فرض نظام الأسد واقعا جغرافيا قطع من خلاله أوصال قرى وبلدات ريف حماة عبر الحواجز العسكرية التي يقيمها بهدف السيطرة الكاملة على تلك القرى وتضييق الخناق على الثوار لمنعهم من التفكير في اقتحامها.
وهذا ما حصل في سهل الغاب، منذ قرابة العامين عند وضعه عددا من الحواجز العسكرية في مناطق حساسة أدت إلى تقطيع أوصال قرى السهل عن بعضها.
وقال الناشط أبو الورد -إعلامي في سهل الغاب- لـ"زمان الوصل" إن النظام وضع عدة حواجز بين القرى والبلدات في سهل الغاب كحاجر "الرصيف" المواجه لقرية "الحويز" والذي يقع مقابل جسر الحويز المطل على فرع نهر العاصي الشرقي والذي يعتبر الممر الوحيد للسكان إلى خارج القرية، والذي يهدد أهاليها باستهدافهم أثناء عبورهم الجسر.
وأضاف بأن أهالي قرية "الحويز" معرضون للموت في أي لحظة أثناء العبور، ما أجبرهم على ابتكار وسائل بديلة للتنقل والخروج من القرية لتأمين مستلزمات الأهالي الدائمة.
وبناء على ذلك قرر سكان الخط الغربي من سهل الغاب صناعة قوارب مائية بدائية الصنع أو ما يطلق عليها "الطوافة" التي يعبر السكان من خلالها نهر العاصي بدلاً من العبور على الجسر الواقع في مرمى رصاص قناصة النظام، ما يهدد حياتهم أثناء العبور عليه فـ"الحاجة أمّ الاختراع".
ويشرح أبو ياسين، من سكان القرية، طريقة صنع الطوافات التي توفر لهم عبورا آمنا لنهر العاصي، بأنها مؤلفة من براميل مضغوطة بالهواء ومشدودة إلى بعضها البعض، توضع فوقها الأخشاب المسطحة ضمن قطر لا يتجاوز الأربع أمتار وهي بالكاد تتسع لبضعة أشخاص، وتكون هذه الطواّفة مربوطة بكبل مشدود على جانبي النهر حيث يقوم الراكب بجر الحبل فتسير الطوافة في الماء لتنقله إلى الطرف الآخر من النهر.
وتابع بأن عشرات العائلات نزحت من خلالها في أيام الحصار وفي أيام اقتحام قوات النظام لسهل الغاب، وبأن عبور النهر بالطوافة يغنيهم عن خطر المرور من الجسر المستهدف من قبل عناصر حاجز الرصيف.
ويضيف بأن الأهالي تستخدم طوافتين في تنقلهم عبر نهر العاصي، ولكن هذا التنقل لا يخلو من الخطورة أيضا، إذ غالباً ما يكون مصطحباً بمخاطر استهداف النظام لهذه المنطقة، حسب "أبو ياسين".
وأكد أن النظام استهدفها في إحدى المرات بقذائف المدفعية الثقيلة، لافتا إلى خطورة الغرق بمياه النهر التي يبلغ عمقها في تلك المنطقة ما يزيد عن أربعة أمتار، خاصة أن الطوفات هي عبارة عن قارب بدائي لا أكثر.
محمد اليتيم - حماة - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية