أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"أبو أسد الحمصي" يتحدث عن شبكات مواليّ النظام للإيقاع بناشطين سوريين في لبنان

أثناء عمله وأدناه أثناء حديثه لقناة فضائية - زمان الوصل

التحق بالثورة السورية منذ بداياتها رغم حداثة سنة، إذ لم يكن قد تجاوز 16 عاما، وحمل هاتفه الجوال ليوثق ما يجري حوله، وبالذات في أحداث "بابا عمرو".

وبعد خروج الثوار من الحي خرج إلى "الوعر" ليتابع نشاطه في التصوير والتوثيق، ثم إلى "النبك" و"دير عطية" قبل أن يذهب إلى "عرسال" اللبنانية ليواصل مهمته التي نذر نفسه لها، حيث "فوهة المدفع".

إنه الناشط "نمر الحمصي" المعروف بـ"أبو أسد الحمصي" الذي عمل بمفرده دون أن يكون مرتهناً لأي أحد أو جهة، رصد معاناة اللاجئين السوريين في لبنان وفضح تجار الدم والحرب من خلال مداخلاته على القنوات الفضائية، عبر جوال بسيط، وخارج أوقات عمله في مهنة الدهان، التي يعتاش منها، بعد أن ترك دراسته، لذلك أصبح هدفاً لنظام الأسد داخل سوريا وخارجها كما يروي في حواره مع "زمان الوصل".

منذ اندلاع الثورة في سوريا، وبسبب كثرة الحواجز في "بابا عمرو" قرر الحمصي أن يترك مدرسته حيث كان طالباً في الصف الثاني الثانوي، والتحق بصفوف الثوار كمقاتل ثم بدأ بتوزيع بعض المساعدات الإغاثية والمنظفات على النازحين والأهالي بموازاة عمله في القتال.

وحول بداية تحوله إلى النشاط الإعلامي يقول الحمصي:"بعد سنة كاملة من الثورة ونيران الجحيم التي كانت تنهال على حي باباعمرو قررت أن أبدأ بتصوير الدمار والقصف والاشتباكات، فتركت سلاحي وحملت هاتفي ﻷصور به، بدأت ألتقط الصور والفيديوهات، لم أكن أملك أي معدات تساعدني في عملي نهائياً".

أنت نمر ونحن أسود!
ويروي أبو أسد الحمصي موقفاً تعرض له أثناء وجوده في "بابا عمرو" وجعله أكثر إصراراً على مواصلة الثورة، وكاد هذا الموقف أن ينتهي بقتله أو اعتقاله: "عندما كنت في باباعمرو مررت على حاجز المؤسسة الاستهلاكية المعروف في الحي، فقال لي عنصر الحاجز: "ما اسمك"، قلت له نمر، قال لي: "أنت نمر ونحن أسود" وأنزلني من السيارة وقام بضربي على رأسي فقط ﻷن اسمي نمر، ويضيف الحمصي: "بعد شهر ونصف اقتحم النظام حي باباعمرو وحينها لم أكن مطلوبا للنظام"، فدخل شبيحة نظام الأسد إلى المنزل لكي يفتشوه، وقام أحدهم بالصراخ في وجه أمي فقمت بضربه ورميه من على الدرج، وبعدها ولله الحمد قامت إحدى النساء بتأميني إلى خارج الشارع.


ويردف الحمصي واصفاً خروجه مرغماً من بابا عمرو:"بعد 21 يوما من القصف خرجت مرغماً من "باباعمرو" إلى قرية "نقيرة"، لكي أصل إلى الأوستراد الدولي ومررت على الحاجز، فتم توقيفي لمدة ساعة كاملة، ثم قام عنصر الأمن بأخذ هويتي وبعد نصف ساعة عاد لاعتقالي، وبعد أيام خرجت من السجن وذهبت إلى حي الوعر، حينها لم يكن هناك أي مكتب إعلامي فبدأت العمل بمفردي، من خلال نشر الأخبار والصور على وسائل الإعلام من داخل حي الوعر، لم يكن لدي معدات ولم أكن تابعاً لأحد، ومع ذلك استطعت أن أقوم بواجبي الإعلامي تجاه الثورة والحمد لله.

كان أبو أسد الحمصي ولا زال يعمل في مهنة الدهان وهو عمل يرى البعض أنه لا يتناسب مع النشاط الإعلامي وحول ذلك يقول:"كنت ولا أزال طالب علم، ونظراً لتعذر مواصلة الدراسة في سوريا، وضيق الحال في لبنان اضطررت للعمل في المهنة التي أجيدها منذ السنوات الأولى من حياتي".

ولا يجد الحمصي حرجاً من الحديث عن مهنته والافتخار بها ويضيف قائلاً: "أولاً أنا لست تابعاً ﻷي مكتب أوجهة لتقوم بإعطائي مرتباً شهرياً فتعفيني من العمل، ولم يكن لدي داعم أساساً، وثانياً عملي في الدهان اضطرتني إليه الظروف المادية، فأمامي أجرة منزل مرتفعة والتزامات مادية وخاصة أن حالتي المادية عسيرة مثل كل السوريين في لبنان، علماً أني عملت في القلمون بائعاً في محل مفروشات، لكي أؤمن مصاريف عملي الإعلامي إضافة إلى احتياجاتي اليومية.

بين الناشطين ومنظّري"فيسبوك"
حالة "أبو أسد الحمصي" مثل غيره من الناشطين تستدعي السؤال عن سبب تقاعس الجهات المسؤولة، وبالذات "الائتلاف الوطني" تجاههم، وعدم مد يد العون لهم، وفي هذا السياق يروي الحمصي إنه تكلم مع المعارض "برهان غليون"، وقال له:" أنا إعلامي لست تابعاً ﻷي جهة، وأنتم إلى الآن لم تزودوني ولا حتى بكاميرا، ولم تعطوني أي مبلغ من المال لاستمر في نقل الحقيقة"، فما كان من غليون إلا أن قال له: "انا لا أملك المال ولا أستطيع أن أساعدك فهناك الكثير من أمثالك".

ولدى سؤاله عن وجود ما يشبه الوصاية على الناشطين الإعلاميين من قبل بعض قادة الألوية والكتائب في الداخل السوري الذين يفرضون ما يجب نشره نفى الناشط الحمصي الأمر قائلاً: "هذا يحدث فقط من بعض المنظرين الفيسبوكيين".

وأضاف عندما كنت أنشر عن بعض أعمال الجيش الحر غير الدقيقة، كان المتابع يقول لي: "يا أخي لا تنشر هكذا أشياء هذا الشيء يضر بثورتنا"وكنت أجيبه: "نحن كناشطين إعلاميين وُجدنا لتصحيح مسار الثورة".

ويصف "أبو أسد الحمصي" وضعه الآن مع ناشطين آخرين في لبنان بـ"الخطير جداً"، مضيفا:" كنت ولا أزال أقوم بنقل كل شيء وأتكلم بجرأة عن حزب الله وعن تيار المستقبل وعن حركة أمل وعن الجيش، ولم أفكر في لحظة واحدة بخطورة هذا الأمر، أما الآن فقد أصبحت في "فوهة المدفع"، وهناك عصابات وشبيحة يقومون بالتكلم معي ويطلبون مني أن أذهب إلى بعض المخيمات في الليل كي أقوم بالتصوير، وعندما استفسرت عن هؤلاء الناس تبيّن لي أنهم من حركة أمل الشيعية وأنهم كانوا ينوون اغتيالي.
عدا عن حالات الاعتقال التي طالت ناشطين إعلاميين في الثورة السورية اعتقلوا في السجون اللبنانية مثل"احمد القصير" و"حسام الحمصي"و" الناشط السياسي عبد اللطيف أسعد".

ناشطة هددتني !
وحول قصته مع الناشط "ش. خ" :"تكلمت معي شابة قالت إنها ناشطة في الثورة وطلبت مني أذهب إلى مخيم "الحسكاوي" في منطقة المنية، لأن هناك فيضاناً في المخيم فقلت لها حسناً أعطني العنوان، قالت لي لا أعرفه، لكن اتصل بـشخص يدعى "ح. خ" وقابله هناك فقلت لها لا بأس، ولكن جميعنا يعلم أن المخيمات تفيض هناك منذ 4 سنوات وهذه ليست المرة الأولى، والآن الوقت متأخر، فقالت لي: "إن لم تذهب الآن إلى المكان المنشود سوف أقوم بشرشحتك في الصفحات وأقول إنك شبيح وتابع لجهات معينة"، فأجبتها:"افعلي ما تريدين فالمحادثة مصورة لدي" وعندها قالت لي بكل وقاحة: "ط... فيك وبقنواتك العلمانية"، وقامت بحظري ونشرت أنني أجلس في شقة مكيفة، ولا أهتم بمخيمات اللاجئين، وبعدها قمت بالسؤال عنها وعن "ح. خ"، فتوصلت لمعلومات تفيد أن المذكور "ح. خ" هو صاحب صفحتها على "فيسبوك" وأنه يعمل مع "أبو علي بيضون" في حركة أمل ويقوم بتسليم الناشطين عن طريق استدراجهم إلى مكان معين بقصد إجراء تقرير كما حصل معي.

ويُقال أن "ح .خ" وزوجته" "ش .خ" قاما بتسليم عدة أشخاص سوريين. وأن زوجته المذكورة تقوم باستدراج الناس إلى صيدا بحجة السفر إلى أوروبا وتقوم بتسليمهم إلى حركة أمل.

فارس الرفاعي - زمان الوصل - خاص
(112)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي