قال أمير جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني" إن الأمريكان يفكرون بفرض اتفاقية في سوريا مشابهة لاتفاقية "دايتون" التي سبق وفرضوها في "البوسنة"، حيث يخططون لدمج حكومة النظام بالحكومة المؤقتة على أن تكون الغلبة للنظام.
وفي لقاء مسموع له مع مؤسسة المنارة البيضاء المكلفة بالإصدارات الإعلامية لـ"النصرة" تم بثه اليوم وتولت "زمان الوصل" تحرير أهم ما فيه، أكد "الجولاني" أن "ساحة الشام تمر اليوم بعدة تحديات، وأبرزها التحالف الدولي، وهو تحالف له غايات أبعد من جماعة الدولة ومن جبهة النصرة"، كاشفا عن أن "الذخيرة تدخل في كل يوم لعدة فصائل موالية للغرب والأمريكان في الساحة السورية".
واعتبر الجولاني أن "معظم دول العالم تتفق على وجوب إنهاء حالة الجهاد في أرض الشام، مهما بلغت اختلافات هذه الدول".
وتحدث "الجولاني" عن جبهة القلمون، قائلا إن نقل "النصرة" المعارك إلى داخل لبنان لردع "حزب الله" كان له نتائج إيجابية، ومحذرا من أن "المعركة في لبنان لم تبدأ بعد، والنصرة في القلمون تخبئ الكثير من المفاجآت لحزب الله، ستكون أدهى وأمر".
وبخصوص ما جرى أخيرا من اقتتال في ريف إدلب، أوضح "الجولاني" أن "جمال معروف (قائد جبهة ثوار سوريا) اعتدى على أهالي بلدات في جبل الزاوية وعلى عناصر النصرة هناك، وهو يحمي عددا كبيرا من اللصوص وقطاع الطرق".
وكشف عن أن القتال الذي دار في ريف إدلب مؤخرا، "لم يكن كما جرى تصويره بين معروف والنصرة فقط، فقد شاركنا فيه لوءان من صقور الشام ولوءان من أحرار الشام وكذلك جند الأقصى، وجمع من أهالي جبل الزاوية".
وبلغة واضحة صريحة، قال "الجولاني": "بعد تكرر اعتداءات معروف اتخذنا قرارا بإلغاء جبهة ثوار سوريا، لاسيما في شمال سوريا"، معتبرا أن إنهاءها أصبح شيئا ضروريا لتحولها من مواجهة النظام إلى "عصابة"، قبل أن يستدرك موضحا أنه لايعمم ذلك على كل عناصر "جبهة ثوار سوريا".
وتابع: أغلب الفصائل في الشمال (شمال سوريا) كانت تطلب منا أن ننهي وجود "جمال معروف"، حتى من ضمن الفصائل المقربة له والمتحالفة معه، بل وحتى من الفصائل التي كانت تشجب على الإعلام معركتنا معه.
وكشف عن وجود "أطراف كانت تظهر على الإعلام لتدعونا إلى الهدنة مع معروف تجاوبا مع الضغط الأمريكي كما كانوا يقولون، بينما كان يطالبوننا في نفس الوقت بإنهاء وجوده".
في خضم حديثه عن بعض الجماعات التي تتلقى الدعم العسكري من الغرب، دون أن يسميها، قال "الجولاني": "الغرب عدو قديم-حديث لنا، ولن نستطيع أن نلتقي معه"، معتبرا أن الذين يراهنون على أخذ الدعم منه دون الخضوع لإملاءاته واهمون.
وفند "الجولاني" ما يثار عن قضية تهميش "النصرة" لـ"المهاجرين" (المقاتلين غير السوريين)، مذكرا بأنهم أول من فتح أبوابهم لهؤلاء، ومشددا على أن أي جماعة جهادية لايجوز أن تخلو من العنصر المهاجر لأنه "يضفي عليها الصفة الأممية ويبعد عنها الصفة القطرية أو المناطقية في القتال".
وأقر "الجولاني" أن المهاجرين كانوا يشكلون حوالي 70% من قيادات "النصرة" قبل صراعها مع تنظيم "الدولة"، أوائل العام الجاري، ثم تضاءلت النسبة ليصبح 40% من قيادات النصرة منهم، أما الجنود "المهاجرون" فيشكلون حوالي 35% من إجمالي مقاتلي "النصرة"، وهي نسبة "طبيعية" حسب وصف "الجولاني"، الذي وجه الدعوة لمزيد من المهاجرين من أجل "النفير إلى الشام".
زمان الوصل - متابعة وتحرير
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية