أكد مصدر مقرب من شيخ قبيلة "الحْسنة" عبد العزيز طراد الملحم أن مجموعة خططت لاغتيال الملحم، حسب تحذيرات وصلته من المخابرات الجوية في مطار "الشعيرات" المجاور لمعقل القبيلة وشيخها "البيضة" (40 كم شرق حمص).
وبينما طلبت المخابرات من الشيخ المحسوب على نظام الأسد تشديد الحراسة والبقاء في منزله وعدم الذهاب إلى دمشق، أحاطت قوة عسكرية كبيرة بقريتي "البيضة" و"الرضيفات" المجاورة.
وأوضح المصدر أن الجوية طالبت الشيخ، الذي ورث مقعد والده في مجلس الشعب السوري حتى الآن، أن يسلمهم عددا من المتعاونين مع "الإرهابيين" في التخطيط لاغتياله، مؤكدا أن الشيخ لم يصدق ما تراه عيناه عندما عرضوا عليه أسماء المطلوبين، "لأن جميع المطلوبين هم من عشيرته وأقربهم له وأعرفهم بأسراره"، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الصراخ بين الملحم وضباط المخابرات، والكلام للمصدر.
وأضاف المصدر: في هذه الأثناء وصل الابن الأكبر للملحم "نواف" وهو رئيس لجنة المصالحة الوطنية ورئيس حزب "الشعب"، وبعد اطلاعه على الأسماء، كان أحد المتهمين موجودا، واعترف "المتهم" بعد التحقيق بأنه كان يبيع معلومات عن الشيخ وأبنائه لمهربي المازوت الذين يستخدمون طريقا يقع بين "البيضة" و"الرضيفات".
وأكد المصدر أن "المتهم" اعترف أيضا بأنه قبض مع مجموعته حوالي 15 مليون ليرة، كاشفا أن أحد أبناء الشيخ الملحم حاول، في ردة فعل على الاعترافات المذكورة، إطلاق النار على "المتهم" بالمسدس لولا أن منعه أبوه.
وانتهت المعمعة عندما طلب الشيخ عبد العزيز من أبناء قبيلته المغادره من منزله، حسب مصدرنا الذي كان من ضمنهم.
وأشار إلى أن الملحم وأبناءه امتنعوا عن تسليم أي شخص للمخابرات، كما أنهم لم يعاقبوا أحدا...لكنهم طلبوا من أحد المتهمين بالتخطيط للاغتيال مغادرة سوريا.
وكشف المصدر أن الشيخ عبد العزيز نفى في اليوم التالي أمام جمع من أبناء قبيلته في منزله، وجود أي مخطط لاغتياله، معتبرا أنها "فتنة"، ومطالبا "ربعه" أن لا يصدقوا المخابرات و"نحنا أولاد عم ومافيه أحد يستطيع أن يفرقنا وسكروا ع السالفه (أي أغلقوا الموضوع)".
وعزا مقربون تصرف الملحم إلى أن الأخير لو سلّم المطلوبين لأصبح في موقف محرج بين أبناء القبيلة والقرى المحيطة الذين يعتبرونه "حامي حمى المنطقة"، إضافة إلى احتمال تزايد النقمة عليه فيما لو سلم أحدا وأصابه مكروه في معتقلات المخابرات، الأمر الذي قد يفتح على الملحم أبوابا للثأر.
ويأتي ذلك بعد نحو 20 يوما من مقتل عضو "مجلس الشعب" في ريف حماه "وريس اليونس"، وحينها مرر إعلام النظام عبر قنواته المختلفة الخبر بصيغة واحدة مفادها "استشهاد عضو مجلس الشعب وريس اليونس جراء اعتداء إرهابي على طريق حماة السلمية"، رغم أن الحادثة وقعت في منطقة تسيطر عليها عصابات "مصيب سلامة"، المعروف بإجرامه، سيطرة مطلقة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية