هاجم تنظيم "الدولة" مواقع لقوات النظام في محيط مدينة الحسكة فجر اليوم الجمعة، كاسرا طوقها الأمني، في وقت استمرت فيه الاشتباكات العنيفة بين التنظيم وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في منطقة مدينة راس العين، بينما جرف الحزب قرية "قريش" قرب معبر "اليعربية" الحدودي مع العراق.
وأكد الناشط سراج الحسكاوي لـ"زمان الوصل" أن تنظيم "الدولة" هاجم المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، واشتبك مع مليشيات المقنعين (الدفاع الوطني) مدعومة بعناصر من مجموعة "الفاتحين" التي يقودها اللواء "محمد خضور"، وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على قرى (الداوودية، والميلبية، وسبع سكور) بالريف الجنوبي للمدينة.
وفي سياق متصل، سيطر تنظيم "الدولة" على مواقع قريبة من الفوج 123 التابع للفرقة 17 الذي يقوده "خضور" في جبل كوكب شرق مدينة الحسكة، إثر هجوم آخر من محور الهول –الحسكة، حسب المصدر ذاته.
وكان "خضور" بصفته القائد العسكري لقوات النظام في محافظة الحسكة صرح قبل ساعات من تقدم التنظيم لـ"تلفزيون الخبر" التابع للنظام إن قوات النظام مدعومة بمليشيا الدفاع الوطني تستمر بعملية توسيع الطوق الأمني والعسكري لمدينة الحسكة، معلناً السيطرة على قرى (السيحة، طوق الملح، قبر عامر، ورفرف)، حتى مفرق "الصديق" 15 كم غرب مدينة الحسكة، وقرى (السرب، عب الشوك، عين الحارة 25حوالي كم جنوب غرب مدينة الحسكة على طريق الحسكة- جبل عبدالعزيز).
وفي سياق قريب، قالت مصادر أهلية إن الاشتباكات اندلعت بين تنظيم "الدولة" وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في قرية "الطويلة" على طريق حلب –تل تمر بعد تسلل عناصر الحزب إليها، وسط تنفيذ طيران النظام غارات عدة على مواقع التنظيم جنوب راس العين بريف الحسكة.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات كان الأعنف في منطقة "وعرة أبو بكر" (تلال محجرة) غرب بلدة "المناجير" استخدم فيها الطرفان الدبابات والهاون بشكل رئيسي، ما أوقع قتلى وجرحى من الطرفين.
وقال الناشط ملاذ اليوسف لــ"زمان الوصل" إن مجموعات من حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) أقدمت أمس (الخميس) على هدم وتجريف منازل المدنيين في قرية "قريش" في المنطقة الحدودية مع العراق قرب معبر "اليعربية" الحدودي، بذريعة سماح السكان لتنظيم "الدولة " الدخول الى القرية.
وأكد الناشط أن الهدم والتجريف طال أيضا محلات تجارية لــ"صالح الحجوكي"، ومدرسة القرية التي هدم جزء منها أثناء اشتباكات سابقة بين الحزب وبين التنظيم، لافتاً إلى أن المجموعات المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) تهدف من وراء هذه الأفعال إلى إخضاع السكان، وإكمال عمليات التهجير التي تطول السكان العرب في المنطقة، ما دفعهم للإقامة في بيوت الشعر، أو اللجوء إلى تركيا بطرق غير شرعية ما يحرمهم حتى من المساعدات التي تقدم للاجئين.
وحسب الناشط، انسحب عناصر تنظيم "الدولة" من قرى (البوثية، حمير، وخراب حسن)، بناء على حكم "المحكمة الشرعية" التابعة للتنظيم ذاته، بعد رفع سكان تلك القرى دعوة ضد العناصر الذين كانوا متمركزين فيها، وذلك إثر تعرض منازلهم للدمار والخراب جرّاء قصف طيران التحالف الذي يساند الوحدات الكردية، التي تقصف بدورها قراهم بالأسلحة الثقيلة.
وفي الأثناء، تعزز مليشيات YPG و"جيش الكرامة" التابعة لــ PYD مواقعها في قرية "قريش" المنكوبة عبر إنشاء المتاريس، والسواتر على أنقاض المنازل المهدمة، تحت اشراف "سليمان الطريبيل" القيادي في المليشيا التابعة لشيخ قبيلة شمر "حميدي الدهام الجربا"، الحاكم الافتراضي لما يسمى "كنتون الجزيرة" في إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).
والجدير ذكره أن الكثير من القرى العربية لاقت ذات المصير الذي واجهته "قريش" من تجريف وهدم وحرق للمنازل، وآخرها بلدة "جزعة"، وقرى "عكرشة"، و"سفانة"، و"السكيرية"، "الكاخرتة"، و"خربة الأحيمر" (الصفوق)، "الدعبو"، و"العساف"، و"المشعان"، "أبو مناصب الشمالية"، و"تل سطيح"، و"الحنوة"، و"الزرقاء"، و"البشو"، و"الحميد"، و"الخليفو"، و"المنتثرة"، و"الهليل"، و"عرجة"، و"الشيحان"، إضافة إلى تجريف حقل زيتون في بلدة "المناجير".
محمد الحسين - الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية