أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

منشد حزب الله "علي بركات" يحارب "تنظيم الدولة" بالمسيح

علي بركات

بعد نحو شهر على إطلاق أنشودته "أبو مالك فوت فوت" يعود منشد حزب الله "علي بركات" ليستميل المسيحيين الذين طالما شاب التوتر والتصادم علاقة حزبه بهم خلال سنوات طويلة، محاولاً استعطافهم بأغنية حملت أبعاداً دينية بعنوان "مسيح جراحنا".

وهي لا تخرج عن نمط الاستهلاك الكلامي والرتم الموسيقي الاجتراري الذي طغى على نتاجه السابق.
ويقول في إهدائه: "إلى كل مسيحي لبناني شريف يمتشق السلاح ليدافع عن أرضه ومناطقه في وجه التمدد الإرهابي الداعشي، وتماديه في الغطرسة و"الإرهاب" ولكل المقدسات المسيحية في العراق وفلسطين والمنطقة العربية".

وعلى أنغام جنائزية يبدأ نشيد بركات: "نحنا الحملنا سلاحنا تـ نصون عزتنا ...حملنا نزيف جراحنا وسلاح وحدتنا". ثم تظهر صورة تعبيرية للسيد المسيح صغيراً والى جانبه خروف صغيرليتابع بركات: "من مهدك عيسى جايين نمحي ظلم القهر سنين ..نصلي بكنايس ونقول ربي ذل المحتلين".

ويضع بركات المسيحيين أمام "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية -داعش"، وجهاً لوجه عندما يقول "خلقنا عشاقك يسوع جينا لداعش والنصرة".

ورغم الذل الذي أذاقه ثوار سوريا للحزب في القلمون وتلطّخ أيدي عناصره بدماء أهالي "القصير والنبك" يصر منشد حزب الله على القول "عنا ممنوع الركوع خدنا من مريم طهرا". ويعود في اللازمة اللاحقة ليوحي بدور للمسيحيين في محاربة "النصرة" و"الدولة"، "بشمالي حملت الإنجيل حملت سلاحي بيميني..رقاب الغاصب بدنا نشيل دافع عن شرعي وديني". ورغم انكسارات مليشيا حزب الله في سوريا وسقوطها في مستنقع الوحل يخاطب "علي بركات" جمهوره "من شام العزة جايين، من عراق اللما بينذل وكنايسنا بفلسطين، ما بنترك فيها المحتل".

وتأبى النزعة الطائفية إلا أن تحضر في "مسيح جراحنا"، كما بقية أناشيده، عندما يتغنى بركات بالملهم المهدي المنتظر ليصلي هؤلاء المقاتلون خلفه منتصرين، دون أن يذكر ما علاقة المهدي بالمسيحيين "المسيح اللي علّمنا ما نحني بالحرب جبين .. بكرى بيرجع ملهمنا وخلفو نصلي منتصرين" ولا ينسى بركات أن يذكر بالوحدة الوطنية في لبنان الذي اتُهم حزبه من لبنانيين آخرين بأنه أول من سعى لهدمها في الحرب الأهلية بلبنان "نبقى سوية أيد بأيد جامع جار كنيستنا".

وعلق الصحفي اللبناني "جورج العاقوري" على نشيد "مسيح جراحنا"، مشيرا إلى أن حزب الله الذي راهن على جعل "الدولة الإسلامية" حصان طروادة، فشل في استدراج المسيحيين إلى لعبة السلاح، ولم يحقق خروقات تذكر. وأضاف العاقوري في مقالة على موقع "القوات اللبنانية" إن تهويل الحزب بذبح المسيحيين في البقاع وتفجير الكنائس بواسطة حساب "أحرار أهل السنة" عبر "تويتر"، لم يجدِ نفعاً قبل أن يتبيّن أنه هو من فبرك هذا الحساب، وأن محركه عنصر في الحزب.

وتابع: إن تسويق “الحزب" بأن مسيحيي البقاع الشمالي انقلبوا على خطهم السياسي التاريخي، ولم يعودوا يلتزمون بقياداتهم، ومستعدون للتسلح على يد "حزب الله" والقتال خلفه في وجه "الدولة"، كذّبته الحقائق على أرض الواقع، وترويج "الحزب" لنغمة "لولا حزب الله لوصلت داعش إلى جونية، ولاجتاحت بيروت"، انقلب عليه لأن المجتمع المسيحي مجتمع مقاوم لا يعرف الخوف رغم الاضطهاد والقمع والضيق الذي مرّ به في تاريخه البعيد والقريب.




فارس الرفاعي –زمان الوصل
(181)    هل أعجبتك المقالة (143)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي