بين البلاهة والوقاحة شعرة رفيعة أحياناً يستطيع أن يتلمسها بوضوح من يتابع إعلام نظام الأسد، وآخر فصول هذا الإعلام نشرة أخبار لمحطة "سما" الفضائية المؤيدة، تناولت ما يسميه غضب "فيرغسون" الذي" أشعل مدناً أمريكية -حسب قول المذيع- ولم يتذكر هذا المذيع "الرصين"، ما يوحي بهذا الإسم إلا "الكسندر تشاربمان "فيرغسون" لاعب كرة قدم والمدرب الاسكوتلندي السابق لفريق "ماشيستر يونايتد" الشهير، الذي يصفه البعض كأفضل مدرب في تاريخ كرة القدم.
ويضيف المذيع: إن فيرغسون الذي يعنيه هو "حالة مختلفة سقط فيها تمثال الحرية الأمريكي في الوحل"، وحسب مذيع "سما"، فإن أي مبتدىء في علوم الإنترنت يكتب على محرك البحث "غوغل" كلمة "فيرغسون"، وليقرأ ما يلي "احتجاجات سكان فيرغسون تلقى صدى واسعاً في المدن الأمريكية الأخرى" "الولايات المتحدة تشتعل مجدداً بعد تبرئة شرطي قاتل"، "احتجاجات فيرغسون تمتد إلى مناطق أخرى في أمريكا"، "فيرغسون عندما تغيب العدالة"، "فيرغسون تشتعل بعد تبرئة الشرطي قاتل الشاب الأسود"، و"مظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية بعد قرار القضاء عدم ملاحقة الشرطي الأبيض".
هكذا بكل بساطة يصطاد إعلام نظام الأسد "أخطاء وعثرات" النظام الأمريكي الذي يحتاج إلى "فركة أذن" كي يكون ديموقراطياً مع شعبه، كما هو شأن النظام الذي يمثله هذا الإعلام.
ويضيف المذيع خفيف الظل الذي بدا في منتهى الجدية: "نجد أنفسنا مضطرين الآن للتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية –كما يقول البعض- مطالبين السلطات بـ"ضبط النفس" والكف عن "اعتقال المتظاهرين الأمريكيين" و"مراعاة مبادئ جنيف وترك المواطنين كي يعبروا عن أنفسهم وآرائهم"- على طريقة بدكم حرية طبعاً، "وإلا فإننا سنستقي من الآن فصاعداً أخباراً عن الولايات المتحدة الأمريكية والوضع الأمني فيها من صفحة (تنسيقية فيرغسون) على فيسبوك ومع إطلاق تحذير وقد اُعذر من أنذر".
فارس الرفاعي- زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية