أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام يهدد باجتياح "بيت سحم" خارقا الهدنة، والحر يرد.. "نحن جاهزون"

بعض الجيش الحر في بيت سحم - نشطاء

أفادت مصادر خاصة لـ"زمان الوصل" في بلدة "بيت سحم" بريف دمشق الجنوبي بأن النظام وجه رسالة تهديد إلى البلدة تفيد بضرورة الالتزام بتنفيذ كافة البنود التي أبرمت في اتفاقية "الهدنة" والتي وقعها الوفد المفاوض من البلدة مع النظام في أواخر شهر آب/ أغسطس الماضي، مع النظام باشتراك بلدات (بيت سحم وببيلا ويلدا)، مقابل فتح ممر إنساني يسمح من خلاله النظام بإدخال مواد غذائية إلى البلدات المذكورة.

وجاء هذا التهديد بعد لقاء عقد في دمشق الأسبوع الفائت ضم طرفي التفاوض بحضور عدد من كبار ضباط النظام، وهو ما رد عليه عدد من قيادات الجيش الحر بالرفض القاطع وبأن مقاتليهم على أهبة الاستعداد للحرب.

يقول مدير تنسيقية "بيت سحم" أبو حسن الغوطاني لـ"زمان الوصل" إن النظام أمهل الوفد المكلف بالتفاوض عن بلدة "بيت سحم" مهلة زمنية محددة تفيد بضرورة قيام قيادات الجيش الحر المرابطين هناك بمصالحات مع النظام وتشكيل "جيش دفاع وطني" منهم، إضافة إلى تسليم المنشقين ورفع علم النظام فوق المباني الحكومية بعد تفعيلها.

ولوّح النظام بالاجتياح البري للبلدة في حال الامتناع عن تنفيذ الأمر الذي أثار موجة صخب واسعة في جنوب العاصمة، وتباينت الرؤى والتحليلات والتي يرى فيها "الغوطاني" –في حال تحققت مطالب النظام- مشروع خيانة للثورة ولدماء الشهداء حسب وصفه.

*من بيده المفتاح
تفيد المعلومات الواردة من بلدة "بيت سحم" بأن النظام قام مؤخرا بتحريك عدد من الآليات الثقيلة باتجاه جبهة "بيت سحم" المهادنة كنوع من الضغط العسكري على البلدة، ترافق هذا مع قيام مجموعات من الجيش الحر مؤخرا بتفجير عدد من المباني في الجبهة الجنوبية للبلدة المطلة على منطقة السيدة زينب، والتي كان يتحصن بداخلها عدد من مقاتلي الميليشيات الشيعية حيث أوقعت هذه العملية عددا منهم بين قتيل وجريح؛ الأمر الذي اتخذ منه النظام ذريعة معتبرا إياها خطوة استفزازية.

وسارع النظام بإبلاغ الوفد الموقع على الهدنة بضرورة تطبيق كل البنود الواردة في هذه الاتفاقية وعلى رأسها تشكيل وفد عسكري من قيادات الحر هناك للتفاوض مع النظام والقيام "بتسوية أوضاعهم"، تمهيدا لتشكيل "جيش وطني" حسب ما تم تسميته إضافة إلى "تسوية" أوضاع كافة مقاتلي المعارضة الموجودين في البلدة عبر تسجيل أسمائهم وأرقام أسلحتهم وعددها ورفع أعلام النظام فوق مؤسسات الدولة والتعهد بعدم الاعتداء على النظام أو قواه العسكرية المنتشرة على أطراف البلدة..الأمر الذي أثار استياء عارما من قبل ناشطين وتشكيلات الحر المرابطة في البلدة.
وأكد "أحمد جباوي" الناطق باسم "جيش الأبابيل" أحد أكبر التشكيلات العاملة في المنطقة بأن هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا، واصفا هذه الشروط بالمهينة، وهو ما قد يدفع الأمور لمزيد من التأزم سيما أن الوفد المفاوض هو من المدنيين ولا سيطرة فعلية لديهم على كل تشكيلات المعارضة المسلحة الموجودة في البلدة.

لماذا "بيت سحم" ولماذا الآن؟
يقول "محمد النصر" عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن هذه الشروط التي يطالب النظام بتنفيذها هي شروط تم التوقيع والموافقة عليها مسبقاً من قبل اللجنة المفاوضة عن بلدة "بيت سحم" وهي واردة في بنود "الهدنة"– بغض النظر عن علم كتائب الثوار بها أم لا–؛ إلا أنها كانت مرجأة التنفيذ بسبب مماطلة لجنة "بيت سحم" وعدم إلحاح النظام على تطبيقها طيلة الشهرين الماضيين، رغم تسويات كانت تجري لعناصر من الحر "من تحت الطاولة" وذلك بتسهيل وتعاون من قبل هذه اللجنة التي يتزعمها رجال دين أمثال الشيخ "أنس الطويل" والشيخ "صالح الخطيب اليلداني"،الذي تعرض لعدة محاولات اغتيال فاشلة من قبل مجهولين أدت إلى إصابته بجروح طفيفة؛ وهو ما قد يخلق تأزماً في الموقف الداخلي حول شرعية هذه اللجنة وصلاحياتها بالتوقيع على بنود مع النظام دون مواقفة أو علم كتائب الثوار بها، يرى فيها كثيرون شروطاً قد ترقى إلى الخيانة العظمى من قبل اللجنة المكلفة بالتفاوض مع النظام.

فيما يرى الناشط الإعلامي "مطر اسماعيل" أن النظام يحاول الضرب بسيف ذكرى عاشوراء من خلال حلفائه من الميليشيات الشيعية المحيطة بالبلدة مستغلا اقتراب هذه الذكرى والتي تقام طقوسها على مرمى حجر من "بيت سحم" في منطقة السيدة زينب الملاصقة، ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي سخر النظام هذه الميليشيات للسيطرة على بلدات الريف الجنوبي للعاصمة كـ "الذيابية والحسينية وسبينة وحجيرة"، المجاورة للمقام والتي سقطت خلال أيام، مستغلا وقتها ذكرى عاشوراء، وهي السياسة التي يحاول النظام إعادة استخدامها الآن، إضافة إلى سعيه الحثيث لتأمين طريق مطار دمشق الدولي والذي يمر من تحت أنظار المرابطين على جبهة "بيت سحم" حيث تشكل ورقة ضغط كبيرة بيد ثوار البلدة على النظام.

ويضيف الناشط "أبو حسن الغوطاني" بأن النظام يلوح باستخدام نموذج "الدخانية" و"المليحة" في "بيت سحم"، والتي كان ثمن دخول هذه المناطق هو تدميرها وتسوية مبانيها بالأرض حيث طالب كتائب الجيش الحر بالتوحد في وجه النظام، معتبرا أن قضية "بيت سحم" هي قضية الجنوب الدمشقي ككل ولا يجب التعامل معها بشكل منفصل.

زمان الوصل - بالتعاون مع أبو عبد الله الحوراني
(168)    هل أعجبتك المقالة (177)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي