أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الإعلامي "عدنان علي" يروي لـ"زمان الوصل" تفاصيل مغامرة صحفية انتهت بخطفه وسلبه في تركيا

عدنان علي مع زميله جابر الصيادي بعد نجاتهما من الإختطاف - زمان الوصل

روى الإعلامي "عدنان علي" رئيس التحرير في القناة التركية العربية تفاصيل عملية اختطاف تعرض لها الأربعاء الماضي، مع زميله "جابر الصيادي" العامل أيضا في القناة نفسها، من قبل عصابة محترفة تعمل باسم "الإئتلاف الوطني السوري" وخلال هذه "المغامرة الخطرة" كما أسماها على صفحته الشخصية في "فيسبوك" تعرض مع زميله جابر للضرب والسرقة في منطقة نائية من مدينة "غازي عنتاب "التركية بعد استدراجهما إلى هناك بحجة تأمين فيزا لإحدى الدول الأوروبية وجواز سفر سوري.

وأسفرت العملية التي دامت 15 ساعة عن إصابة الإعلامي "عدنان علي" برضوض في أنحاء جسمه، إضافة إلى طعنه في يده ورجله بسكين، ليتم بعد ساعات قليلة القبض على أفراد العصابة وعددهم 10 أشخاص، فيما لاذ قائد العصابة بالفرار بعد أن استولى على المبالغ التي كانت بحوزتهما، لكن دون أن يتمكنوا من الاستيلاء على المبلغ المودع في مكتب التأمين برغم سلب رقم الشيفرة الخاصة بهما.
ويسرد الإعلامي "عدنان علي" لـ"زمان الوصل" تفاصيل ماجرى قائلاً: "في أحد المقاهي باسطنبول، التقطنا أنا وزميلي "جابر الصيادي" الذي يعمل معي في القناة التركية العربية حديثا لأحد الأشخاص يعد شخصاً بتأمين سفره إلى أي دولة أوروبية عبر الائتلاف.

ويردف:"تقاطع ذلك مع حديث كنت تابعته على "فيسبوك" لشخص يدعي أيضاً أن بمقدوره تأمين فيز وجوازات وشهادات جامعية عن طريق الائتلاف. وقد تحدثنا مع هذا الشخص في المقهى ويدعى "أبو عمر"، ادعى بأنه يعمل في مكتب "الائتلاف الوطني السوري" في "غازي عنتاب" وأن بمقدوره تأمين تلك الأشياء مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 2000 و10000 يورو، مؤكداً أنه يعمل بالتنسيق مع أشخاص داخل الائتلاف".


ويضيف علي: "هذا الأمر أثار فضولنا لمعرفة الجهات الفاسدة في الائتلاف. وقد جمعنا هذا الشخص مع شخص آخر وشرح لنا طريقة عملهم عبر تزويد الشخص المعني بكتاب رسمي موجهة للسفارة المعنية 
بأن هذا الشخص موفد من قبل الائتلاف، وأن شخصاً من قبلهم سيرافق الشخص المعني إلى السفارة. كما أن بمقدورهم المساعدة في استصدار جوازات دبلوماسية بمهمة مؤقتة، إضافة إلى تأمين شهادات جامعية من جامعة حلب الحكومية وغير ذلك".

وأردف الزميل علي: "حينما أبدينا موافقة مبدئية على الفكرة بقصد الكشف عن عملية الفساد هذه داخل الائتلاف، طلب الشخص المذكور أن يتم إيداع مبلغ للطرف المستفيد في حال إتمام العملية وقد وافقنا على ذلك بعد تردد وسؤال عن كيفية استرجاع المبلغ، واتضح لنا أنه ليس بمقدورهم سحب المبلغ إلا بموافقتنا".

وتابع علي:"قام الشخص بإعطائنا رقم هاتف شخص في "غازي عنتاب" لنتواصل معه من أجل تأمين الجواز السوري والفيزا، وفي اليوم التالي التقينا بالشخص المعني وبدأ يستدرجنا للذهاب إلى خارج "غازي عنتاب" مدعياً أن المسؤول عن هذا الأمر موجود هناك".

ويستطرد علي راوياً مجريات ما حصل:"رغم إلحاحنا على ركوب سيارة عمومية كي لا نتأخر عن موعدنا أصرّ هذا الشخص على انتظار سيارة معينة، وبعد نحو نصف ساعة جاءت سيارة صفراء عمومية أقلتنا أنا وزميلي جابر ومعنا شخصان إلى جانب سائق السيارة الذي تبين فيما بعد أنه أحد أفراد العصابة.

ويضيف "عدنان علي":"بعد إقلاع السيارة أبلغنا أحد الأشخاص الذين كانوا معنا أن المسؤول المزعوم في الائتلاف يقطن في فيلا خارج "غازي عنتاب" وأن إتمام موضوع استصدار الجواز والفيزا يجب أن يتم بسرية تامة، وبعيداً عن الأنظار".

*رقم الشيفرة
بعد كيلو مترات عديدة لاحظ الصحفيان علي والصيادي أن السيارة التي تقلهما قد انحرفت في طريق ترابي يبدو وكأنه مقطوع، وعندها طلبا من السائق أن يتوقف على الفور لينزلا، لكنه زاد سرعة السيارة، ويضيف عدنان:"عندها حاولت إجبار السائق على التوقف من خلال إمساك رقبته وشده إلى الخلف فما كان من الشخص الآخر الذي كان بجانبي إلا أن قام بضربي على رأسي، بقوة فشعرت بفقدان التوازن وقام هذا الشخص بإشهار سكين ووضعها على رقبتي في محاولة للسيطرة علي وهذا ماحصل مع زميلي جابر أيضاً من قبل الشخص الذي يركب بجانب السائق".

حينما وصلت السيارة إلى الهدف المنشود من قبل العصابة، وهو مكان معزول خلف أحد الفلل كان بانتظارهم أربعة أشخاص مسلحون بالسكاكين، وعندما حاول المخطوفان النزول من السيارة وجدا بابها مقفلاً وحاولا المقاومة ولكن أحد الأشخاص المختطفين وجه للصحفي "عدنان علي" عدة ضربات على رأسه أفقدته توازنه.

ويستطرد علي في وصف أحدث هذه المغامرة الخطيرة:"بعد توقف السيارة قام السائق بفتح بابها وضربني عدة لكمات على وجهي، وحينها ركض إلينا الأشخاص الأربعة المسلحون بسكاكين، وأكملوا المهمة وكان من الواضح أنهم يريدون سلبنا محافظنا وأجهزة الموبايل للحصول على رقم الشيفرة الخاصة بتأمين المبلغ ومن المكان وتركونا نغرق بدمائنا من أثر الضرب".

ونفى الصحفي" عدنان علي" لـ " زمان الوصل" أن يكون مقصوداً لذاته من وراء عملية الخطف والسلب هذه قائلاً: "لا أعتقد أنني مقصود، ولو أن أحدهم وجّه لي تهديدات، وقال إنه يعرفني وسيحاسبني، لكن ربما كان ذلك على سبيل التخويف حتى أتراجع عن اتهامه".

وأردف: "أعتقد أنها عصابة احتيال وسلب ونهب ليس أكثر من ذلك".

ولدى سؤاله عن السبب في وثوقه بأفراد العصابة رغم أن (الائتلاف السوري) لا يصدر جوازات سفر نظامية معترف بها في الكثير من دول العالم، أوضح علي أن أفراد العصبة قالوا له: "نحن نساعد في ذلك ولا نصدر الجوازات ونساعد في السفر والفيز وتأمين أوراق تقول إن الشخص المعني يعمل في الائتلاف وهو مكلف بمهمة رسمية .. وهكذا".

وحول تفسيره لادعاء العصابة أنها تمثل (الائتلاف السوري) قال الصحفي الناجي: "ربما هذه وسيلة جديدة للنصب والاحتيال، خاصة مع تداول معلومات تفيد بأن هناك أشخاصاً يتلقون مساعدات من الائتلاف في قضايا السفر واللجوء مقابل أموال أو نتيجة واسطات وتزكيات".

*في مركز"الجندرمة"
وعن مجريات القضية الآن ومسارها القانوني ألمح علي إلى أن "القضية بيد الأمن التركي، وربما هم يتابعون التحقيق ويحيلون المقبوض عليهم للمحكمة كاشفاً أن رئيس العصابة المدعو سعيد قال له بعد اعتقاله إن لديه أناسا يستطيعون الوصول إليه حتى لو تم سجنه كنوع من التهديد" وأنه أي –علي– أبلغ الضابط التركي بهذا التهديد فقال له:"لا تهتم للأمر".

ومن جانب آخر كشف الصحفي علي أنه تفاجأ بمدى مسالمة الأمن التركي "لم يضربوا أحداً من أفراد العصابة بالرغم من أن بعضهم كان يصرخ ويعربد ويهدده داخل "مركز الجندرمة"، معتبرا أن "بعض الشدة كانت تفيد للوصول إلى كل الجناة".

ويتذكر الإعلامي علي -على سبيل الدعابة- وسائل التحقيق لدى أجهزة الأمن السورية التي "كانت تجبر الشخص على الاعتراف بما ارتكب ولم يرتكب خلال ثوان معدودة".

واعتبر الصحفي الناجي بأن عدم أخذه مع زميله احتياطات كافية خلال التعامل هذه المسألة كان فيه بعض التسرع، مضيفاً "ربما كان علينا الاحتياط أكثر للأمر لكن لم يخطر ببالنا أبداً أنهم عصابة وأن الأمر بهذه الخطورة".

وأردف قائلاً: "هذا لا يمنع من القول إننا حققنا إنجازاً، ولو على حساب أمننا الشخصي بالكشف عن هذه العصابة التي ربما سلبت أو آذت غيرنا أو كان من الممكن أن تسلب وتؤذي غيرنا في المستقبل".
واستدرك الزميل "عدنان" قائلاً :"لولا كوننا صحفيين ربما لم يستنفر الأمن التركي بهذا الشكل ويقبض على الجناة في ذات الليلة.

والصحفي "عدنان علي" عمل منذ أكثر من 25 عاما في سوريا، والعديد من الدول العربية في الصحافة والتلفزيون، ويعمل حالياً رئيسا للتحرير في القناة التركية العربية.

فارس الرفاعي -زمان الوصل
(143)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي