أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دمشق تعيش في ظلمات "التقنين" والنظام يتذرع بسقوط "حقل الشاعر"

يشتكي سكان العاصمة دمشق من استمرار انقطاع التيار الكهربائي، حيث وصلت ساعات التقنين إلى 14 ساعة يوميا في كثير من مناطق دمشق؛ فيما وصل الانقطاع في بعض مناطق ريف العاصمة الى 22 ساعة يوميا، وباتت مشكلة الكهرباء وانقطاعها المستمر حديث الساعة بالنسبة لقاطني دمشق وريفها.


وبالمقابل طالبت وزارة الكهرباء، المواطنين بالمسارعة بدفع الفواتير المترتبة عليهم، متوعدة الدمشقيين بازدياد مرتقب لساعات التقنين، علماً أن أغلب الريف الدمشقي المحاصرة كالغوطة الشرقية وجنوب دمشق، لا تصلها الكهرباء منذ حوالي سنتين.


 *معاناة مقوننة والحجة.."إرهابيون"!
أعلنت وزارة الكهرباء في حكومة النظام في بيان لها، بأن ساعات التقنين سوف تزداد في المحافظات السورية، نتيجة ما وصفته "اعتداءات الإرهابيين"، التي طالت مؤخراً حقول وأنابيب الغاز، التي تشكل عصب توليد الطاقة الكهربائية، في حين نشرت مواقع رسمية بأن 40% من خطوط التوتر العالي أصبحت خارج الخدمة، وأكثر من 5000 محطة ومحولة كهربائية باتت معطلة في سوريا.


بيانات وأرقام تنذر بوضع قد يزداد سوءا، خاصة مع سيطرة تنظيم "الدولة" مؤخرا على حقول الغاز في ريف حمص،لاسيما حقل "شاعر" أكبر مورد لمحطات توليد الكهرباء، وبعد أن أصبحت غالبية حقول النفط السوري خارج سلطة النظام.


يقول "عدنان" موظف في وزارة الكهرباء لـ "زمان الوصل"، بأن وزارته لا تملك خططا على المدى المنظور، لمعالجة مشكلة الكهرباء التي تزداد سوءا، خاصة في جنوب سوريا، رغم الميزانية الهائلة التي تتفرد بها، كونها وزارة ذات طابع ربحي، مع ذلك فهي لا تزال عاجزة عن معالجة هذه الأوضاع، نتيجة غياب خطط بديلة لمعالجة محطات التوليد، رغم تطمينات الوزارة بأن هذه المشكلة سوف تشهد حلا قريبا.


 *طائفية النظام حتى في ساعات التقنين!!
فيما يسود الظلام أغلب مناطق دمشق نتيجة لاستمرار انقطاع التيار الكهربائي، يرى البعض أن النظام ينتهج سياسة طائفية وتفضيلية في هذا الشأن، فالمناطق الراقية التي يقطنها كبار المسؤولين في النظام كـحي "المهاجرين" و"أبو رمانة" و"دمر"، لا يتجاوز ساعات التقنين فيها من ساعتين الى 4 ساعات في اليوم فقط، هذا الأمر يندرج أيضا على أحياء ذات طابع طائفي، مثل حي "زين العابدين" وحي "جعفر الصادق" الذي لا يشمله التقنين إلا ساعات قليلة.


يقول أحمد من سكان دمشق لـ "زمان الوصل" –مستهزئا- من سياسة النظام "الطائفية" في تمييزه مناطق عن أخرى حتى في ساعات التقنين:
 "منطقة زين العابدين، هل هي خارج نطاق التقنين، أم لم يشملها نقص الوقود"؟؟


 كهرباء ومازوت وشتاء بارد
 يتذمر أهالي العاصمة من الانقطاع المستمر لمياه الشرب، التي تنقطع لأيام متواصلة أحيانا، ما دفع الكثير منهم إلى شراء الماء غبر "صهاريج" كحل بديل للتغلب على النقص الحاد في المياه، جيث باتت الصهاريج التي تجوب شوارع العاصمة ظاهرة مألوفة لسكان المناطق والتي تبيع المياه بثمن مرتفع.
ويرجع"عدنان" سبب أزمة المياه إلى انقطاع الكهرباء، الذي أثر بدوره سلباً على توفير مياه الشرب، كون مضخات المياه تعمل على الطاقة الكهربائية.


فيما يترقب سكان دمشق قدوم فصل الشتاء، تضيق بهم السبل في كيفية التغلب على برد الشتاء، فمدافئ الكهرباء لا تفيدهم شيئا في ظل انقطاعها المستمر.


يقول سامي من سكان دمشق لـ "زمان الوصل"، بأنهم لا يعرفون كيف سيواجهون فصل الشتاء هذا، فلا يمكنه الاعتماد على مدافئ الكهرباء، ومادة المازوت والغاز هي بالنسبة له أصبحت "رفاهية" –حسب تعبيره- لا يقدرعلى التمتع بها، وهو من ذوي الدخل المحدود، سيما بعد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات بداية الشهر الماضي، حيث وصل ليتر المازوت الى 80 ليرة حسب التعرفة التموينية، التي لا تعدو "حبرا على ورق" -على حد وصفه- لكنه في السوق السوداء يصل الى 200 ليرة، ويضيف بأنه وبعد استنفاد كافة الخيارات السابقة، قرر شراء مدفأة حطب وهذه المرة الأولى التي تدخل بها منزله.

أبو عبد الله الحوراني -دمشق-زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (91)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي