملاء ما يسمى (المركز السوري للمواطنة) عام 2004 وقام المركز بالعديد من ورشات التدريب حول نشر الثقافة المدنية وثقافة حقوق الإنسان بين 2003 و2010، كما شاركت المحامية حسن بمؤتمر المرأة والمجتمع والمرأة والدين بالتعاون مع دار ايتانا للنشر والتوزيع، وكانت متواجدة في معظم النشاطات التي كانت تخص النساء عموماً، ولكن هذه النشاطات لم تعجب الأجهزة الأمنية فتعمدوا منعها من السفر من عام 2005 وحتى 2011(فرع الأمن السياسي وأمن الدولة وفرع فلسطين)، كما تم استدعاؤها لمختلف الأفرع حوالي 36 مرة ابتداء من عام 1992 وحتى الآن.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية