لم يعد خافياً على أحد ضلوع النظام وأجهزته الأمنية في معظم عمليات الخطف وطلبات الفدية، لكنها المرة الأولى التي يختطف فيها أحد مغتربي السويداء العائد إلى سوريا من وسط مطار دمشق الدولي.
وفي التفاصيل فإن رجل الأعمال "سيطان عامر" من مدينة شهبا وصل إلى مطار دمشق الدولي عائداً من الإمارات، وبعد أن تأخرت أوراقه تساءل عن السبب وراء ذلك فأخبروه أنها إجراءات روتينية.
استمر انتظاره أكثر من ساعةٍ ونصف الساعة، حتى خرج إلى باب المطار برفقة صهره الذي أتى لاستقباله واصطحابه إلى السويداء، لكن هذا ما لم يتحقق نتيجة وصول سيارةٍ من دون لوحات، قطعت الحاجز أمام مدخل المطار وتوقفت أمام سيطان وصهره ونزل منها عدة أشخاص أوسعوه ضرباً له ولصهره وبصراخٍ حاد تساءل الصهر عن هويتهم ليخبروه مع الشتائم بأنهم مخابرات جوية.
تركوا الصهر يعود إلى منزله لكنهم أخذوا "سيطان"، وهو رجل الأعمال الموالي الذي علق في منزله صور بشار الأسد ووالده، وصفى شركته التجارية في الإمارات ليعود إلى سوريا، ظناً منه أنها ستكون نهايةً لتغريبته.
"ادفعوا لي الفدية فأنا أموت" هذا ما قالة في آخر اتصالٍ هاتفيٍ مع أهله، وأضاف "يوجد في الحساب سبعة ملايين ليرة اسحبوها وأرسلوها إلى الخاطفين ليطلقوا سراحي".
وفعلاً أخذ صهره المبلغ وذهب إلى الموعد المحدد من قبل الخاطفين الذين عرفوا عن أنفسهم بأنهم الدفاع الوطني في مدينة جرمانا، لكن الصهر أيضاً خطف هو الآخر، ليجد نفسه مرمياً بعد ثلاثة أيام مكبلاً ومغمض العينين، حيث أخذ الخاطفون المبلغ والسيارة، وتركوه.
الرواية حسب مصادر من مدينة شهبا، حيث انتشرت قصة سيطان كالنار في الهشيم، خاصةً وأن عائلة "عامر" من العائلات المعروفة في المدينة نصفها موالي للنظام ونصفها الآخر يعارضه، لكن سيطان من النصف الأول.
ويقول أحد الناشطين من شهبا أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها التي تحدث مع أبناء السويداء، فإن كان صحيح أن الدفاع الوطني في جرمانا مدعوماً بالأجهزة الأمنية وراء هذه الحادثة فهؤلاء لهم تاريخ منذ بداية الثورة في مثل هذه الحوادث، حيث السرقة والنهب والسلب والخطف، دون أي رادع.
ويضيف الناشط أن الشبيحة في جرمانا فتحوا شققاً وأقبية اعتقلوا فيها مئات الأشخاص لمجرد الشبهة أو لغاياتٍ شخصية، وداهموا المنازل وسرقوها، علاوةً عن دورهم في عمليات التعفيش في المناطق التي يقوم الجيش بدخولها، وتعدادهم بات يتجاوز الـ 700 شخص، بعضهم جاء من أسفل الهرم الاجتماعي.
لكن المثير للدهشة حسب الناشط أنهم تعدوا هذه المرة على شخص من أبناء السويداء وموالي، لكنهم على علمٍ بما يملكه من أموال.
وفي السيناريو الآخر أن تكون الأجهزة الأمنية بشكلٍ مستقل قد فعلت ذلك وهو الاحتمال الذي يرجحه الناشط فإن هذا أمر وارد وليس بجديد، ودليله على ذلك أن تأخر الأوراق في المطار يشير إلى أنها عملية تتعدى أفراد في الدفاع الوطني.
زينة الشوفي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية