أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"محمد بشير عرب" سوري يخافه المستبد و1095 يوما في سجون الأسد

محمد بشير عرب

اليوم تُطوى بصمت وهدوء ثلاث سنوات على غيابك، اليوم تكتمل الليلة الـ 1095 في عتمة الزنزانة، ربما تكون على قيد الحياة ولازالت بقايا روح بداخلك وربما لا، لكن سوف نبقى محكومين بالأمل.

بهذه الكلمات علقت شقيقة الطبيب محمد بشير عرب الذي أكمل عامه الثالث أمس في سجون نظام الأسد عبر صفحة التضامن معه والتي أنشأها أصدقاؤه بعد اعتقاله من قبل قوات الأمن مع اثنين من أصدقائه بتاريخ 1112011 بعد شهور من الملاحقة الأمنية.

ويعتبر عرب من أبرز دعاة نبذ العنف والمطالبة بالحقوق عبر الطرق السلمية والحوارية المتعقلة، حيث شارك في عدة اعتصامات ووقفات احتجاجية طلابية قبل انطلاق الثورة السورية في جامعة حلب، وسبق أن اعتقلته السلطات السورية عام 2004 على خلفية الدعوة لاعتصام طلابي احتجاجاً على فصل بعض زملائه، حيث قضى قرابة عام كامل في سجون النظام.

*سوري بامتياز 
يذكر المهندس كنان خوجة أحد المواقف التي تؤكد أن "عرب" كان سورياً أكثر من سجانيه، فكتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بُعيد اعتقاله: كنت في السنة الأخيرة في كلية الهندسة الزراعية بجامعة تشرين عندما صدر قانون إلغاء تعيين المهندسين بأثر رجعي يشملنا، فحاولنا التحضير لمظاهرة ولكن أغلب الزملاء اختاروا طريق المناشدة، فانسحبت من الموضوع وخرجوا بمسيرة تهتف بحياة بشار للقصر ومعهم عريضة، فخرج لهم أبو سليم دعبول وأغلظ لهم بالكلام وطردهم، ولكن هناك شاب حلبي لم ينسحب ونظّم اعتصاما بجامعة حلب، رغم أنه طالب طب وغير متضرر فاعتقل لحوالي السنة، ومن يومها أشعر أن له ديناً في رقبتي اليوم محمد عرب معتقل مجدداً يا حلب لا تتخلي عن ابنك النبيل، الحرية لمحمد عرب.

خمس سنوات خارج سجن عدرا ... وثلاثة أخرى بين أفرع الجوية وصيدنايا 
لقد "خسر" ضابط التحقيق ومسؤول السجن لأن تفاؤل قلبك لم يستسلم لتشاؤم العقل بعد، لم يربح ضابط التحقيق الذي أقر محمد بخسارته أمامه حين كتب مقالة بعنوان "خمس سنوات خارج سجن عدرا ... في الفارق بين (الداخل) و (الخارج)"، مشيراً إلى أن الخوف كان سجانه وقيده الذي حال بينه وبين عقله وإرادته، لكن الواقع اليوم يشير إلى أن محمد بشير عرب انتصر على خوفه وعلى سجانه وعلى ضابط التحقيق وعلى النظام الاستبدادي القمعي الذي يُصر على التحفظ على عرب ورفاقه الذين يحملون فكره وإصراره على المضي قدماً نحو الحرية.

لا مكان له ولأمثاله في "هدم" سوريا الجديدة
رغم أن رأس السلطة وخليفة حافظ الأسد كان قد أصدر منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه قبل حوالي أربع سنوات، عدة مراسيم "عفو" عن السجناء السياسيين ومعقتلي "الأحداث" إلا أن محمد بشير عرب لازال خلف القضبان، رغم أن العشرات وربما المئات من المعتقلين الذي كانوا يمكثون في سجن صيدنايا ذي السمعة السيئة شملتهم تلك المراسيم لكن الحقيقة ظهرت وأصبحت واضحة، فمحمد اليوم يمكث في صيدنايا .. ربما يكون اليوم في الزنزانة التي خرج منها "عمرو العبسي" الذي أصبح لاحقاً "والي" محافظة حلب لدى تنظيم "الدولة"، وربما ينام على السرير الذي كان ينام عليه أحد "قواد" التنظيمات الجهادية التي تقاتل في سوريا، أو بعبارة أدق"، تقتل سوريا.

هل المطلوب ممكن، وقبل ذلك هل النتيجة تستحق ثمنها؟
ثلاث سنوات ومحمد بعيد عن حضن والدته التي تكاد أن تفقد بصرها بعد أن خسرت إحدى عينيها من كثرة ما بكت وحيدها وفلذة كبدها، وأخته التي لازالت تلاحقنا بعبارات العتب والتوبيخ كلما ذكرنا شقيقها وكلما نسيناه "ولن ننساه"، ويبقى السؤال الذي يؤرّق الكثيرين من أصدقاء محمد المقربين ويحفزهم على "الطعن" بخاصرة الثورة التي حرمتهم منه .. لماذا لم يخرج محمد رغم المناشدات الكثيرة التي أصدرتها عدة منظمات حقوقية وخارجيات أجنبية وعشرات الصفقات التي نُفذت برعاية دولية ناهيكم عن مراسيم العفو الخلبية.

مازلنا بانتظارك للعودة إلى المسار السابق، حراك عام كان يبدو أنه يتهيأ للمسير للأمام، والأهم من كل ذلك أن ثلاث سنوات اعتقال حتماً تشكل قدراً كبيراً من الدفاعات النفسية التي يشكلها المعتقل للتكيف مع ظروفه، والتي تجعله ذئباً يخرج أنيابه عند أدنى تنبيه، وبالتالي يكون أكثر قدرة في العودة لطيرانه السابق.

زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (140)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي