أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عددهم يقارب 23 ألفا والحكومة لا تذكرهم نهائيا.. معوّقو الثورة السورية.. معاناة وإهمال؟!

يعيش معوقو الثورة السورية، وضعا مأساويا، نظرا لتزايد أعداد الأشخاص الذين بترت أيديهم، أو أقدامهم، أو قلعت أعينهم، أو أصيبوا بشلل كلي، أو جزئي، جراء إطلاق النارعليهم أثناء المظاهرات السلمية في بداية الثورة السورية، أو نتيجة القصف العشوائي العنيف على المناطق السكنية، أو أثناء مشاركتهم بالمعارك ضد جيش النظام، والميليشيا الطائفية التابعة له.


وكشفت إحصائية حديثة صادرة عن أحد المشافي الميدانية بريف حمص، أن عدد المصابين بإعاقة دائمة يزيد عن 200 معاق فقط بريف حمص الشمالي، أي حوالي (1بالألف) من عدد السكان، وإذا ما عممنا هذه النسبة على المحافظات السورية، نحصل على حوالي 23 ألف معاق بشكل تقريبي...ووفقا للإحصائية، فإن عدد المصابين بإعاقات جزئية بلغ حتى الآن بمحافظة حمص وحدها حوالي 2000 إصابة.


وأشار مدير المشفى الميداني الدكتور"عبد الحكيم-س"، إلى أنه يجري الإعداد لرصد بقية الإعاقات على مستوى سوريا.


وقال الدكتور عبد الحكيم لـ"زمان الوصل" إن الإعاقات تنوعت بين شلل رباعي ونصفي، وإعاقة دائمة نتيجة الإصابة بالرصاص، أو شظية قذيفة دبابة أو هاون أو صاروخ، استقرت في منطقة حساسة من العمود الفقري، أو الدماغ".


 *عالة على أسرهم
 يعيش المعوقون السوريون حاليا بين المعاناة الجسدية والنفسية، والشعور بالذنب، جراء إحساسهم بأنهم أصبحوا عالة على أسرهم، إلى جانب إهمال قيادات الثورة السورية لهم -باستثناء بعض الفصائل الإسلامية– وعدم منحهم أي تعويضات أو إعانات.


وحسب الدكتور "عبد الله السليم"، فإن المعاق يحتاج لعناية خاصة من أهله، حيث يحتاج إلى تحريك على مدار الساعة، وتغيير الحفاضات.


ويلزمه فراش طبي غالي الثمن للنوم عليه، فضلا عن التأهيل النفسي حتى يتأقلم مع وضعه الجديد، خوفا من حدوث حالة انفصام بالشخصية.


وأكد جميع المعوقين الذين التقتهم "زمان الوصل"، عدم حصولهم على أي إعانات من الحكومة المؤقتة، أو من جمعيات أهلية أخرى.


ويشير(محمد-ش)، الذي أطلق عليه جنود النظام رصاصة، أصابت عينه اليسرى، وأدت إلى نزعها كليا، إلى أنه يعول أسرة مؤلفة من 5 أشخاص، ووالده مصاب بشلل كلي من 20 عاما، مشيرا إلى أن عمله متوقف منذ انضمامه إلى الثورة، ولم يحصل على أي مساعدات طيلة الأشهر الخمسة الماضية، إلى أن قامت إحدى الفصائل الإسلامية مؤخرا، بنقله إلى تركيا لتركيب عين تجميلية له، كلفتها تتراوح ما بين 1000-1500 دولار أمريكي.


وقد نجى محمد بأعجوبة من الموت، أثناء قصف طيران التحالف لريف إدلب الشمالي، في الأسبوع الأول من الشهر الحالي تشرين الثاني -نوفمبر، حيث كان في طريقه إلى تركيا للمعالجة.


 *85 ألف دولار كلفة طرف صناعي!
وانتقد (خالد-د)، الذي فقد رجله اليسرى بكاملها، إثر إصابته بقذيفة أثناء إحدى المعارك مع "الميليشا" الطائفية الموالية للنظام، في قرية "أم شرشوح" بريف حمص الشمالي، -انتقد- الحكومة المؤقتة السورية، وقيادات الثورة السورية، لعدم اهتمامهم بمعاقي الثورة السورية، وأسرهم.


ونوه المعوّق خالد في حديث لـ"زمان الوصل"، على ضرورة صرف تعويض للمعوّق كما تحدده المنظمات الدولية...وردا على سؤال "زمان الوصل" عن تاريخ إصابته، وهل قام بتركيب طرف صناعية، قال خالد:"أصبت بقذيفة دبابة بالأسبوع الأول من حزيران الماضي، في معركة "أم شرشوح"، وقد تم بتر رجلي اليمنى من الفخذ من قبل مشفى ميداني بمدينة "الرستن".


وأضاف خالد يقول: "أنا الآن بمدينة الريحانية التركية منذ 3 أشهر أنتظر أصحاب الأيادي البيضاء، والجمعيات الخيرية، لتركيب طرف صناعي ذكي كلفته عالية جدا 85 ألف دولار أمريكي، ولا أستطيع لا أنا ولا عشيرتي بكاملها، تأمين ثمن الطرف الصناعي".


وأشار خالد، وهو من ريف حمص الشمالي الغربي، إلى أن والده معتقل في سجون النظام منذ إصابته، وهو حاليا المعيل الوحيد لأسرة مؤلفة من 7 أشخاص في منطقة محاصرة.


 *محاكمة "بشار"
من جهته توعّد المعوّق (معن-ي)، الذي أصيب بشلل نصفي قبل عامين من الآن، إثر أصابته بقذيفة دبابة بريف حمص الشرقي، توعّد "بشار الأسد المجرم" بالمحاكمة.


وأضاف:"حتى لو أعطوني كنوز الدنيا لن أتنازل عن حقي في محاكمة رأس النظام بشار الأسد أمام المحاكم الدولية، وأخذ الجزاء العادل منه.


بدوره اتهم (عبد الوهاب-ح)، وهو أحد شباب الثورة بريف حمص، وفقد ساقه اليمنى قبل 6 أشهر من الآن، وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالحكومة المؤقتة بالتجاهل، وعدم التعاون مع جرحى ومعوقي الثورة السورية، وأشار إلى أنه راسل الوزارة إلكترونيا، وكانت الأخيرة تتعامل مع رسائله "بالتطنيش" حسب قوله.


 (أحمد-خ) شاب عمره 18 عاما، فقد يده اليمنى من فوق المفصل، إثر سقوط صاروخ أطلقته حواجز النظام على منزله بمدينة "كفرلاها" الحولة قبل عدة أشهر، وهو الآن ينتظر أصحاب الأيادي البيضاء، والجمعيات الخيرية، لمساعدته بالسفر إلى تركيا، أو أي بلد عربي، أو أجنبي، لتركيب طرف صناعية بيده.


من جهته قال طبيب بمدينة حمص، ومهتم بعمليات رصد ومتابعة جرحى الثورة السورية إن هناك عددا مرعبا من جرحى المظاهرات، والقصف العنيف على الأحياء السكنية، وجرحى المعارك التي يخوضها الجيش الحر ضد قوات النظام، والمليشيات الطائفية التابعة له.


وأضاف في حديث مع "زمان الوصل": إن معظم المعوّقين يحتاجون لعمليات جراحية بالخارج، وإمكانياتهم المادية لا تسمح بذلك.

ماهر رضوان- حمص- زمان الوصل
(109)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي