لم يعد "تكريم" بشار الأسد لمن يدافعون عنه خافيا على أحد من مؤيديه، لاسيما إن كانوا من الدرجة الثانية أو الثالثة.. فنماذج هذا "التكريم" ماثلة للعيان ومنتشرة في عموم مناطق سوريا، بين أسير منسي، ومصاب مهمل، وفقير حال لايؤبه له ولو مات جوعا، علما أن عائلات هؤلاء جميعا قدمت ما لايحصى من قتلى على مذبح "سيد الوطن".
أحمد الخضور وأخوه أسعد، نموذجان لايمكن لموال أن ينكرهما، ولا أن يدعي أن "العصابات الإرهابية" هي من تسبب بما يعانيانه من بؤس وشقاء وألم مضاعف.. ألم بسبب الإصابات البليغة، وألم آخر أشد بسبب جحود النظام وتنكره لأبسط ما يحتاجان.
"الأخوان خضور" ابنا سلحب بريف حماة، هذه المدينة التي قدمت ولا تزال تقدم لبشار أبناءها بالمئات.. لكل منهما قصة، وأي قصة، فـ"أحمد" يعيش في حالة "لاحي فيرجى ولا ميت فينعى"، جراء أصابة في رأسه، شلت تقريبا أطرافه العلوية والسفلية، وعطلت ذاكرته، إلى درجة لم يعد معها قادرا على تذكر فلذة كبده الوحيد.
رأس "أحمد" المهشم، يحتاج إلى عملية ترميم، وتركيب صفيحة فيه، ولكن يبدو أن الترميم يحتاج قرارا والقرار عند بشار، وبشار.. إلى آخر حكاية الدجاجة والقمحة والطاحون، التي يعرفها معظم السوريين.
حتى الكرسي المتحرك حلم لم يتحقق لـ"أحمد"، بل إن أهله الغارقين في الفقر يتكفلون بثمن "الحفائض" التي توضع تحت ابنهم وبأجرة المعالجة الفيزيائية اللازمة كل حين، حتى لايتيبس جسده الذي قاتل في سبيل بشار حتى الرمق الأخير.
والأدهى أن حالة "أحمد" ليست جديدة، فقد مضى على إصابته سنة و3 أشهر تقريبا، وهي فترة كافية ليسمع بها رئيسه، الذي قضت قوانينه بوقف راتب "أحمد" منذ لحظة إصابته؛ لينطبق عليه المثل القائل "موتة وعصة قبر".
أما مصيبة "عمار" فتهون أمام مصيبة أخيه "أحمد"، فكل ما فقده هذا المقاتل رجل بترت في سبيل بشار!، وكل ما يحتاجه طرف صناعي يعوضه عما فقد، ولكن الشخص الذي يرجوه "عمار" ليس سوى الشخص الذي رجاه من قبل شقيقه "أحمد"، دون أن يشم من رجال النظام رائحة مساعدة، حتى ولو من باب "صورني وأنا أزور أحد أبطال الجيش العقائدي"!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية