مراسل العربية "سامي السعيد" لـ "زمان الوصل" تصرف المذيعة تجاهي استهزاء بالحدث السوري على الهواء

روى مراسل قناة العربية الحدث في دير الزور "سامي السعيد" تفاصيل تعرضه لإهانة متعمّدة من قبل مذيعة أخبار القناة "كريستيان بيسري" التي أبدت حركة غير لائقة اعتراضاً على إطالته في الحديث بأن زمّت فمها بشكل غير مألوف وأطلقت شتيمة باللغة الإنكليزية وهي تظن أنها تحت الهواء، وفسّر السعيد ما جرى بأنه "استهزاء بالحدث السوري" مضيفاً: "لا أتصور تحليلاً آخر للموقف غير ذلك"

وأضاف "سامي السعيد" في حديث خاص لـ"زمان الوصل": "كنت أعمل كمراسل للقناة بدير الزور، وفي كل مداخلاتي على القنوات وقبل أن أكون مراسلاً، كنت أجهد في استغلال أكبر وقت ممكن لأوصل الحدث بكل تفاصيله، ولاسيما في الفترة الأخيرة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق بدير الزور والضغوطات التي كنا نتعرض لها كناشطين إعلاميين، سواء من تنظيم الدولة أو نظام بشار الأسد".

و أوضح السعيد "المقطع المذكور ليس جديداً، ولكنني خلال فترة بثه لم أكن مستقراً ولم يكن لدي أدنى فكرة عن الموضوع لأنني لم أر المقطع حينها ونبهني بعض الأصدقاء ممن كانوا معي في المنزل الذي تواصلت فيه مع القناة، وفوجئت منذ أيام بإثارته على صفحات التواصل الإجتماعي".

وحمّل الناشط السعيد القناة مسؤولية ما حدث وتقصيرهم في معالجته: "كان من المفروض أن يتخذوا إجراءاً بحق المذيعة وأن يتم حذف المقطع من صفحات التواصل الاجتماعي ولكنهم لم يفعلوا".

ولدى سؤاله إن كان يعتقد أن حركة المذيعة كان تصرفاً عفوياً من قبلها على طول وقت المداخلة، أم تعبيراً عن موقف عام للقناة من الثورة أوضح السعيد أن "الحركة بشكل عام تخص المداخلة لأني كنت آخر شخص تكلم على الهواء" وأردف أن "حركة المذيعة لا تدل على خطأ تقني مع المخرج كما تدعي، وبحسب تحليل الشفاه الذي أُجري، كانت حركتها رداً على كلامي أثناء المداخلة" واستدرك الناشط السعيد "لم تأخذ المذيعة بعين الإعتبار الظروف التي نمر فيها ولا تعاملت معي بمهنية".

اللقطة التي بدت للجميع على الهواء مباشرة وأثارت استياء الكثيرين من طريقة تعامل القناة مع المراسلين والمتلقين على حد سواء لم تلق أي إجراء من قبل القائمين على القناة رغم أن المراسل "سامي السعيد" أبلغهم بهذا الموضوع في اليوم ذاته وطالبهم باعتذار رسمي من المذيعة والقناة لكنهم برروا الأمر بأنه خطأ تقني مع المخرج.

وحول تفسيره لهذا التحول من قبل قناة "العربية الحدث" تجاه الثورة السورية أوضح السعيد أن "جميع القنوات تعمل ضمن سياسة مدروسة" وأردف " كل القنوات دون استثناء همها الوحيد أن يبقى لديها متابعون بغض النظر عن مدى قساوة المشهد الذي يحدث على الأرض" وألمح السعيد إلى أن قناة العربية في الفترة الأخيرة "كان همها أخبار تنظيم الدولة الإسلامية، ولذلك تجاهلت الأحداث والمعارك التي كانت تدور بين فصائل المعارضة وجيش النظام".

وأكد مراسل العربية السابق في دير الزور أن القناة رفضت إعطاءه أي دليل يثبت بأنه عمل لديهم لتقديمه للدولة التي لجأ إليها "طلبت منهم مساعدتي بالسفر إلى بلاد الجوار والعمل من الخارج، وكان ردهم لا نستطيع تغطية تكاليفك كما أنه لا يوجد لدينا مكاتب في تلك الدول مما اضطرني للخروج من البلد بشكل كامل ونهائي بسبب ملاحقتي من قبل النظام وتنظيم الدولة الإسلامية"وأضاف: "في حال استمروا بتجاهل طلبي بالاعتذار الرسمي فهناك أشخاص يستطيعون إدانتهم قانونياً".

وكشف"سامي السعيد" لـ "زمان الوصل" أنه حاول البقاء داخل البلد ومتابعة عمله ولكنهم– كما قال- "تخلوا عني، والدليل على ذلك أنني قدمت لهم تقارير مصورة من دير أثناء معارك تنظيم الدولة والجيش الحر" وأردف قائلاً: "كنت ملاحقاً من قبل التنظيم، وتم اعتقالي من قبل التنظيم لمدة 24 ساعة ومصادرة جميع المعدات التي كنت أعمل بها، وكانت قناة العربية– كما يؤكد-على علم بملاحقة التنظيم له دون أن يحركوا شيئاً" ويستدرك: "بعد خروجي من البلد أرسلت لهم "أيميل" بما حصل لي ولكنهم تجاهلوا الايميل".

والناشط الإعلامي "سامي السعيد" بدأ بالعمل الإعلامي بعد انطلاق الثورة بأشهر واستمر بالعمل حتى بداية 2012 حيث تم اعتقاله أثناء تصويره لتشييع أحد الشهداء في دير الزور، وبعد خروجه منها عمل في المكتب الإعلامي للمجلس العسكري الثوري بالمنطقة الشرقية، وبعد مداخلات وتقارير عدة على بعض القنوات طلبت منه قناة العربية أن يكون مراسلا ً لها في دير الزور.

وكانت المذيعة "كريستيان بيسري" قد أوضحت من جانبها على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" أن "ما ظهر في الفيديو لا علاقة له بمراسل الحدث ولا بالشأن السوري " وأكدت أنه " مشكلة تقنية مع المخرج ،متمنية"عدم إعطاء الموضوع أبعاداً أخرى"..