قالت الهيئة السورية للإعلام إن انقطاع المياه المستمر منذ أشهر عن معظم الأحياء الدمشقية القابعة تحت سيطرة قوات الأسد، بات يشكل خطرا حقيقيا على حياة نحو 5 ملايين نسمة (مقيم –نازح)، ما جعل الأطفال عرضة للأمراض والأوبئة بشكل أكبر من باقي السكان نظرا لنقص المناعة لديهم.
ونقلت الهيئة عن السيدة نتالي الشامي، التي غادرت دمشق منذ أيام إلى لبنان لإصابة طفلتها بمرض القمل إن "المناطق القابعة تحت سيطرة النظام تعاني منذ فترة طويلة نقصا في المياه والكهرباء وخصوصا أرياف العاصمة ما جعل النظافة داخل المنازل أمرا معقدا".
وأضافت نتالي بالحديث عن مرض طفلتها: "عند بدء العام الدراسي ودخول ابنتي إلى المدرسة تعرضت للعدوى، وامتلأ شعرها بالقمل، ولأن المياه كانت تأتي 3 ساعات أسبوعيا لم أستطع معالجة المرض".
وتروي الطبيبة "ن .ك"، إحدى طبيبات الجلدية في دمشق، إن حالة الطفلة غريبة ومتفاقمة ويصعب علاجها بالطرق الأساسية لعلاج مرض "القمل".
وتضيف الطبيبة: أخبرت نتالي بضرورة مغادرة سوريا بأسرع ما يمكن ومتابعة حالة الطفلة في مكان يتوافر فيه العلاج والمياه قبل استفحال الحالة أكثر واستحالة العلاج بعد ذلك.
وأكدت نتالي ذات الـ30 عاما أنها استخدمت كل أنواع "الشامبو" والمضادات الخاصة بالمرض ووضعها على جلدة الرأس لمدة 3-4 ساعات يوميا دون أي فائدة تذكر.
وأوضحت السيدة نتالي أن هناك عشرات الحالات المماثلة لحالة ابنتها تملأ الأحياء التي يسيطر عليها النظام في دمشق وتكاد تخلو أي منطقة من انتشار هذا المرض الغريب من نوعه.
وأشارت الشامي إلى أن الغرابة في المرض تكمن في التسمم العصبي والتهاب جلدة الرأس، ما يعني استحالة العلاج ضمن الطرق الاعتيادية، وهو ما يمثل كارثة إنسانية من نوع آخر قد تضاف إلى مجموعة الكوارث الأخرى التي يعاني منها الشعب السوري.
وفي نهاية الحوار نوهت الشامي إلى أن طفلتها الآن وبعد خروجها من سوريا تتماثل إلى العلاج، حيث إن القمل الذي كان يعشعش في الرأس مات بأكمله، إلا أن البيض لا يزال يعتلي فروس الرأس وبدأ يتناقص بشكل تدريجي.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية