قبل حوالي أسبوع فرح أهالي "القرداحة"، لاسيما الطلاب والموظفون، فرحا شديدا بالتفات "القيادة الحكيمة" إليهم وتخصيصها "باص نقل داخلي" (حافلة كبيرة) لنقلهم من مدينة اللاذقية إلى القرداحة، آملين أن يكون ذلك آخر عهدهم مع الذل وعذابات انتظار الحافلات الصغيرة (السرافيس).
لكن فرحة القرداحيين لم تدم طويلا، إذ سرعان ما تبين لهم أن القضية ليست في حجم الحافلة، وإنما في عقلية السائق الذي يقودها، بنفس عقلية النظام الذي يقود البلد، تحت شعار "أنا أو لاأحد".
وأول أمس الأحد رأى ركاب الباص بأم أعينهم تجسيد هذه المقولة التي فدوها بأرواحهم ودمائهم، عندما "تنمر" عليهم السائق ومرافقه، وتذمرا، وهددا وأرعدا وأزبدا، في سبيل أن لايكمل الباص مسيرته إلى القرداحة، متذرعين بعدم اكتمال العدد.
علا الصياح في الحافلة وبدأ تراشق الشتائم، وتقاذف الاتهامات، فتصدى أحد "عساكر" النظام للمسألة وحلها بطريقة "سلمية"، وأشهر "روسيته" في وجه السائق ومرافقه، فسار الباص إلى "القرداحة" طوعا لاكرها!
ولكن الملهاة لم تنته، فالباص الذي يفترض أن يتقاضى 50 ليرة عن الراكب الواحد من اللاذقية إلى القرداحة، فرض على كل راكب دفع 80 ليرة، ليختزل هذا الباص حكاية كل سوريا.. سوريا التي يحكمها الجنرال "مزاج" بـ"بوط عسكري" معتمرا عمامة "الفساد".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية