اعتقال المعارض"لؤي حسين" على الحدود السورية اللبنانية

"ابنتي الصغيرة "ريما "اليوم عيد ميلادها السادس عشر. أنا بعيد عنها، هي في بلد وأنا في سوريا، لا يمكنني أن أكون معها ولا أن أقدم لها هدية. لكنها تعرف أنني أحبها وأحب أختها أكثر من أي أحد في الدنيا". بهذه الكلمات الأبوية المؤثرة خاطب المعارض السوري الدكتور"لؤي حسين" ابنته المقيمة مع عائلتها في اسبانيا قبل أيام، وعندما كان متوجهاً إلى لبنان للسفر إليها ألقت المخابرات السورية القبض عليه على الحدود السورية اللبنانية قبل ساعات، ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان "اقتيد حسين الذي يعاني من أعراض القولون والبواسير إلى القصر العدلي بدمشق و"بعد عرضه على قاضي التحقيق الأول وجّه له التهمة الجاهزة والمفصلة من قبل النظام السوري لأي ناشط سياسي معارض وهي "إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة". بحسب ما أكد نائب رئيس تيار بناء الدولة السورية المحامي "أنس جودة" للمصدر المذكور.

وكان "لؤي حسين" الذي يرأس "تيار بناء الدولة السورية " قد رفع في الآونة الأخيرة من وتيرة الإنتقاد لنظام الأسد من خلال منشوراته على صفحته الشخصية في "فيسبوك " وبالذات عقب اعتقال المعارض "جديع نوفل (أبو سلام) والصحفي "عمر الشعار" والناشطة "ماريا شعبو" منذ أيام معتبراً أن المخابرات السورية تحولت إلى "أهم مصنع للمتطرفين" بحسب قوله.

وأشار في منشور آخر إلى أن " النظام السوري يتهالك وينهار، ولا يغير في هذا التوصيف وجود الرئيس بقصره مع آلاف من الجنود والمقاتلين الذين يحموه" وأضاف أن "النظام عاجز عن حماية السيادة الوطنية، فطيران التحالف الأميركي له كامل الحرية في الطيران أينما شاء في سماء سوريا. وعين العرب (كوباني) باتت خارج الخريطة السورية؛ أصبحت منطقة حرة برعاية أميركية".

ويبدو أن هذه الانتقاد الحاد والصريح دفع المخابرات السورية لإسكاته وتكميمه من خلال الإعتقال .

وتضم المعتقلات السورية أكثر من 200 ألف معتقل من معارضين سياسيين وناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان، ومنهم "عبد العزيز الخيِّر" و"خليل معتوق "و"حسين عيسو" و"بسام صهيوني" و"مازن درويش" ويُخشى أن يلقوا مصيراً مشابهاً لمصير آلاف المعتقلين، ممن قضوا تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد ".