أفادت مصادر طبية في المناطق المحررة لـ"زمان الوصل" بأن نحو 150 طبيباً غادروا خلال الأيام القليلة الماضية إلى دول أوروبا والخليج العربي، في الوقت الذي تعاني فيه المشافي الميدانية هناك من ضعف في التجهيزات ونقص في الأدوية، فضلا عن وصول أدوية منتهية الصلاحية من قبل المتبرعين.
وقال طبيب مشرف على مشفى ميداني في الشمال، فضل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" إن الواقع الطبي مؤلم، لجهة غياب الدعم وعدم مواكبة المساعدات الطبية لاحتياجات الداخل، إضافة إلى إرسال أدوية منتهية الصلاحية، ومنها أجهزة قثطرة قلبية لا تسهم بتخفيف المعاناة.
وكشف الطبيب المختص بالجراحة التجميلية أنّ معظم العمليات الجراحية الّتي أجراها تمت بخيطان منتهية الصلاحية.
وأكد الطبيب أنّ الحاجة للكوادر الطبية كبيرة جداً، من خلال غياب الكفاءات والممرضين، فضلاً عن تدريب أشخاص غير مختصين لمدة 3 أشهر على الأقل يتم انتقاء قلة منهم بعد خضوع العشرات لدورات تدريبية.
وعلّق الطبيب على هجرة الأطباء بالإشارة إلى أنّ عدد الاختصاصين في المناطق المحررة قليل.
ولفت إلى أن مشافي الشّمال السوري لا يتوفر فيها سوى طبيبين اختصاص عظمية، فضلاً عن وجود أطباء حديثي التخرج، وغير مختصين، وهي أزمة تعانيها المناطق المحررة سابقا، زادتها هجرة الأطباء الكبيرة باتجاه أوروبا ودول الخليج.
وفي سياق قريب، كشف الطبيب أنّ عدداً من الأطفال يولدون وهم مصابون بـ"التلاسيميا" و"الكولوكيما" ولا يوجد أجهزة طبية لمعالجتهم ما يودي بحياتهم بسبب عدم تلقي العلاج، فضلاً عن عدم وجود غرف عناية مشددة، حيث معظم الحالات تموت قبل أن تصل إلى المشافي التركية القريبة، بعد الاضطرار إلى نقلها.
وكرر الطبيب في الختام الحديث عن الحاجة الماسة لدعم القطاع الطبي في المناطق المحررة من خلال تضافر جميع الجهود لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، قبل أن تتهاوى المنظومة الطبية في البلاد، وتهدد بموت الآلاف من القاطنين فيها بالإضافة لقتلى البراميل.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية