أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقرير: نظام الأسد صعّد هجماته ضد السوريين مستغلا انشغال العالم بالحرب على "الدولة"

صورة مقاتلتين حربيتين، نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا عن الحملة العسكرية التي تقودها قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" والتي بدأت بتاريخ 23/ أيلول/سبتمبر/2014 حيث شنت قوات التحالف عدداً من الغارات الجوية على مواقع في محافظة الرقة، استهدفت مبنى المحافظة، ومعسكر الطلائع، ومبنى فرع أمن الدولة، إضافة إلى غارات على مطار الطبقة العسكري ومدينة "تل أبيض" واللواء 93 في بلدة "عين عيسى".


وقالت الشبكة في تقريرها، الذي اطلعت "زمان الوصل" عليه، إن التحالف شن غارات على محافظة دير الزور، استهدفت مدينة "البوكمال" على الحدود العراقية شرق البلاد، إضافة إلى بعض مواقع لـ"جبهة النصرة" في ريف حلب الشمالي، كما ويوثق التقرير مقتل 24 مدنياً كحصيلة عامة للضحايا المدنيين لتلك الغارات.


وذكر التقرير أن تنظيم "الدولة" أخلى معظم مقراته الرئيسة في محافظة الرقة ومحافظة ديرالزور بعد الغارات مباشرة، ثم قام بعمليات إعادة نشر وتوزيع لمقاتليه، وعمل على اتخاذ مقرات جديدة بين المباني السكنية للمدنيين، ونشر حواجز عسكرية بالقرب من تلك المقرات.


وأشار التقرير إلى أن غارات قوات التحالف لم تحقق على المدى القصير على الأقل شيئاً ملموساً، باستثناء النجاح النسبي في مدينة "عين العرب"، وعلى الرغم من أن الضربات الجوية كانت دقيقة ومركزة على أهداف عسكرية محددة لكن يبدو أنها غير كافية، لأنها تفتقر إلى التنسيق مع الجهود المحلية الحقيقية على الأرض، ولاتقدم المساعدات الإنسانية الأساسية للمدنيين النازحين الذين هربوا من مناطق سيطرة التنظيم عند بدء الضربات الجوية، إن الحرب على تنظيم "الدولة" تسيطر فقط بمنظور عسكري بعيداً عن المنظور الحقوقي والإنساني.


وأضاف التقرير أن نظام الأسد استغل انشغال صناع القرار والإعلام الدولي بالحرب على التنظيم، فصعّد بشكل رهيب هجماته ضد الشعب السوري منذ بدء العمليات العسكرية في 23/أيلول/سبتمبر، واستخدم ثلاث مرات غازات سامة، مرتين في حي جوبر بدمشق، وواحدة في مدينة حرستا بريف دمشق، وقد وثقنا استهداف مدرستين ومشفيين وسوقين وثلاثة مساجد، وقتلت قواته ما لايقل عن 1447 مدنياً بينهم 138 طفلاً و103 نساء في عموم المحافظات السورية.


ويؤكد التقرير عدم قدرة أي جهة على تحديد أعداد الضحايا الذين يُقتلون من تنظيم "الدولة"، لأن التنظيم لا يعلن عن ذلك عبر صفحات التواصل الاجتماعي المحسوبة عليه، ولاحتى داخل المنتديات الجهادية، ولم تنشر أي جهة أسماء القتلى أو صورهم، وتبقى جميع تلك الإحصائيات مجرد أرقام بعيدة حتى عن أساليب التوثيق التقديري، وذلك لعدم وجود أدنى مؤشرات يمكن حتى الاعتماد عليها في إصدار تلك الإحصائيات، لعدم توفر أي اسم أو صورة أوفيديو مما يُفقدها ألف باء عمليات التوثيق، وهي عادة ما تستخدم في البربوغاندا الإعلامية من أجل تحقيق مصالح سياسية ومادية، واكتساب شهرة إعلامية.


 * إرهاب بعيد عن أهداف التحالف
 واعتبرت الشبكة السورية من خلال تقريرها أن استهداف قوات التحالف للتنظيم المتطرف وحده، وترك تنظيمات وميليشيات متطرفة شيعية موالية لنظام الأسد ارتكبت مجازر تطهير اثني في قرى حلب، وفي ريف دمشق، وريف حمص، تفوق في إجرامها تنظيم "الدولة"، أرسل رسالة خاطئة إلى بعض أبناء الشعب السوري، ودفع العديد من أبناء دير الزور والحسكة إلى الانضمام إلى صفوف التنظيم، رغم أن البعض من هؤلاء كان يواجهه قبل ذلك.


وأضاف فضل عبد الغني رئيس الشبكة: "لقد قتل التنظيم العديد من المدنيين الأبرياء ومارس سياسات بالغة في الوحشية، لكن النظام قتل من المدنيين أكثر بمئة وخمسين ضعفاً مما قتله التنظيم المتطرف".
وأضاف:"إن تنظيم داعش هو النتيجة الطبيعية لصمت المجتمع الدولي عن الجرائم بحق الإنسانية التي مارسها النظام السوري ومايزال يمارسها حتى اللحظة".


ووثق التقرير 4 حوادث تسببت فيها غارات قوات التحالف بمقتل ما لايقل عن 24 مدنياً بينهم 6 أطفال و6 سيدات، الحادثة الأولى كانت بتاريخ الثلاثاء 23/ أيلول-سبتمبر الماضي، حيث تم استهداف 4 مداجن قيل إنها مقرات لتنظيم "جبهة النصرة"، اثنتان منها قيل إنها مقرات للسلاح والذخائر وتسبب ذلك بمقتل 12 مدنياً بينهم 5 أطفال و5 سيدات.


أما الحادثة الثانية، حسب التقرير- فكانت يوم الأحد 28/ أيلول/سبتمبر، حيث استهدف طيران التحالف معملاً صغيراً لإنتاج البلاستيك في الرقة، وقتل نتيجة ذلك صاحب المعمل ولم تظهر التحقيقات وجود تجمع أو مقر عسكري لتنظيم "الدولة" بالقرب من المعمل قبل أو أثناء الهجوم.


 *ضرب منابع النفط
 وتكشف الشبكة أن الحادثة الثالثة كانت يوم الخميس 16/تشرين الأول/ أكتوبر قصف طيران التحالف تجمعاً لتجار النفط حول مجموعة آبار نفط في محيط قرية "كبيبة" جنوب الحسكة بريف مدينة "الشدادي"، والتي تقع تحت سيطرة ونفوذ تنظيم الدولة"، ويوجد عادة قربها بعض أفراد التنظيم مع بعض التجهيزات العسكرية المتوسطة لحمايتها، فيما يشرف على تشغليها وإدارتها فعلياً مدنيون وقد تسبب ذلك بمقتل 5 مدنيين بينهم طفل كان مع والده في الموقع، إضافة إلى اشتعال النيران في العديد من الآليات والسيارات التي تعود ملكية معظمها للتنظيم.


أما الحادثة الأخيرة، فكانت يوم الجمعة بتاريخ 17/تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث قصف طيران التحالف الدولي ريف دير الزور وتحديداً محطة البنزين التابعة لبئر نفط (الكوندستات) الواقع بل لقرب من بلدة "خشام"، حقل النفط يتبع لمعمل غاز كونيكو، تسبب القصف في احتراق عدد من الصهاريج وقد أدت الغارة إلى مقتل 3 مدنيين يعملون في تجارة بيع النفط، كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إصابة قرابة 11 شخصاً بينهم حالات خطيرة، ومازال 6 أشخاص في عداد المفقودين، وفي اليوم ذاته من مساء الجمعة، نفذ طيران التحالف غارة جوية على مصفاة نفط قرب بلدة الجرذي بريف دير الزور الشرقي تتبع ملكيتها لأحد المدنيين، ما أدى إلى مقتل مدني واحد.


كما يستعرض التقرير 4 مناطق ومنشآت استهدفتها غارات قوات التحالف أولها محطة مياه "جرابلس" يوم الخميس 2/ تشرين الأول/أكتوبر، حيث تم قصفها بثلاثة صواريخ، ما أدى إلى تدمير جزئي للمحطة، وهذا بدوره تسبب في قطع المياه بشكل كامل عن 15 قرية، ويوم الإثنين 29/ أيلول/سبتمبر استهدف طيران التحالف الدولي بثلاث غارات منطقة صوامع ومطاحن الحبوب في منبج بريف حلب لم تتسبب تلك الغارات بأضرار بالغة، إلا أنها شكلت خطورة على ما يقارب 120 ألف طن من القمح المخزنة في هذه الصوامع، والتي تأتي في المرتبة الثانية من ناحية الحجم في محافظة حلب بعد صوامع خان طومان، في نفس اليوم تعرضت البوابة الرئيسة لمنشأة غاز "كونيكو" في ريف دير الزور لقصف من قبل طيران التحالف الدولي، حيث أثبتت التحقيقات التي أجرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان وجود حاجز تفتيش لتنظيم "الدولة"، هذا وقد تعرضت حقول ومصافي النفط في محافظة دير الزور للعديد من الغارات ففي يوم الثلاثاء 23/أيلول/سبتمبر، قصفت قوات التحالف بلدة "التبني" الواقعة في ريف دير الزور الغربي، استهدفت منجماً للملح، وسقط هناك عدد من الضحايا، وأظهرت التحريات الجديدة للشبكة السورية لحقوق الإنسان أنهم جميعاً مقاتلون تابعون لتنظيم "الدولة"، وليسوا مدنيين.


وأوضح التقرير أن على قوات التحالف الدولي احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي العرفي، وبالتالي، فإن دول التحالف تتحمل مسؤولية الانتهاكات التي تقع منذ بدء الهجمات والتي تم رصد بعضها، ويجب أن تتحمل كافة التبعات المترتبة عن هذه الانتهاكات، وتحاول بأقصى ما يمكن تجنب تكرارها.
كما أكد على ضرورة إيجاد السبل البديلة لإغاثة الأهالي في المناطق التي تعرضت للقصف وتخفيف التبعات الاقتصادية عنهم واقترح إنشاء منطقة آمنة، وتشييد عدد من المخيمات داخلها يخفف الكثير من معاناة النازحين في الداخل.


وأخيرا طالب التقرير بحماية المدنيين من توحش نظام الأسد والميليشيات المتطرفة المتحالفة معه، وفرض حظر جوي على الطائرات التي تلقي عشرات البراميل المتفجيرة يومياً، وذلك بالتوازي مع حماية المدنيين في سوريا من توحش تنظيم "الدولة".

زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي