تعرضت مجموعة عناصر من الجيش الحر لكمين أثناء توجههم من ريف حمص الشمالي إلى قرى مدينة حماة في طريقهم إلى تركيا ليلة أول أمس.
وقال أحد الناجين من الكمين لـ"زمان الوصل": "كنا حوالي 70 شاباً توزعنا على سيارتين، ومعنا عدد من الجرحى يريدون الخروج للعلاج في تركيا، خرجنا ليلاً متجهين إلى قرى ريف حماة بهدف العبور إلى تركيا، كل شيء كان على ما يرام، لم يبقَ لنا سوى مسافة 10 كليومترات، ونصل إلى الريف الحموي المحرر، فجأة بدأ الرصاص ينهمر علينا كالمطر من أحد جانبي الطريق، وبدأنا نقفز من السيارات باتجاه الأراضي الوعرة هرباً من الرصاص وقذائف آر -بي جي".
وتابع يقول "أثناء قفزي من السيارة أُصبت برصاصة بفخذي وفقدت حذائي، وركضت مسافة 500 متر والدم ينزف من جرحي، وأنا أظن نفسي هالكا لا محالة، لأسقط بعدها على الأرض وإطلاق النار ما زال مستمراً، عند هذه اللحظة كان معظم الجرحى قد أصبحوا شهداء، بينما استشهد وأصيب أكثر من 25 شاباً كانوا برفقتهم".
وأضاف: "إن الباقي انتشروا على مجموعات صغيرة، وكل مجموعة سلكت طريقاً إلى مصيرها المجهول، عندها ربطت جرحي بقطعة قماش وسلكت طريقاً مجهولاً برفقة مجموعة من الشباب، وكان الطريق يسير بنا إلى حيث لا ندري، لم يكن جرحي يؤلمني بقدر ما تؤلمني قدماي الحافيتان، وأنا أدوس بهما على الحجارة والأشواك، كنا نتذكر ملامح الطريق ونسير بهذا الاتجاه تارة، وبذاك الاتجاه تارة أخرى، بقينا نسير من الساعة 11 ليلاً حتى الساعة 2 صباحاً، وفي كل خطوة من خطواتنا كنا نموت آلاف المرات، وتتضاءل فرصنا بالنجاة، حتى وصلنا إلى نقطة عرفناها جيداً واختبأنا بين الأشجار ننتظر مصيرنا المجهول".
واستطرد قائلا: بدأ بعض الأشخاص بالاتصال بمن يعرفونهم من الشباب المفقودين حتى نتجمع في نقطة العلّام التي نعرفها جميعاً بحكم استراحتنا بها لمدة نصف ساعة في منتصف الطريق، تجمعنا عند النقطة التي ذكرتها وكنا حوالي 25 شخصاً، معنا مصابان (أنا بفخذي وآخر بصدره)، ثم اتصلنا بدليل الطريق ليأتي إلينا، وجاء إلينا بعد ساعة ونصف وأخبرنا بأنه لا يمكن وصول سيارة إلى هذا المكان لنقلنا، لأن الجيش قد قام بتطويق المنطقة، بعدها سار بنا الدليل مدة ساعة ونصف، وطلب منا أن نتجاوز المنطقة الخطرة قبل ظهور ضوء الصباح، وقال لنا "أنتو وحظكم يا بتقطعوا يا بتموتوا"، لنصل بعدها إلى منطقة الأمان في ريف حمص الشمالي.
وختم الناجي من الكمين: "كان عددنا 25 شخصاً، في حين لا يزال مصير حوالي 50 شخصاً مجهولاً بين شهيد ومفقود، وحسب ما شاهدته فإن عدد الشهداء قد لا يقل عن 30 شهيداً".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية