لم تفلح كل رسائل "الطمأنة" التي يبثها إعلام النظام وصفحاته المؤيدة على مواقع التواصل حول الوضع في ريف حمص.. لم تفلح في منع شبح الخوف عن أن يخيم فوق رؤوس الموالين، الذين خلت لهم مدينة حمص –إلا قليلا- بعدما هجروا معظم سكانها الأصليين منها.
واختلط الرعب في نفوس المؤيدين داخل حمص بمزيح من السخرية الموجعة، التي وصفت ما يذيعه النظام مطار "تيفور" بالذات، بأنه مشابه أو مطابق لتلك الأخبار التي بقي مصرا على بثها عن مطار "الطبقة" من قبيل سقوطه بساعات، حتى بعيد سقوطه، قبل أن ينجلي كذبه عن "كارثة" في عيون مواليه، جسدها فقدانهم مئات الآباء والأبناء قتلى على أيدي تنظيم "الدولة" الذي اجتاح المطار.
وفي وقت كان الموالون في حمص يظنون أنهم أبعد ما يكونون عن الخطر، لاسيما بعدما "طهروا" أغلب أحياء المدينة من أهلها، بعدما دمر لهم النظام تلك الأحياء وأجلسهم على خرابها.. جاء تحرك تنظيم "الدولة" في ريف حمص، ابتداء من منطقة شاعر بما تحويه من محطات نفطية وغازية، وانتهاء بمطار "تيفور"، هذا المطار المرعب في ضخامته وقوة تحصينه، وحتى بموقعه القائم وسط بادية شبه مقفرة.
والحقيقية التي بات الموالون يدركونها أكثر من غيرهم لكنهم يحاولون إخفائها، هي أن تنظيم "الدولة" بات قادرا على الوصول إلى أي نقطة يريد، لاسيما بعد أن سيطر للمرة الثانية على حقل الشاعر، في مدة لاتتجاوز 4 أشهر، وبتكتيك مشابه للمرة الأولى، مخلفا خسائر فادحة في صفوف النظام خلال معركتي السيطرة الأولى والثانية، قد لاتقل عن 400 عنصر، ولكنها تبدو هينة كثيرا أمام الخسارة المعنوية، التي هزت بعنف كيان الموالين وأحدثت هوة لايمكن ردمها في جسر الثقة بينهم وبين جيشهم.
ومن هنا لم يعد غريبا على كثير من الموالين أن يجاهروا بتعليقات تبدي رعبهم من وصول التنظيم إلى حمص، وتظهر في الوقت نفسه استهزاءهم بقدرات جيشهم، وعدم اقتناعهم بما يروجه إعلامهم، مستخدمين عبارات تختلف في تعبيراتها، لكنها تدور في معظمها حول كلمة سر واحدة.. "مطار الطبقة".
ولم يعد مناصرو بشار في حمص يستبعدون أبدا أن ينضم "تيفور" إلى أخيه "الطبقة"، لاسيما أن رسائل "الطمأنة" التي يبثها إعلام النظام حول "تيفور"، تحوي نفس الكلمات المستخدمة سابقا في وصف مطار الطبقة، و قوته ومنعته واستحالة حتى الاقتراب منه، وهو ما جعل فئة عريضة من المؤيدين تؤمن أن ما ينشره النظام حول "تيفور" مجرد "إبر تخدير" لن تلبث أن تنتهي فعاليتها مع أول صورة من أرض المطار، وعندها سيعلو صراخ "المبنجين" مضاعفا، من ألم فقدان المسكّن وألم الجرح الغائر.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية