أودت عاصفة "ميشا" التي تجتاح المنطقة منذ أيام عدة، بحياة أول طفلة سوريّة لم يتجاوز عمرها ثلاثة أيام في مخيم للاجئين السوريين بمنطقة "عرسال" اللبنانية، نتيجة البرد الشديد، وانقطاع الطرقات الموصلة إلى البلدة، وعدم وجود مستشفى في "جرود عرسال"، ما أدى إلى إصابتها بالتهاب رئوي ووفاتها لاحقاً -وفق ما أفاد به ناشطون-.
حالة هذه الطفلة لا تختلف كثيراً عن حالات آلاف الأطفال السوريين ممن يتشبثون بالحياة في ظروف قاسية من البرد والصقيع والأمطار الغزيرة التي داهمت خيم ذويهم، وأدت إلى اقتلاعها في منطقة عرسال، حيث يعيش أكثر من 7000 عائلة غالبيتهم تؤويهم خيام رثة بالية-كما أكد الناشط "أبو أسد الحمصي- "لـ "زمان الوصل" مضيفاً:"إن عاصفة"ميشا" أدت إلى جرف بعض خيم اللاجئين بسبب السيول والأمطارفي العديد من مخيمات اللاجئين، وتم إعادة بناء بعض الخيم بمساعي أهل الخير والناشطين.
وتساءل الناشط الحمصي: "ما نفع هذه الخيم إذا كانت موضوعة على الأرض بشكل مباشر دون أي قواعد لحمايتها، وخصوصاً أن شتاء عرسال معروف بقسوته ولايمكن لهذه الخيام درء البرد عن اللاجئين ولا حتى حمايتهم من السيول".
وأشار الحمصي إلى أن "بعض المنظمات الإغاثية قامت في الفترة الماضية بتوزيع مدافئ لجميع المخيمات، لكن هذه المدافىء تبدو عديمة الفائدة مع افتقار اللاجئين لثمن المحروقات كالمازوت، أوحتى ثمن الحطب، ولذلك يسعى بعض الناشطين لتأمين بطانيات لجميع اللاجئين المتواجدين في عرسال وغيرها من المخيمات".
وحمّل الناشط "أبو أسد" مسؤولية ما يجري للاجئين السوريين في مخيمات لبنان إلى مفوضية الأمم المتحدة فـ"بعد الأحداث والمعارك الأخيرة التي حدثت، احترق ما لا يقل عن 820 خيمة، وتمزق عدد كبير منها".
ويضيف أن "دار الفتوى تدخلت بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لتوزيع شوادر ومازوت ومواد صحية لمن لديهم أسماء مسجلة لدى مفوضية الأمم".
ولكن المشكلة –كما يؤكد الحمصي- هي"كيف يتم تسجيل الأسماء في مفوضية الأمم، التي قامت بتخفيض المساعدات لهؤلاء اللاجئين لشح الدعم على حسب قولهم".
ويوضح محدثنا أن "هناك شيء اسمه الاستجابة السريعة والتخطيط الإستراتيجي في عمل المفوضية ومن ذلك–كما يقول– "جمع التبرعات اللازمة لتغطية الاحتياجات الأساسية للاجئين السوريين، وهو الأمر الذي لم تقم به المفوضية إزاء ما يجري للاجئين".
ويبدي الحمصي تخوفه من أن تكون وراء هذا القرار دوافع سياسية"، متسائلاً: "ما تفسير النغمة المتكررة لدى مفوضية الأمم المتحدة وهي "النقص في التمويل" عند كل كارثة تحلُّ باللاجئين السوريين".
وتشير مصادر الأرصاد الجوية إلى أن عاصفة "ميشا" التي بدأت يوم الجمعة الماضي يمكن أن تستمر لمدة أسبوع كامل وتزداد شدة مع احتمال لتساقط الثلوج في عرسال كونها منطقة جردية.
فارس الرفاعي- زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية