اعتبر محلل أمريكي مهتم بالشأن السوري أن ما قدمته "واشنطن" لدعم الجيش السوري الحر هو بمثابة "فراطة"، وأن هذا الدعم جاء لإسكات منتقدي سياسة "باراك أوباما" تجاه الأزمة في سوريا.
"جوشوا لانديس"، المحلل السياسي ومدير مركز أوكلاهوما لدراسات الشرق الأوسط، قال إن خطة الإدارة الأمريكية بدعم الثوار السوريين ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لن تسير على مايرام.
ومستعينا بخريطة توضح توزع السيطرة على الأراضي السورية، قال "لانديس" خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن":"لن تعمل هذه الخطة؛ لأن المناطق الزرقاء التي تظهر على الخريطة تسيطر عليها جماعات مثل القاعدة والجبهة الإسلامية، وهما جهاديتان وتعارضان أمريكا بشكل كبير.. أما بالنسبة للثوار المعتدلين الذين تريد أمريكا دعمهم فقد تم حصرهم في بقعة صغيرة في شمال سوريا من قبل تنظيم القاعدة، وهم يسيطرون على ما بين واحد إلى اثنين في المئة من سوريا اليوم".
وتابع قائلا: "على ضوء الأرقام السابقة فإن دعم هؤلاء الذين يسيطرون على نحو 2% فقط وجعلهم ينتصرون على تنظيم الدولة ثم قوات الجبهة الإسلامية وبعدها قوات نظام بشار الأسد، يعد تعهدا عملاقا".
وأضاف "لانديس": "بحسب معلومات مركز الاستخبارات الأمريكية فإن هناك أكثر من ألف ميليشيا في سوريا.. الرئيس أوباما دعم الثوار المعتدلين بمبلغ وصل إلى نصف مليار دولار، وهذه الأموال لن تكفي لدعم جيش، هذه الأموال هي عبارة عن فكة (فراطة)، وأعتقد أن الرئيس الأمريكي فعل ذلك فقط كرد على منتقدي سياسته في سوريا".
وأشار "لانديس" أن الحل باعتقاده من الممكن أن يتم من خلال تقسيم سوريا إلى قسمين، الجزء الأول إلى الشمال وهو دولة سنية فيها التنظيمات الإسلامية وتنظيم "الدولة"، وإلى الجنوب دولة لنظام بشار الأسد.
وأردف قائلا: "علينا قبول الواقع، هناك دولة إسلامية سنية تمتد من أطراف بغداد إلى حلب بسوريا، والقيام بقصفها أمر غير مجد، والحل يكمن في قبول هذه الدولة ومحاولة دعم قيادات أفضل لها".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية