أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تنظيم "الدولة" يرد على تخبط الإعلام الغربي برسالة "من داخل عين الإسلام كوباني"

"من داخل عين الإسلام كوباني" عنوان لشريط فيديو حذفه موقع "يوتيوب" بعد أن حقق نصف مليون مشاهدة خلال ساعتين، ويظهر فيه صحفي أمريكي أسير لدى تنظيم "الدولة"، وهو يشرح ما يجري في عين العرب (كوباني)، من وجهة نظر التنظيم، ويكشف حقيقة المعلومات الغربية التي تروّج لهزيمة "الدولة"، ومقتل المئات من عناصرها، وتظهر في بداية الشريط لقطة من الجو لـ"كوباني" من "طائرة مسيرة" لجيش "الدولة"، وسط أصوات لإطلاق نار شديد، ثم يبدو الصحفي البريطاني "جون كانتلي" الذي يعرّف بنفسه بداية، مؤكداً أنه يتحدث لمتابعيه من مدينة "كوباني" على الحدود التركية، حيث تبدو تركيا خلفه تماماً، واصفاً هذه المنطقة بـ"المربع الأمني" للـ"بي كي كي"، ومشيراً إلى أنها الآن "تحت سيطرة الدولة الإسلامية بالكامل"، وأن المجاهدين ورغم الضربات الجوية المستمرة التي كلفت حتى الآن ما مجموعه نصف مليار دولار دخلوا إلى قلب المدينة وهم "يسيطرون على القطاعين الشرقي والجنوبي" -كما قال- وهنا يظهر عدد من جنود التنظيم، وهم يسيرون خلف بعضهم في أحد شوارع "كوباني" ومنهم من يرتدي اللباس الأفغاني المعروف.

ويسخر "كانتلي" من الإعلام الغربي الذي لا يرى أي صحفي منه هنا، ومع ذلك يصر هذا الإعلام أن الدولة الإسلامية تتراجع، وينظر "كانتلي" يمنة ويسرة بشكل ساخر، ثم يتابع قائلاً: "مئات من جنود "الدولة" قُتلوا بالضربات الجوية خلال الـ 48 ساعة الأخيرة"، هذا ما قالته صحيفة "آي بي تايمز" في 16/تشرين الأول/ أكتوبر.

أما المسؤول في البنتاغون"جون كيربي" فيقول:"نعلم أننا قتلنا مئات منهم "، وأن"الدولة الإسلامية تنسحب من مدينة كوباني" كما قالت الـ "بي بي سي" في 17 تشرين الأول أكتوبر، في حين قال "باتريك كولبورن" في صحيفة "إنديبند نت" بأنه "على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها "الدولة"، غير أنها ما تزال تهاجم المدينة" ويسوق "كاونتلي" ما قاله مستشار الأمن الأمريكي" توني بلينكن" في 10/تشرين الأول/ أكتوبر من أنه "سيكون صعباً منع "الدولة" من أخذ المدينة عن طريق القوة الجوية فقط"، وفي حين يرى"جون كيري" أن "المجاهدين لا ينسحبون من المدينة"، فإنه يعتبر "كوباني" مثالاً مرعباً على عدم رغبة الناس في مساعدة من يقاتل الدولة الإسلامية".

والمهم في الموضوع كما يقول "كانتلي" أن "كوباني" لم يعد فيها أحد إلا المجاهدين" نافياً وجود عناصر من (ybG أو PKK) أوالبيشمركة الكردية على مدى النظر وحتى آخر الحدود التركية، "فقط عدد كبير من مجاهدي الدولة الإسلامية وهم بكل تأكيد ليسوا في حالة هزيمة".

ووسط مشاهد من دمار البيوت التي طالها الطيران الأمريكي وطيران التحالف نفى الصحفي الأمريكي الأسير وجود أي صحفي في عين العرب (كوباني)، بسبب عدم وجود ممرات آمنة، ولذلك -كما يقول- فـ"الإعلام يأخذ معلوماته من القادة الكرد والمسؤولين الإعلاميين للبيت الأبيض"، وكل هؤلاء ليس لديهم أي نية لقول الحقيقة، في ما يجري هنا على الأرض"، ويشرح "كاونتلي":"إن الضربات الجوية منعت بعض المجموعات من المجاهدين من استخدام دباباتهم وأسلحتهم الثقيلة، كما كانوا يخططون، ولذلك فهم يدخلون المدينة ويستخدمون الأسلحة الخفيفة لينتقلوا من بيت إلى بيت".


ويتابع كانتلي:"الأمريكيون متحمسون لـ"كوباني" لتكون رمزاً، رمزاً للنصر لدول التحالف التي تتعاون من أجل هزيمة "الدولة"، مضيفاً أن "الأمريكيين والمجاهدين أيضاً يعلمون بأنه على الرغم من كل القوة الجوية، مع كل جنود الوكالة على الأرض، فهذا ليس كافياً لهزيمة "الدولة" هنا في "كوباني" أو أي مكان آخر".

وألمح "جون كانتلي" -على سبيل المفارقة- إلى أن "كوباني يجري تعزيزها الآن بالأكراد العراقيين القادمين عبر تركيا، بينما يُعزز المجاهدون بالعتاد من القوات الجوية الأمريكية الميؤوس منها الذين أنزلوا بالمظليات شحنتين من الأسلحة والذخائر مباشرة إلى أيدي المجاهدين"، ولكن المعركة للسيطرة على "كوباني"–حسب قوله- "أوشكت على النهاية، والمجاهدون الآن يمشطون من شارع إلى شارع ومن بناية إلى بناية".

ويضيف وهو يشير إلى الخلف: "تستطيعون أن تسمعوا أحياناً أصوات إطلاق نار متقطعة كنتيجة لهذه العمليات. ولكن المعركة انتهت وليس كما يحاول الإعلام الغربي إيهامه بأنها لازالت قائمة.

ويلمح الصحفي الأسير الذي أصبح أشبه بـ"ناطق رسمي لتنظيم الدولة" إلى أن 200 ألف من سكان "كوباني" نزحوا بسبب وصول القتال إلى هنا "ويخاطب مشاهديه: "تستطيعون أن تروا مخيمات اللاجئين خلف كتفي الأيمن هناك في تركيا، حيث يتواجد السكان الآن".

ويُظهر الفيديو عشرات الخيم المصطفة على تلة قريبة من مكان التصوير، وفي ختام الشريط يمرّر الأسير لدى تنظيم "الدولة" رسالة تحذير حول حرب المدن التي تُعد -كما يقول- من أشد أنواع الحروب وأكثرها تعقيداً وهي من اختصاص المجاهدين.
فارس الرفاعي–زمان الوصل

زمان الوصل
(233)    هل أعجبتك المقالة (220)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي