أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة ناشط سوري في فروع المخابرات اللبنانية.. أحمد القصير: عذبوني واتهموني بـ"الداعشية"

أحد الضباط سأله بلهجة استنكار: "شو كان ناقصك قبل الثورة"

روى الناطق باسم الثورة السورية "أحمد القصير" الذي كان له دور مشهود في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في "عرسال" اللبنانية جوانب من قصة اعتقاله من قبل السلطات اللبنانية لمدة 13 يوماً منذ أسبوعين، دون تهمة أو سبب واضح للاعتقال، سوى مشاركته بالوساطة بين الجيش اللبناني من جهة، و"تنظيم الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" من جهة أخرى، في المفاوضات التي أُجريت لإطلاق سراح الجنود اللبنانيين الأسرى لديهم واتهامه بالتواصل مع هذه التنظيمات من خلال رسالة وجدت في هاتفه الجوال.

كان الناشط القصير نائماً في بيته بمنطقة "جبيل" بتاريخ 18 أيلول 2014 عندما أحسّ بجلبة بالقرب من منزله، وعندما خرج وجد وحدة مؤللة تقوم بتفتيش البيوت المجاورة له، وحينما جاء دوره في التفتيش اقتحم عناصر المخابرات العسكرية منزله وقاموا بمصادرة هاتفي جوال خاصين به وهاتف جوال زوجته. يقول لـ "زمان الوصل":"عندما قام أحد العناصر بالبحث في أحد الجوالين وجد صورة لعنصرين من الجيش الحر فقال لي وهو يهز رأسه "أيوا .. خاين كمان". ويضيف القصير: "لم يتركوا مكاناً في المنزل إلا وفتشوا فيه، وسألوني أين السلاح فقلت لهم: "السلاح الذي تجدونه خذوه"، ما زاد في حنقهم وحقدهم عليّ فصادروا جهازي "لاب توب" أحدهما لشقيقي والثاني فارغ وخالٍ من أي ملف أو مواد إعلامية، وعندما سألتهم عن سبب تصرفاتهم ضربني أحدهم على بطني أمام زوجتي وأولادي، وقام آخر أيضاً بضربي بكعب البارودة وسط صرخات زوجتي و بكاء أطفالي".

ويردف الناشط القصير راوياً تفاصيل اعتقاله: "بعد ذلك أخرجوني إلى سيارة عسكرية كانت متوقفة على باب المنزل، وأخذوني مخفوراً إلى فرع "عمشيت" حيث بقيت هناك ساعتين حققوا معي خلالها عن هواتفي واللابتوبات التي صادروها.

ويتابع الناشط القصير: "أثناءها جاء منشور على صفحتي في "فيسبوك" يفيد بأن الأمن اللبناني يعتقل الناشط أحمد القصير عضو مفاوضات عرسال، فانزعج المحقق جداً"

داعشي سوري !
اللاجىء السوري"داعشي" حتى تثبت براءته، هذا ما استنتجه "أحمد القصير" في بداية اعتقاله، حينما بادره المحقق بالسؤال عن رسالة بينه وبين أحد التنظيمات التي تختطف العسكريين اللبنانيين، فأجابه أن هذا الأمر طبيعي لأنه عضو في المفاوضات لإطلاق سراح هؤلاء العسكريين، ولم يقتنع المحقق بجوابه فأخرجه من غرفة التحقيق "كنت مقيّد اليدين ومعصوب العينين، ولم أشعر إلا بشخص يقوم بضربي على قدمي وهو يصيح "داعشي كلب سوري".

ويردف القصير بنبرة حزينة:"بدأت أبكي من مستوى الإذلال الذي وصل إليه السوريون، وعندما أُدخلت إلى غرفة التحقيق ثانية ورأى المحقق الدموع في عيني سألني مابك فقلت له إن أحد العناصر قام بضربي وشتمي في الخارج وفي المنزل".

ويتابع القصير:"قلت للمحقق لو كنت في بلد ثان لأعطيت مكافأة وتم منحي الجنسية عن الخدمات الوطنية التي قدمتها للبنان وإسهامي في الإفراج عن الأسرى العسكريين اللبنانيين، أما هنا فتوضع القيود في يدي لأكون مع المجرمين بعد يوم من وجودي مع والوزراء والمسؤولين".

من "عمشيت" إلى "جبل لبنان"
ويستطرد القصير وهو يسرد تفاصيل اعتقاله:"بعد ساعتين من وجودي في فرع "عمشيت" تم تحويلي إلى فرع "جبل لبنان" للاستخبارات العسكرية ليلاً، وفي طريق "ذوق مكايل" أوقفوني في نقطة طبية، وتم فحصي إن كنت مريضاً أو أعاني من شيء".

سيناريو العنف والقسوة تكرر مع المعتقل السابق القصير ولدى عرضه على التحقيق، بدأ المحقق يسأله عن كل اسم من الأسماء الموجود في هاتفه الجوال، من هو وما عمله، ولم يكتف المحقق بذلك– كما يقول القصير"بدأ يسألني عما حصل لدى الذهاب إلى مفاوضات "عرسال" ومع من كنت، ومن هو فلان وفلان، بأسلوب تهكمي"ويضيف: "أعاد المحقق السؤال عن الرسالة بيني وبين أحد" التنظيمات الإرهابية" معتبراً أنها دليل على تورطي معهم، فقلت له: " إن هذا الأمر طبيعي والمفاوضات لا تحتاج إلى نَفس مخابراتي أو عسكري وإنما إلى مسايرة وتحايل".

ويستمر التحقيق مع الناشط "أحمد القصير" فصولاً، ففي صبيحة اليوم التالي تم عرضه على رئيس الفرع الذي كرر السؤال عن الرسالة التي وجدت في جواله محاولاً التشكيك بمواقفه وإسهامه في المفاوضات، ويروي القصير"قلت له راجع قيادة الجيش اللبناني تعرف أني سلمت ثلاثة أسرى للجيش بحضور المخابرات العسكرية والنائب "جمال الجراح" الذي أرسل لنا سيارته المصفحة لنقل هؤلاء الأسرى من "جرود عرسال".

ناقصنا شوية كرامة!
بعد يومين من وجوده بفرع "جبل لبنان" تم تسليم الناشط القصير أماناته على أن يرسلوا أجهزة اللابتوب والجوالات فيما بعد، وأرسل مقيد اليدين ومعصوب العينين إلى وزارة الدفاع اللبنانية، لتبدأ مرحلة جديدة من التحقيق، ويصف القصير ما جرى هناك قائلاً: "تم إعطائي رقماً دون اسم، وفي اليوم التالي أدخلت إلى مكتب فيه ثلاثة ضباط قال أحدهم لي بأسلوب استفزازي:"أنت تريد أن تمثل بلدي" فقلت: "نعم لقد مثلت بلدك وصوري عندكم".

ويتابع القصير: "سألني ضابط آخر إن كنت أعرف أبو مالك– يقصد قائد جبهة النصرة في القلمون– فقلت له التقيت به مرة واحدة، وسألني عن قادة في الجيش الحر، فاكتشفت أنهم معتقلون قبل يومين دون أن أعرف".

ويروي الناشط القصير أن أحد الضباط سأله بلهجة استنكار: "شو كان ناقصك قبل الثورة" ويضيف أجبته بجرأة ودون تردد: "اللي كان ناقصكم من تلاتين سنة وقت اللي كان النظام السوري عندكم.. كان ناقصنا شوية كرامة".

ثم جرى تحويل الناشط القصير إلى فرع الشرطة العسكرية في منطقة "الريحانية" وبقي فيه أربعة أيام، وكان هذا الفرع بحسب وصفه:"يضم ثلاث "نظارات" تحتوي على حوالي 150 سورياً، بعضهم كانوا مكسوري الأضلع ومشوهين من أثر الضرب والتعذيب، ومنهم أطباء ومهندسون وعساكر منشقون معتقلين بتهم الإرهاب، وبعضهم -كما يؤكد القصير- كانوا في حكم "المنسيين" دون محاكمة.

والمحطة الأخيرة في رحلة اعتقال القصير كانت في فرع المعلوماتية في الأمن العام، حيث بقي لمدة يوم ونصف، قبل أن يُخلى سبيله، وتنطوي صفحة من حالات الإذلال التي عاشها ولازال المعتقلون السوريون المؤيدون للثورة في السجون اللبنانية.

فارس الرفاعي -زمان الوصل - خاص
(118)    هل أعجبتك المقالة (122)

جورج

2014-10-26

ومع ذلك وبكل غبائهم يتسائلون لماذا دعش والنصرة ياسر جنودهم ....


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي