أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ملاحقات "فيسبوكية" لطالبي اللجوء من مجرمي الحرب

"مجرمو الحرب اللاجئون" عنوان صفحة على موقع "فيسبوك" أنشأها عدد من الناشطين بهدف فضح عناصر "نظام الأسد" ممن هربوا من سوريا وطلبوا اللجوء إلى أوروبا على حساب ضحايا الحرب وأبريائها، وحظيت الصفحة بأكثر من 40 ألف إعجاب خلال فترة قصيرة من تأسيسها، وساهم مرتادوها في تزويد الصفحة بأسماء ووثائق وصور لبعض مؤيدي النظام ممن تم توثيق حصولهم على طلبات لجوء ومنهم أسماء معروفة في سوريا وبعضهم أُرسل بمهام "تشبيحية" من قبل نظام الأسد. 

حول فكرة الصفحة والهدف منها يقول مشرفها، الذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل": نحن شباب ذوو شهادات علمية (معظمهم أطباء ومهندسون) في المهجر واسمح باختصار معاناتنا، حيث أصبح الحديث عن المعاناة من الشبيح روتيني للسوريين ولا يوجد سوري لم يتقاطع مع مسيرة الشبيحة في التطفل على المدنيين وغيرهم من الأبرياء.

ويضيف مشرف الصفحة: "لا ننتمي لأي حزب ولا نتبع أي تيار، مدخولنا المادي هو مقابل عملنا في الشركات أو المستشفيات التي نعمل فيها".

وبدأت الفكرة بقصة واقعية يرويها مشرف الصفحة قائلاً: "حدثنا أحدهم عن شخص معروف بيننا كان مع الشبيحة وتاجر حواجز -كما أصبح هذا اللقب السمة الأساسية لأي شبيح نافذ- قد فر إلى السويد تحت غطاء اللجوء الإنساني، ونال إقامة خمسة سنوات بالإضافة للمساعدات المالية وغيرها من الميزات".

ويردف محدثنا:"هذا الأمر جعلنا نستشيط غضباً، فنحن نعلم جيداً عن نشاطه التشبيحي على الحواجز ومدى ولائه لسيده بشار وعن مشاركته في الحملات البربرية على مدينة "دوما" وكم من طفل قتل وتباهى بقتله أمام العلن".

ويستطرد مشرف الصفحة: "هذا الشخص جمع ثروته وقصد أوروبا ليأخذ مقعد اللجوء الذي غرق المئات في البحر ليصلوا إليه لا يحملون سوى أطفالهم والملابس التي يرتدونها، ومن هنا كان لابد من القصاص والانتقام وفاءً للأبرياء الذين غرقوا بحثاً عن الملاذ الآمن من هؤلاء القذرين". 

ويكشف مشرف الصفحة أن بداية التأسيس شابها الكثير من العراقيل والمصاعب، إذ "لم يكن أحد منا يملك الخلفية القانونية الدولية عن كيفية مجريات الأمور وكيف سنوصل أصوات هؤلاء الأبرياء للجهات المانحة لحق اللجوء ليتخذوا الإجراء اللازم بدلاً عن منح هذا الحق عشوائياً".

ويتابع: "كنا نعلم يقيناً أن لا شيء بيد هذه الدول فهم فتحوا أبوابهم لمجتمع غريب عنهم تحت مسمى حق الإنسان وكان لابد من وجود جهة ما تسلط الضوء لهم على ما قد يمرر من شبيحة تحت اسم الهروب من جحيم الأسد". 

ولدى سؤاله عن مدى تحري المصداقية في عمل الصفحة والابتعاد ما أمكن عن الشبهات والاتهامات الكيدية أجاب مشرف الصفحة: "ثق تماماً وصلنا المئات من الأسماء مع الصور وبدون صور، بأدلة وبدونها، ورغم أننا نعمل في الخفاء ولكن نحن مدركون أن منشورا خاطئا بحق شخص بريئ قد يؤدي إلى انهيار مستقبله (مجازياً) فكان هنا التحدي- كما يقول "لابد من التفرغ لكل حالة والتدقيق، ولكن القدرة الإلهية كانت معنا، فرحلة البحث عن هذا الشبيح في ظل توفر تكنولوجيا الاتصالات كانت عكس ما توقعنا، فمحرك البحث "غوغل" بإعداداته المتقدمة بإمكانه عرض العديد من النتائج وتسهيل العملية. 

وتتمثل عملية التأكد من اسم الشبيح وملفه بعدة خطوات يوضحها مشرف "صفحة مجرمي الحرب اللاجئين " قائلاً:"عادة ما يأتينا اسم الشبيح على بريد الصفحة أو على الأيميل وهنا يبدأ الحوار مع المرسل ونؤكد على أن يكون المرسل شخص حقيقي حيث نطالبه بعرض الأدلة والرواية التي يحملها ضد هذا الشبيح"، والخطوة الثانية تكون –حسب محدثنا- بـ"قراءة كل ورد من هذا المدعي ومقارنة ما قاله مع ما نجده على "فيس بوك"، على صفحة الشبيح نفسه" ولفت مشرف الصفحة إلى ما أسماه "المرض النفسي" الموجود لدى كل شبيح، ألا وهو حب الظهور والتباهي مما يجعل أمر المقارنة هيناً فمنهم بالفعل يضع صورته حاملاً السلاح على أحد الحواجز وتكون التهمة متاجرة الحواجز أو الانضمام للجان الشعبية".

*نشاطات الشبيحة في أوروبا
ومن جانب آخر يوضح مشرف الصفحة أن "الكثير من شبيحة اللجوء يقومون بزيارات لسوريا بعد حصولهم على حق اللجوء مستفيدين من الثغرات في اتفاقية "دبلن"، ويدلل على ذلك قائلاً:"يكفي على سبيل المثال للاجئ أن يحصل على حق اللجوء في ألمانيا أن يسافر لتركيا من بلجيكا ومن ثم إلى بيروت و منها الى دمشق".

ويضيف: "لدينا أسماء مع أدلة على هؤلاء طبعاً من يساعد في هذه المهمة هم المؤيدون الموجودون في أوروبا والحاصلون على الجنسية من قبل الثورة.

يوماً بعد يوم تنكشف القصص عن نشاطات الشبيحة في أوروبا وهي تمثل غاية في الدهاء والحنكة، ما يؤشر بشكل قاطع على أن هناك شبكة عملياتية يديرها نظام الأسد مع هؤلاء، بداية من تسهيل خروجهم من سوريا وانتهاء بحصولهم على حق اللجوء وهذه الطريقة متبعة في دمشق وسوريا بشكل عام منذ 40 عاما، وحسب محدثنا فإن نظام الأسد يورّط شخصا بسرقة أو باختلاس أو غيرها من الأمور غير الشرعية ثم يفتح ملفه ليكون كالخاتم ومن ثم يلفظه بعيداً عنه مستغلاً قلة وعي الشبيح وإدراكه، فالجميع يتفق أن من يؤيد الأسد في مذابحه وإجرامه بحق السوريين هو إما متورط معه أو أحمق قولاً وفعلاً".

ويشير مشرف الصفحة إلى أن "هناك عشرات الرسائل تصل الصفحة من الشبيحة أنفسهم عندما يتم فضحهم على الصفحة فيقومون بتوجيه أشد عبارات الشتم والسب والتهديد والوعيد بالقتل والذبح والاغتصاب، ولكن هذا يزيدنا إصراراً على القصاص منهم بمعنى إعادتهم إلى حضن البوط العسكري وجحيم سيدهم بشار".

ويستدرك مشرف الصفحة: "نحن لا نطالب بقتلهم أو التعرض لهم ولا بأي شكل من الأشكال، فلابد في النهاية من كشفهم وكشف ما قاموا به وهذا عهد قطعناه على أنفسنا لترتاح أرواح الأبرياء الذين قضوا على أيدي هؤلاء الشرذمة من عبيد الأسد".

وكان عدد من الناشطين قد أطلقوا ضمن حملات المجتمع في موقع "آفاز" وبالتساوق مع إنشاء الصفحة حملة بعنوان "سحب حق اللجوء من مجرمي الحرب اللاجئين من سوريا"، بهدف لفت الانتباه إلى كل حالة قبل منحها حق اللجوء الإنساني أو السياسي ومحاكمة من تلطخت أياديهم بالدماء "لكي تشعر أرواح الشهداء بالسكينة، خصوصاً أولئك الذين قضوا تحت التعذيب بأيدي بعض ممن يحاول الهروب من السفينة الغارقة".

فارس الرفاعي- زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي