أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فن الخط العربي يتألق في معرض "إشراقات الحرف" المغربي

يندرج معرض "إشراقات الحرف" الخاص بفن الخط المغربي في اطار تطوير الموروث الثقافي المغربي وإبراز مواطن الابداع عند ممارسيه.

ويقدم المعرض المنظم من طرف مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء والجمعية المغربية لفن الخط 80 لوحة من إبداع 46 فنانا خطاطا، ويمنح لمحة شاملة عن وضعية فن الخط العربي بالمغرب باعتباره تعبيرا فنيا وإبداعيا.

وتمتد مهارة الخطاط المغربي لتشمل سائر أنواع الخطوط العربية كالثلث الجلي والثلث العادي والديواني الجلي والديواني العادي والخطوط الكوفية.

ويعتبر المعرض الذي يعد تظاهرة ثقافية تقيمها الجمعية المغربية لفنون الخط بعد تأسيسها مؤخرا، من بين كبريات المعارض التي تقام على الصعيد المغربي. وتشارك فيه نخبة من الخطاطين المغاربة يمثلون مختلف جهات واقاليم المملكة، من بينهم من رواد أبدعت اناملهم افضل ابداعات الخط منذ عدة عقود ومن ضمنهم "محمد المعلمين" الذي يعد شيخ الخطاطين في فن الخط المغربي، وجسرا واصلا بين الخطاطين القدامى والجيد الجديد.

ومن ضمن الخطاطين أساتذة اكاديميون أخذوا الخط من منابعه الاصلية وأبدعوا فيه وأخذوا على عاتقهم مهمة توصيله للأجيال الصاعدة.

ويتميز المعرض ايضا بتلاقح الاجيال بحيث يحضر الرواد إلى جانب الشباب والاساتذة إلى جانب الطلبة في معرض واحد يمثل مختلف اساليب فن الخط العربي التقليدية منها والمعاصرة.

وفي الاسلوب التقليدي تتضمن بعض اللوحات المعروضة تراكيب تلتزم الشكل الهندسي المعتمد في اللوحة الخطية (دائر، بيضاوي ـ مربع، تركيب على السطر) وذلك في سائر انواع هذا الفن: (ثلث، نسخ، نستعليق، كوفي ، ديواني، مغربي، مبسوط، ثلث مغربي، مغربي مجوهر...).

أما في الأسلوب المعاصر الحديث، فهناك عدة مدارس انطلاقا من اللوحة التشكيلية التي تستلهم فن الخط، والأسلوب الحروفي الذي بدأ يعرف انتشارا واسعا في الأقطار العربية، والأسلوب التجديدي الذي برع فيه الخطاط المغربي محمد أمزيل.

وظهور وتطور فن الخط في المغرب، كما هو الحال في سائر بلدان شمال إفريقيا، كان ملازما لارتباط شعوب هذه المنطقة باللغة العربية وسعيهم للحفاظ عليها، باعتبارها لغة المقدس الديني، وجزء لا يتجزء من هويتهم، وحاملا لغويا يوثقون به تاريخهم وثراتهم الثقافي وأعرافهم.

ويجمع الباحثون والخطاطون المغاربة، على أن الخط المغربي يتمايز عن الخط في المشرق العربي ببساطته وليونته، حيث تُلقبُ أبرز أصنافه بـ"الخط المبسوط" وذلك لسهولة قراءته وبساطة تشكيلاته الفنية.

وإلى جانب هذا النوع نجد تنويعات أخرى كالخط المُجوهر (حروفه على شكل عقد ولآلئ)، وخط الثلث المغربي، الذي يحاول أن يحاكي نظير الثلثي المشرقي في الزخارف والمحسنات الجمالية.

ويرى الخطاط المغربي محمد صبري أن للخط العربي المشرقي والخط المغربي، جذر مشترك يعود إلى الأنواع الأولى للخطوط التي عرفها المشرق القديم كـ"الخط النبطي"، والذي تفيد الرواية التاريخية أن الأبجدية العربية تفرعت عنه، وإلى صنوف الخطوط التي ظهرت مع بداية انتشار الإسلام، في مقدمتها الخط الكوفي، وهو الخط الذي سيبقى المغاربة أوفياء له لقرون.

وتحرص الرباط على الاهتمام بفن الخط المغربي الذي يرمز بقوة الى ثراء وتنوع تراثها وحضارتها الضاربة في القدم، ولا تدخر جهدا في رعايته وتطويره.

وتعد أكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء، التي دشنها الملك محمد السادس في 2012، مؤسسة لتكوين الأطر العليا والبحث في مجال الفنون التقليدية حيث تمكن المتدربين الشباب من الولوج إلى عوالم الإبداع والتميز، وتوظيف التكنولوجيات الحديثة.

وتعد جائزة محمد السادس للخط المغربي من أهم روافد التظاهرة الفنية التي تعرف مشاركة فعلية لكل الفنانين الذين تألقوا وفازوا بجوائز هذه المسابقة الكبرى.

وقد كان للجائزة دور هام في نهضة وتطور فن الخط المغربي ليتمكن من الخروج من ثنايا المخطوطات والوثائق الرسمية إلى عالم اللوحة.






(185)    هل أعجبتك المقالة (179)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي