"ديكوستامين" لعلاج الاحتقان في العلاقة بين اللبنانيين والسوريين

تصوير: محمد عبدالله

أعلن عدد من الناشطين السوريين في لبنان عن مبادرة باسم "ديكوستامين" لنشر السلام ومواجهة العنف، وإدانة الجريمة، وإدانة التصرفات العنصرية من الطرفين.

وأخذت المبادرة اسمها من دواء كانت تنتجه شركة "تاميكو" السورية الشهيرة وهو مخصص لإزالة الاحتقان، فأُطلقت التسمية على ما يشوب علاقات اللاجئين السوريين ومستضيفيهم من مشكلات ومشاحنات وصدامات، بدأت تطفو على السطح مع تزايد أعداد اللاجئين السوريين والتجييش الإعلامي الذي تمارسه بعض الجهات والأبواق الإعلامية.

حول فكرة هذه المبادرة والغاية منها يقول "محمد عاطف حسن" الناشط في مجال حقوق الإنسان وأحد أعضاء اللجنة التأسيسية في المبادرة لـ"زمان الوصل".

تعمل مجموعتنا على تأسيس رأي عام مغاير معاكس لما يحدث بسبب بعض الإحتقانات الحاصلة في شتى مناطق الدولة اللبنانية بعد أحداث "عرسال" العبثية والمأساوية وتداعياتها الخطيرة، وتأثيراتها السلبية على معاناة ومأساة اللجوء السوري.

المتزايد إلى لبنان وتداعياته الكارثية على كل من أهلنا السوريين وأهلنا اللبنانيين، ويضيف "محمد حسن" أن "الهدف الأول من هذه المبادرة هو إشاعة روح التفاهم والتعاون من أجل تعميم ثقافة السلام والإخاء اللبناني السوري وحتى السوري -السوري، لاسيما في ظل أحداث عرسال وما حصدته الأحداث الماضية من مواقف سلبية خاطئة عن اللاجئين السوريين من قبل بعض اللبنانيين".


وأوضح الناشط حسن أن "هذه المبادرة تدعو إلى نشر الحراك السلمي بين كافة الطبقات المجتمعية وتوسيع نطاق لجنتها المنظمة للحد من التصرفات العنصرية والاحتقان، ولذلك "استقطبت هذه المبادرة الإنسانية كافة ألوان الأديان والطوائف من أصدقاء وأعضاء في هذه المجموعة، ولا سيما بأن الإستجابة مع بداية انطلاق اللقاءات والنقاشات كانت متميزة جداً وملموسة بإيجابية ومتفهمة إلى أبعد الحدود من الأهالي اللبنانيين".

ويشرح محمد حسن أسباب اختيار "ديكوستامين" اسماً للمبادرة، وما مغزى اختيار هذا الاسم قائلاً: تم اختيار اسم "ديكوستامين" من قبل جميع أعضاء اللجنة، وهو دواء سوري يعود لشركة "تاميكو" مضاد احتقان ومسكن آلام بشكل عام، ووجدنا أن الاسم مناسب لأننا بأمس الحاجة لجرعة دوائية بين المجتمع اللبناني مع اللاجئين السوريين للتخفيف من حدة الاحتقان الذي حصل على أثر المعارك "العبثية" التي حصلت في "عرسال" في الأسابيع الماضية.

وحول صدى هذه المبادرة وهل لاقت تجاوباً من المجتمع اللبناني يقول الناشط حسن: "يتم الآن تشكيل وفد لبناني سوري لزيارة الجهات المسؤولة، وزيارة الحكومة اللبنانية، لتشارك هموم الإخوة اللبنانيين وطرح حلول للمشاكل في المناطق المتواجدة فيها السوريين بشكل مكثف، وقد ألقت المبادرة ترحيباً كبيراً من قبل المجتمع اللبناني ولاسيما أن المبادرة تضم أصدقاء وأعضاء لبنانيين".

وفيما إذا كان للمبادرة منحى ميداني فيما يتعلق باللاجئين السوريين والمستضيفين اللبنانيين يوضح عضو اللجنة التأسيسية أن المبادرة ستشهد مشاركات ميدانية فيما بين اللاجئين السوريين والمستضيفين اللبنانيين وذلك ابتداءً من الوقفة التي ستكون هذه المبادرة تشاركية بين اللاجئين السوريين والأهالي اللبنانيين بأقرب فرصة، بهدف تفعيل الرأي العام السوري واللبناني في مواجهة العنف والاحتقان، وتأكيدا على الحقوق والواجبات، وأردف حسن قائلاً: "سيكون هناك بعض الحلول التي ستطرح من الوفد اللبناني السوري الذي هو قيد التشكيل وشارف على الانتهاء ومناقشة أي طريق يؤدي إلى أمان وسلامة الطرفين معاً.

*وقفة من أجل السلم الأهلي
وبدوره أكد "أحمد محفوظ" أحد أعضاء اللجنة المؤسِسة على أهمية مشاركة الأصدقاء اللبنانيين والسوريين المعنيين بشأن المبادرة والساعين إلى مصلحة العيش بسلام وأمان، وبعيداً عن مشاعر العداء بين الإخوة اللبنانيين واللاجئين السوريين.

وأضاف أن اللجنة المؤسسة للمبادرة قررت بعد النقاش في اجتماعها الأخير العمل خلال الأسابيع القادمة لوقفة من أجل السلم الأهلي يتم من خلالها التعريف بالمبادرة، وأهدافها السامية على خلفية قوانين حقوق الإنسان ونشر ثقافتها بالتعاون مع المنظمة الدولية لحقوق الإنسان" و-حسب محفوظ- "سيتم الربط بين مجموعة المبادرة وجميع المنظمات المدنية والأهلية اللبنانية والسورية كما الشخصيات الرسمية والإعلامية والعامة في لبنان لبناء التعاون على أسس الروابط الإنسانية".

وأشار الدكتور "عماد الدين الخطيب" المدير الإقليمي للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان" إلى ضرورة تعريف المبادرة على كافة وسائل الإعلام مطالباً بإيصال البيان بكافة الأشكال إلى الحكومة اللبنانية لإيضاح صورة المبادرة، والمطالبة بتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تكفلها قوانين الدولة اللبنانية ولا سيما أن لبنان ليست موقعة على قانون اللجوء لدى الأمم المتحدة.

كما أكد الأعضاء المؤسسون على صفحة المبادرة في "فيسبوك"على ضرورة تفعيل صندوق خاص بكل مبادرة إنسانية وهو صندوق تمويل ذاتي لتغطية النفقات المترتبة على النشاطات التي ستقام بدايةً من الوقفة التي سيتم الإعلان عنها عما قريب.

وسيتم الربط بين المجموعة وجميع المنظمات المدنية والأهلية اللبنانية والسورية كما الشخصيات الرسمية والإعلامية والعامة في لبنان لبناء التعاون على أسس الروابط الإنسانية.

زمان الوصل
(334)    هل أعجبتك المقالة (353)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي