أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد زيارتها ريف حلب المحرر.. شتائم وانتقادات "يسارية" تطول الفنانة الفلسطينية "ريم بنا"

ريم بنا

زارت الفنانة الفلسطينية "ريم بنا" مخيمات النازحين بريف حلب في سوريا ومنها "مخيم أعزاز"، بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني وبمناسبة الاحتفال بعيده الـ 90 وبعد عودتها كتبت على صفحتها الشخصية في"فيسبوك" منشوراً قالت فيه: "اكتشفت أنّ الواقع في سوريا بحال وما يتم تداوله على "فيسبوك" بحال آخر، فمعظمه لا يمُت بصلة إلى الواقع، بل فيه الكثير من الكذب والتخويف والتخوين"وأضافت:"لم أرَ سلفيًّا ولا من القاعدة ولا من جبهة النصرة ولا حتى مظاهر مسلحين".


وأردفت:"لم أدخل بحجاب أو غطاء رأس، ولم يُشعرني أحد لا بخوف أو قلق كما يتداولون هنا، وإن حدثت تجاوزات، تكون فردية، لكن لا يمكن تعميمها على كل سوريا".


هذه الآراء الجريئة اعتبرها البعض غريبة وصادمة من مثقفة يسارية، وقوبلت بردود فعل متباينة وجدلاً بين متصفحي "فيسبوك"، بين مؤيد ومعارض كل حسب مواقفه مما يجري في سوريا، وجعل بعض رواد "فيسبوك" من مهاجمة "بنا" وسيلة لتصفية الحسابات مع الثورة السورية، وإطلاق الشتائم بحق فنانة يسارية لمجرد أنها قالت رأيها بحرية وصراحة، رغم أنها كانت تمثل بالنسبة لهم ولأمثالهم رمزاً للفن الملتزم والتغني بالمقاومة والتصدي، وقادت حملة التشويه بحق البنا مواطنتها "ملاك خالد"، وهي بالمناسبة ابن شقيق "ليلى خالد" الفلسطينية التي كانت تخطف طائرات لحساب الجبهة الشعبية في السبعينات من القرن الماضي، واتُهمت بالإرهاب من أغلب دول العالم، ولم توفر "ملاك خالد" على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" حتى الحزب الشيوعي الذي نظّم زيارة الفنانين العرب إلى ريف حلب، ورأت أن حزب الشهداء كما تسميه "تحول إلى مسخرة المساخر وبوابة للتطبيع والقرف". وأضافت في مكان آخر "الحق مش ع الكذابين اللي متلها -تقصد ريم البنا- بل الحق ع حزب الناس اللي خرّف، وعم يستضيف هالنماذج المقيتة باسم الفن".

وأضافت خالد: "بالعيد التسعين لتأسيس هالحزب: إكرام الميت دفنه، وهالحزب ماتت روحه والسنديانة الحمرا للأسف قطعها اللي تفيو فيها من زمان كتير".

وعلق فراس محادين بسخرية "يسار رقّصني يا جدع" فعقبت ملاك خالد بحدة: "هي فشرت تكون يسار أساساً، واللي اليوم بالحزب لازم يراجعوا حالهم وإلا هني خونة مع سبق الإصرار والتصميم...يا حيف بس ع الشهداء اللي دمهم من القبور عم يصرخ خلص".

أما Arafat Barghouthi فرأى أن "ريم بنا تحاول أن تكبر على مواجع الشعوب العربية باستغلالها عاطفة الجماهير، ولكن الكارثة –كما قال- بوجود هذه الهياكل التي تدعي يساريتها من الأحزاب الطفيلية التي تعيش على شعارات وتاريخ بطولي تخلت عنه".

وأطلقت Nahla M Ali ألفاظاً نابية نالت من شرف "ريم البنا" قائلة: "شكلها جاهدت جهاد نكاح وسببلها حول بالنظر وما عادت شافت شي" واعتبرت Z Dora Marie أن "الحزب الشيوعي عمل غلطة كبيره بدعوتها" وأضافت بتهكم:" إنما ما صرنا داعش لو سمحتوا".

 "زمان الوصل" استقرأت رأي المؤلف الموسيقي اللبناني "خالد صبيح" الذي أشار إلى أن "من يقف وراء هذه الحملة على الفنانة ريم بنا ما هو إلا فكر مناصر للاستبداد بشكل مباشر أو غير مباشر، بدعوى أن هذه الأنظمة مقاومة أو ممانعة".

وأضاف صبيح:"هذا الفكر يشعر بالذعر حين يقف أي موسيقي أو فنان أو كاتب مع الثورة السورية، ويبيّن أن قوامها الأساسي شعب ثائر وجماعات وطنية معتدلة سواء كانت إسلامية أم مدنية.

وتابع الموسيقي اللبناني: "مثل هذه الزيارة والكلام الذي كتبته ريم إنصافاً للثورة السورية يناقض الصورة التي يرغبون تعميمها على الرأي العام وهي أن هذه الثورة منذ لحظاتها الأولى قامت بها مجموعات متشددة على شاكلة تنظيم الدولة وأخواتها".

وأردف الفنان صبيح قائلاً: "أنا لم أعرف أن ريم البنا زارت سوريا إلا من خلال التعليقات الهجومية التي قرأتها.. ولو أن ريم البنا أو غيرها غنّت في دمشق على بعد مئات الأمتار حيث يقبع آلاف نشطاء الحرية، مثل "مازن درويش" وغيره في أقبية التعذيب والتغييب لما وجد هؤلاء الناس في ذلك ضيراً، ولكن أن تزور منطقة خاضعة للمعارضة المسلحة المعتدلة التي تقاتل الاستبداد من جهة والتشدّد باسم الدين من جهة ثانية، فهذا جرم لا يغفر لها عندهم".

وحول النظرة التي تؤخذ على اليساريين من أنهم أتخذوا موقفاً سلبياً من الثورة السورية على عكس ما كان متوقعاً منهم، وما تفسيره لهذا الأمر، يقول المؤلف الموسيقي صبيح: "أعتقد أن التقسيمات القديمة، من يساريين وإسلاميين وقوميين وغير ذلك، تلاشت مع العهد الجديد الذي تعيشه منطقتنا" ويضيف:"بتنا نرى اليوم إسلاميين مناصرين للاستبداد، وإسلاميين معارضين له، ويساريين مناصرين للاستبداد وعالقين في بعض الشعوذات الفكرية والكتب البالية، ويساريين في طلائع مقاومة الاستبداد".

ويستطرد صبيح: هذا يذكرنا بالصحفي الكبير الراحل "سمير قصير" الذي كان من أوائل من ناصبوا هذه الأنظمة العداء واغتيل ثمناً لذلك في العام 2005 وهو صاحب مقولة "إن ربيع العرب حين يزهر في بيروت إنما يعلن أوان الياسمين في دمشق"، وهذا الكلام ذو النظرة الثاقبة كان في العام 2005 أي قبل ثورات الربيع العربي بسنوات.

ويستدرك صبيح:"نحن أمام قسمة جديدة في العالم العربي: طلاب الحرية والتنوّع من إسلاميين ويساريين وغير ذلك، وأنصار الاستبداد والركون إلى الظلم من إسلاميين ويساريين وغير ذلك".

و"ريم بنا" مغنية وملحنة فلسطينية وُلدت عام 1966 في مدينة الناصرة. درست الموسيقى والغناء في (المعهد العالي للموسيقى) في موسكو، وتخرجت عام 1991 أصيبت بمرض سرطان الثدي منذ سنوات وشفيت منه. لها عدة ألبومات موسيقية يطغى عليها الطابع الوطني، ولها أيضاً العديد من المشاركات في احتفاليّات ونشاطات عالمية لنصرة حقوق الإنسان، غنت قصائد لكبار الشعراء العرب، وأصدرت منذ 4 أشهر ألبومها الأخير "تجليّات الوجد والثورة"، الذي احتوى على 12 أغنية، ست منها أغانٍ صوفية وهي قصائد لـ"رابعة العدوية" و"ابن الفارض" و"الحلاج" و"ابن عربي" أما بقية الأغاني فهي قصائد لشعراء عرب معاصرين من بينهم "محمود درويش" و"راشد حســين" و"بدر شاكر السيّاب".

وتعد زيارتها إلى الداخل السوري هي الأولى لفنان عربي منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

فارس الرفاعي –زمان الوصل
(165)    هل أعجبتك المقالة (195)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي