بين ليلة وضحاها أصبحت مدينة طرابلس اللبنانية على صفيح ساخن، بعد ارتفاع حدّة المواجهات التي شهدتها هذا أمس السبت بين بعض المسلحين والجيش اللبناني وأشارت معلومات صحفية إلى قيام المسلحين بتجهيز دشم وسواتر في بعض مداخل الشوارع لحمايتهم من رصاص وقذائف الجيش، وعمدوا إلى استعمال بعض العربات الموجودة في الأسواق للحماية بعد تجهيزها بأكياس الرمل.
وادعت مصادر ميدانية لـ"شبكة طرابلس الإخبارية" وجود أعداد كبيرة من المسلحين من "التابعية" السورية حيث إن لهجتهم معروفة.
وأفاد الناشط أبو الحسن بالله لـ"زمان الوصل" بأن حملة الاعتقالات التى طالت أهل طرابلس رغم موافقتهم على الخطة الأمنية اقتصرت على طرابلس فقط دون غيرها من المناطق التي ظل مجرموها "يتفتّلون بحرية مطلقة" -حسب تعبيره- وأشار الناشط "أبو الحسن" إلى أن "حزب الله يريد أن يدفع اللبنانيين ويورط الجيش اللبناني بحرب ضد أهل طرابلس والشمال اللبناني مما ينذر بانفجار يطول لبنان كله.
ومن المؤسف -كما يقول الناشط- أن "دعاة الحل السياسي لايزالون يريدونه من طرف واحد، وحزب الله بعيد عن المحاسبة بداعي "المقاومة والممانعة" تلك الاسطوانة المشروخة التي دمّر نظام الأسد البلد لأجلها وحزب الله الآن يمارس نفس الأسلوب ليدمر لبنان".
وحول مشاهداته عن الوضع الميداني يقول الناشط أبو الحسن:"الوضع متأزم للغاية، وقابل للانفجار لانخراط الجيش بتنفيذ أجندة حزب اللات".
وأشار الناشط "أبو الحسن" -لحظة تواصل "زمان الوصل" معه - إلى تجدد الاشتباكات مع امتدادها، مؤكداً أن مدينة طرابلس "السبت" تبدو "شبه خالية من كل مظاهر الحياة الاقتصادية والمدنية، حتى المناطق البعيدة عن الاشتباكات" وأن "هناك ما يشبه حرب الشوارع في منطقة الأسواق- خان العسل- سوق الذهب، والمناطق المحيطة والتبانة التي تمت محاصرتها من قبل الجيش ويبدو الآن أن هناك محاولة لفك الحصار".
ومن جانب آخر ألمح الناشط "أبو الحسن" إلى وجود تدخلات من فعاليات عدة لحل الموضوع، وفتح طريق آمن لخروج المقاتلين من المنطقة، وأن هناك بعض "الشباب" شكلوا أحياء آمنة، مشبّهاً ما يحصل في طرابلس ما حصل في حمص بدايات الثورة لناحية الظهور المسلح ضمن الأحياء وامتد من مدينة طرابلس إلى منطقة العبدة -عكار بحدود ثلاثين كيلو مترا.
وكانت "هيئة أهل السنة والجماعة" في طرابلس قد أصدرت السبت بياناً على خلفية ما حصل في منزل الشيخ "خالد حبلص".
وجاء في البيان الذي جاء تحت عنوان "الحرب الدينية "السنّية -الشيعية" في لبنان:"رددنا المظالم مراراً وتكراراً من اعتقالات تعسفية وتصفيات إجرامية، ودخول على البيوت، دون مراعاة أدنى الحقوق والحرمات، وسجون قد ملئت بشباب ومشايخ أهل السنّة".
وأكد البيان أن "هيئة أهل السنة والجماعة" تواصلت مع المعنيين من سائر الأجهزة الأمنية بخصوص من يسمونهم بالمعتقلين الإسلاميين ومنهم معتقلو أحداث طرابلس، وكل ذلك بحجة الإرهاب والتطرف.
وأضاف البيان:"طالبنا بمعالجة الأمور قبل فوات الأوان، لكن دون جدوى".
ونوّه البيان المذكور إلى اعتراف "المشنوق" بأن الخطة الأمنية لم تنل إلا من الطائفة السنّية، وأن الحزب ومخابرات الجيش لم يقوموا بما طلب منهم، ولم يغيّر هذا الاعتراف من الأمر شيئاً بل على العكس تماماً زاد في حدة الأوضاع.
وأعلنت هيئة أهل السنة والجماعة رفضها لـ"الحواجز المذلة والاعتقالات بذريعة الإرهاب، حتى تنسحب مليشيا حزب الله من سوريا، وينتشر الجيش على الحدود الشرقية والشمالية، ويمنع الحزب من الدخول إلى سوريا.
واشترطت الهيئة "تطبيق الخطة الأمنية في الضاحية، وإلقاء القبض على قتلة "الحريري"، وصولاً إلى قتلة المصلين في مسجدي "التقوى" و"السلام"، وحتى يمنع السلاح في مناطق الشيعة لا سيما "بعلبك" و"الهرمل".
وأردفت الهيئة في بيانها: "لقد بات واضحاً بأن الجيش أداة بيد حزب إيران، لذلك ندعو لترك هذا الجيش فوراً. وبناء عليه "نعلنها ثورة"، لن تهدأ حتى تحقيق المطالب واسترداد الحقوق، "ثورة سنّية" في الداخل اللبناني تمثل كل مظلوم في لبنان".
فارس الرفاعي -زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية