أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هدنة "القدم والعسالي".. النظام يماطل لمكاسب أكبر والمهجرون ينتظرون العودة

دخول العائلات الى العسالي

وثّقت عدسات الناشطين أول أمس دخول عشرات العائلات إلى أحياء القدم والعسالي في جنوب العاصمة دمشق، في إطار تنفيذ بنود الهدنة التي تم التوافق عليها بين اللجنة المكلفة بالتفاوض عن هذين الحيين وقوات النظام مؤخرا.


وبينما يتوقع مهتمون استمرار دخول الأهالي تدريجيا إلى الحي على دفعات، مع الالتزام -إلى حد ما- بوقف إطلاق النار، قال رئيس لجنة المفاوضات مع النظام "أبو حمزة غنيم" لـ"زمان الوصل" إن التنفيذ الكامل لبنود الهدنة متوقف؛ بسبب مماطلة النظام ومحاولته تحقيق مكاسب أكبر في مفاوضاته الجارية، مقابل الرفض القاطع من قبل كتائب المعارضة تقديم أي تنازلات للنظام.


وحسب الناشط الإعلامي في حي العسالي "براء الدمشقي"، فإن قوات الأسد لم تلتزم بتنفيذ كامل بنود الاتفاق، ولا يزال ملف الأسرى والمعتقلين عالقا إلى الآن، دون فتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى الحي، يترافق هذا مع خروقات متكررة من قبل قوات الأسد بقصف الحي بين حين وآخر؛ رغم سماح النظام في وقت سابق بإدخال عشرات الأطنان، من المواد الغذائية إلى الحي عن طريق منظمة الهلال الأحمر السوري.


ونشرت اللجنة المكلفة بالتفاوض عن حيي "القدم والعسالي" في وقت سابق، تفاصيل البنود التي تم التوصل إليها مع قوات النظام، وتنص على عدة قضايا أهمها انسحاب قوات النظام من منطقة القدم الغربي، على أن يتولى أمرها عناصر من الجيش الحر، والسماح بعودة تدريجية لأهالي المنطقة، وإصلاح البنية التحتية، والسماح بإدخال المواد الغذائية، والإفراج عن المعتقلين؛ مقابل انسحاب عناصر الحر من محيط مجمع القدم الصناعي، وتسجيل أسماء نحو 80 مقاتلا منهم لدى النظام، لتتولى الحواجز المشتركة التي سيتم تشكيلها مع قوات النظام، الانتشار على مداخل الحي، حسب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 21 شهر آب -أغسطس الماضي.


ولا يزال تنفيذ هذه البنود يسير بخطى بطيئة، وإلى الآن لم يتحقق منها إلا الأمر اليسير، ويرى متابعون أن النظام يهدف من ذلك إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب على حساب كتائب المعارضة، فقد اشترط النظام دخول موظفين تابعين له إلى مجمع "السادكوب" و"معمل البذور"، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، بذريعة إعادة تأهيلها، الأمر الذي لقي رفضا من قبل كتائب المعارضة، معللين ذلك بشكهم في نية النظام محاولته الحصول على تنازلات تدريجية، لزرع عناصر له في قلب حي العسالي.


فيما يترقب المهجرون من أهالي هذه الأحياء، تنفيذ اتفاق الهدنة على أمل عودتهم المنشودة إلى بيوتهم، وانتهاء كابوس النزوح، رغم أن الدمار يسود أكثر من 80% من هذين الحيين، بسبب القصف والتدمير الممنهج الذي اتبعه النظام كسياسة للتعامل مع هذه المناطق، لما عرف عن حي العسالي والقدم من قوة عسكرية يمتلكها الجيش الحر، إضافة إلى موقعه الاستراتيجي الذي يمثل تهديدا مباشرا للنظام.

أبو عبد الله الحوراني –دمشق-زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي