تعبيراً عن تضامنهم مع الأطفال السوريين قام طلاب مدرسة إعدادية في مدينة"ليشنا" البولندية بحملة تبرع رمزية لإغاثة اللاجئين السوريين، وتم جمع مبلغ ألف "زلوتي" (العملة البولندية) وحُوّل المبلغ إلى الحساب البنكي للمنظمة البولندية للإغاثة ليتم صرفه على الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء.
و كان للدكتور "بسام عويل" البروفيسور الجامعي الأخصائي في الصحة النفسية والجنسية دور في هذه الحملة، وهو ناشط مدني وسياسي من حمص يقيم في بولندا منذ 20 سنة ويعمل في الشأن العام والإغاثة والدعم على المستوى غير الحكومي.
حول أبعاد هذه الحملة ورمزيتها يقول د.عويل لـ"زمان الوصل":"كانت هذه المبادرة ذاتية من قبل التلاميذ والمعلمين بعد أن سمعوا بما وصل إليه حال الأطفال السوريين نتيجة الحرب الدائرة على الأرض السورية".
ويردف البروفسور عويل: "اتصل بي عدد من معلمي المدرسة وإدارييها يخبروني عن الحملة فقدمت لهم الدعم على شكل صور ومواد عن واقع الأطفال وحاجاتهم، وأقاموا عدة أنشطة شارك بها الأهالي وخلالها قام التلاميذ بالتبرع".
وتابع إنه اقترح عليهم إيداعه في حساب المنظمة البولندية للإغاثة وهي جمعية غير حكومية Polska Akcja Humanitarna، مشيرا إلى أن "لهذه الجمعية أنشطة إغاثية متعددة ولم تقصر معنا إذ شاركت بأكثر من نشاط قمت بتنظيمه منذ العام 2011".
وأكد عويل أن في بولندا أكثر من جمعية غير حكومية تقوم بمثل هذه الأنشطة مثل كاريتاس التي دعمت إحدى حملاتي، وكذلك المركز البولندي للمساعدة الذي يقوم بأنشطة في لبنان ويدفع أجارات منازل للاجئين في منطقة عكار، وكنت في الصيف الماضي متطوعاً في حملته".
تضامنَ البولنديون مع السوريين ومع مآسيهم لأنهم عاشوا الذل والضيق والهجرة والملاحقات والاعتقالات والنفي والقتل والتعذيب وكل أساليب الأنظمة الشمولية.
وحول موقف البولنديين من الثورة ومما يجري في سوريا عموماً قال د. بسام عويل: "البولنديون يعرفون تماماً وجيداً معنى الاستبداد وحتمية التغيير لأنهم مازالوا يتذكرون الحكم الشمولي الذي ضيق على أنفاسهم منذ نهاية الحر العالمية الثانية".
وأوضح د. عويل أن: "البولنديين هم من قام بالثورة على منظمة الحكم الشمولي وقادوا عبر نضال مرير استمر منذ السبعينيات إلى نهاية الثمانينيات بأن أزاحوا الحكم، وأجروا أول انتخابات حرة وهو ما أدى إلى سقوط جدار برلين وتحرر دول شرق ووسط أوروبا من الاستبداد الشيوعي والحكم السوفياتي"، ولهذا-كما يقول- عويل "هم مع الثورة والتغيير ولكنهم مع الحوار والنضال السلمي كأداة لإسقاط الاستبداد.
ولا تنسى أن "ليخ فالينسا" الحاصل على جائزة نوبل للسلام حصل عليها نتيجة نشاطه المدني والسياسي لإسقاط الحكم الشمولي، ولم تسمح له السلطات حينها باستلام الجائزة فذهبت زوجته واستلمتها عنه".
ويشير د. عويل إلى دور البولنديين في دعم السوريين والتعاطف مع محنتهم حيث "شاركوا أفرادا ومؤسسات لا حكومية في كل حملات الإغاثة هناك، وآخرها منذ أسبوعين حينما كانت هناك حملة كنسية لدعم السوريين واستطاعوا جمع بعض النقود ليست بالقليلة رغم فقر المجتمع البولندي بالمقارنة مع دول أوروبا الغربية".
وتضم بولندا آلاف اللاجئين السوريين ممن جاؤوا إليها مع بدايات العام 2012 وهم بازدياد.
وللبروفيسور "بسام عويل" نشاطات مميزة في تنظيم أيام الثقافة العربية في بولندا ومنها اليوم السوري واللبناني والفلسطيني منذ العام 2007 في الجامعة.
كما قام بالتعاون مع عدد من المثقفين الفلسطينيين و بعض النواب والسياسيين ومكتب رئاسة الجمهورية بتنظيم رحلة علاجية لـ 73 طفلا فلسطينيا بعد حرب غزة في العام 2009، وأتوا إلى بولندا للعلاج لمدة ثلاثة أسابيع، كما يشارك في البرامج الإذاعية والتلفزيونية حول شؤون عديدة ومنها الشأن السوري.
فارس الرفاعي- زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية