تداول ناشطون على موقع "يوتيوب" أغنية "راب" سوري جديدة للفنان الشاب"حسين غازي" تصف فظائع المعتقلات السورية، وأشكال التعذيب التي تُمارس داخلها.
ويبدأ الشريط غير المصور بأصوات تعذيب من داخل أحد المعتقلات حيث يصرخ الجلاد بوجه الضحية: (شو أنت كنت فطسان ولاه حقير، كنت فطسان ولاك ديوث، ضد الرئيس ولاه كلب).
ويتناوب على ضرب الضحية عنصر آخر يقول لضابطه:(هادا اللي كان يتظاهر ياسيدي هادا الحقير يا سيدي).
ثم يبدأ الفنان غازي، الذي تعرض لتجربة اعتقال حقيقية في أقبية المخابرات السورية، في وصف أدق تفاصيل التعذيب بأسلوب غناء الراب السريع:
"بين أربع حيطان عم عد اللحظات، متمني ينادو اسمي لحتى فارق الحياة" ويتابع "ما بقدر شوف الشمس ولا حتى بين القضبان، فطوري وعشاي خبز يابس متل الفيران". وتمضي كلمات الأغنية: "برغم الوقت اللي مضى ما عم استوعب اللي صار، لو راح أحكي عن الوجع ما بيكفي ستعش نهار".
ثم تصف الأغنية تعرض المعتقل للشتائم والسباب (أبسط شي ممكن تسمعوا مسبة العرض) وأنفاسه المكتومة في غرفة سوداء تحت الأرض يمنع فيها الكلام والنوم (ممنوع أحكي كلمة، ممنوع يقولوا ناموا، اللي صار بمعتقلاتنا ما صار بغوانتانا موا).
ويستلقي المعتقل بعد التعذيب على فراش ممدود فوق أرض رطبة سقف المعتقل لحافه، أما أحلامه فيرسمها على الجدران، ورويداً رويداً يتحول جسد المعتقل طعاماً للديدان وهو بالكاد يستطيع التنفس (الدود صار ياكل جسمي وأنا لسع عم أتنفس جسمي من كتر العذاب صار بالدم مغمس).
واللقطة الأخيرة في هذا المشهد الجهنمي هو صوت رصاصة تكتم أنفاس الضحية (آخر شي سمعتو بحياتي كان صوت المسدس) وسط أصوات لمحققين آخرين يصرخون في وجوه معتقلين آخرين:"اركع ولاه، عم تتظاهر يا حقير، مين ربك واللاه .. بدكم حرية".
ثم ينسرب صوت قصيدة شعرية يرددها المذيع "فيصل القاسم" تقول كلماتها: "بطش وطغيان ووجه أبي لهب، هذا هو التاريخ، شعب جائع وقصر من ذهب، هذا هو التاريخ، جلاد أتى يتسلّم المفتاح من وغد ذهب، هذا هو التاريخ، لص قاتل يهب الحياة وقد يظنُّ بما وهب".
وظهرت العديد من تجارب الراب في سوريا مواقع الإنترنت و"يوتيوب" لتتحدى نظام الأسد، فى ظل تخاذل واضح من نجوم الغناء السورىين الذين فضل معظمهم الانحياز للنظام والصمت أمام الإبادة الممنهجة التي يتعرض لها الشعب السوري.
وأنشأ عدد من فناني الراب صفحة على موقع "فيسبوك" باسم "ثوار الراب في سوريا" لجمع فناني الراب في الثورة السورية وإيصال كلمة واحدة لكي يعي العالم أجمع جرائم النظام ومن يواليه بركي "الهيب هوب" يوصل كلمتنا" -كما جاء في التعريف بها-.
فارس الرفاعي- زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية