يزداد الوضع الأمني سوءاً جنوب دمشق عموماً وفي مخيم اليرموك بشكلٍ خاص، حيث شهد عدداً من عمليات الاغتيال طالت ناشطين ومقاتلين مجهولة الفاعل.
وقبل أيام حاولت مجموعة مجهولة اغتيال أحد عناصر "أكناف بيت المقدس" التي سبق وخسرت أربعة من عناصرها برصاصٍ خارجٍ من مسدس كاتم للصوت.
والكتائب المقاتلة ليست وحدها التي طالتها عمليات الاغتيال، حيث قضى أحد أعضاء المجلس المحلي في المخيم وهو أبو العبد خليل الملقب بـ "أبو العبد شمدين" بالطريقة ذاتها، كما اغتيل كل من "أحمد السهلي" والشاب "أبو عدي"، وعضو تجمع أبناء اليرموك "بهاء صقر".
أحد الناشطين داخل المخيم، فضل عدم ذكر اسمه، يشير إلى أن الفصائل خسرت عدداً من قادتها بسبب محاولات الاغتيال، ومنذ أيامٍ قليلة تم تفجير سيارة "أبو همام" أبرز قادة "أكناف بيت المقدس"، وهذا الوضع هو نتيجة للحالة الأمنية السيئة.
أما حول الفاعل، فيشير الناشط إلى أن الاتهامات الرئيسية والشكوك تدور حول النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" بدرجة أقل.
والعديد من أبناء المخيم الآن من الناشطين والمقاتلين مهددون بالاغتيال، وهو ما جعل كثيرين يتحفظون على التعليق على هذا الأمر.
لكن الناشط يطرح رأيه الشخصي بالإشارة إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" وراء معظم الاغتيالات وليس بالضرورة أن يكون المنفذ عناصر "الدولة الإسلامية"، لكن من الوارد أن يكون مرتزقة توظفه داعش بشكلٍ خاص لتنفيذ هذه المهات السرية بطبيعة الحال، وذلك عن طريق الإغراءات المالية العالية، فهي تحظى بدعم مالي كبير جداً.
وتروي أحد المصادر حادثة اغتيالٍ وقعت في المخيم " في صفوف أكناف بيت المقدس ولواء عبد الله بن مسعود" وحينها كان المتهم أحد عناصر تنظيم الدولة، حيث قامت "أكناف بيت المقدس" بإرسال مجموعة لاعتقاله ففتح النار عليهم، حيث قتل أحد الشبان حينها، الذي كان من ضمن المجموعة المخطط اغتيالها، ومن ثم تم قتل عنصر التنظيم المتهم.
ويبدو أن عمليات الاغتيال تجاوزت حدود مخيم اليرموك، لتصل إلى مناطق أخرى جنوب دمشق، حيث يشير الناشط إلى أنها بدأت في "ببيلا" و"بيت سحم" و"يلدا" والتي يعتبر وضعها الأمني جيد مقارنةً بباقي المناطق باستثناء بعض الحوادث يلي جرت مؤخراً، ولأن هذه البلدات مهادنة، وفيها طريق مفتوح مع النظام، فمن الممكن أن دخول عناصره لتنفيذ عمليات الاغتيال ومن ثم الخروج.
لكن الناشط ورغم أنه لا يغفل دور النظام وأصابعه الخفية في نشر الفوضى في المنطقة، إلا أنه يرجح اتهام "الدولة الإسلامية" في عمليات الاغتيال. ويقول: صحيح أن النظام عدونا الأول خارج مناطقنا، لكن أيضاً من غير الممكن أن نعمي أبصارنا عن التنظيم وهو العدو الرئيسي للثورة داخل المنطقة المحاصرة.
وعن غاية التنظيم من تنفيذ مثل هذه العمليات يشير الناشط إلى أن هناك عدة أسباب وراء ذلك، أولاً هو التخلص من ناشطين لأن التنظيم يحسب ألف حساب للناشطين، أكثر بكثير مما يحسب للقيادات العسكرية، وسبق أن وصلت تهديدات منهم أكتر من مرة.
أما الهدف الثاني وفق الناشط فيتمثل في التخلص من قيادات عسكرية مع خلط الأوراق، لإيقاع الفتنة بين الفصائل، وممكن أن تكون هناك شخصيات مستهدفة ليس لها مشاكل مع التنظيم، فقط لإبعاد الشبهات.
ويلتقي الناشطون عند فكرة أن الفوضى في مخيم اليرموك بشكلٍ خاص وجنوبي دمشق عموماً وعدم اتفاق الفصائل وتعاونها هو السبب االرئيسي في وصول الأمور إلى هذا الحد، واستمرار عمليات الاغتيال المقيدة ضد مجهول.
زينة الشوفي - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية